من احسن ماذكر في طيات كتب النحو ـ ذاك العلم العظيم ـ من اتيان بعض الشعراء ابياتا تدل على براعتهم في اعداد المعاني الرائقة والتفنن في اقامتها فمن ذلك ماذكر من ان محمد بن الرضوان المعروف بابن الرعاد حيث انه كتب في مدينة قوص الى الشيخ العلامة بهاء الدين بن النحاس الحلبي رحمه الله يتشوق اليه ويشكو له نحوله
سلم على المولى البهاء وصف له ***شوقي اليه وانني مملوكُه
ابدا يحركني اليه تشوقي*** جسمي به مشطورُه منهوكُه
لكن نحِلت لبعده فكانني ***ألف وليس بممكن تحريكُه
ومعروف ان الالف المقصورة لاتقبل الحركة والتحريك فاتى بذلك ليصف ضعفه وعدم قدرته على الحركة
والموضع الثاني الطريف المذكور ما قاله الشيخ شرف الدين بن عُنَين حيث قال
كاني من اخبار انّ ولم يجز *** له احد في النحو ان يتقدما عسى حرف جر من نداك يجرني ***اليك فني من وصالك معدِما
فقد قرر قاعدة نحوية في اسلوب ظريف وهي ان الخبر في باب ان لا يتقدم اصلا ولا يتوسط الا ان كان جارا ومجرورا كقوله تعالى ٍ[ انّ مع العسرِ يسراً ]
شذور الذهب بن هشام ص 96 و 231 دار الطلائع ...المزيد

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الاخيار الاطهار

هنا نقاط أريد أن اوضحها على عجل ويمكن القول عنها أنها تخص جانب المعاملة أكثر من أي شيء اخر وان كان هذا الامر اي الكتابة والتأليف مضمار لسنا من فرسانه والله الموفق .
اولا .كل منا يعلم اهمية الرفض وقول لا في حياتنا إذ أنها من اهم الاشياء التي تعبر عن قوة شخصية صاحبها لذلك فان المشكلة ليس في قولها ورفض ما لا نريده بل اذا تعدى ذلك الى المبالغة فيها أو تعدى ذلك الى عدم الاحترام .
وما نريد قوله بعد هذه المقدمة والمقصود منها انه هناك خلط عند الناس بين الرفض والتخلي عن الشخص فمثلا عند قولك :لا لأحد أو فكرته ليس معناه انك تخليت عنه او رفضته هو شخصيا بل هذا جانب من الصراحة والتفاعل وحرية الراي التي هي اهم شيء في العلاقات بين الناس والعلاقة المبنية على عدم الصراحة المتبادلة لا تدوم طويلا .
ثانيا . النقد المتواصل بين الجانبين ـ سواء علاقة زوجين او طلاب مع شيخهم او غيرها من العلاقات ـ لا يجدي كثيرا بل اظن انه من اكثر الاشياء التي تعمل على تحطيم تلك العلاقة ويعتبر في تلك الحالة معول هدم . وفي هذا الموضوع يقول ابراهيم الفقي رحمه الله /فالنقد يعتبر وسيلة سريعة لتدمير العلاقة الصادقة فاذا قلت لشخص ما انك مخطئ في كذا او انه لايجب ان تفعل هذا او ذاك فانه سرعان ما سيتاهب للدفاع عن نفسه ويستاء من تعليقاتك مهما كانت حسنة/ سحر الكلمة ص 52 .
لذلك فالنقد له حدود ومستويات دقيقة لا يتعداها الناقد كثيرا ولا يتوهمن احد اني اريد بذلك مجاملة بعضنا البعض وتناسي اخطاءنا وقد قال تعالى[ وتواصوا بالحق ] بل المقصود هو الاسراف في النقد و قد قيل الحسنة بين سيئتين. فلا غلو ولا تقصير في ذلك .
ولمن اراد شيئا من هذا فلينظر فن اللامبالاة لمارك مانسون ودعم الذات لعبد الكريم بكار وكتاب لاتكن لطيفا اكثر من اللازم لديوك روبنسون . ...المزيد