نواقض الإسلام قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله): إعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة: ...

نواقض الإسلام

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله):
إعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة:

1 - الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له، والدليل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، ومنه الذبح لغير الله، كمن يذبح للجن أو القباب.

2 - من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم ويسألهم الشفاعة، كفر إجماعاً.

3 - من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر إجماعاً.

4 - من اعتقد أن غير هدي النبي ﷺ أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، فهو كافر.

5 - من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول ﷺ، ولو عمل به، كفر إجماعاً، والدليل قوله تعالى:{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: ٩].

6 - من استهزأ بشيء من دين الله، أو ثوابه أو عقابه كفر والدليل قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝٦٥ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: ٦٥- ٦٦].

7 - السحر ومنه الصَّرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة: ١٠٢].

8 - مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١].

9 - من اعتقد أن بعض الناس لا يجب عليه اتباعه ﷺ، وأنه يسعه الخروج من شريعته،كما وسع الخضر الخروج من شريعة موسى عليهما السلام، فهو كافر.

10 - الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولايعمل به، والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: ٢٢]
...المزيد

تجارة حركات الردة بالدين أما الهيئات والحركات والأحزاب المرتدة التي تتاجر بالدين بل وبذروة ...

تجارة حركات الردة بالدين

أما الهيئات والحركات والأحزاب المرتدة التي تتاجر بالدين بل وبذروة سنامه، فقد طفح شرهم وملأ الأجواء نتنهم. وتكررت قصصهم وافتضحت سيرهم، فهم يتسترون بالجهاد واسمه ورسمه وليس لهم من حقيقته نصيب، فشابهوا الطواغيت وأتباعهم نهجا وطريقة وغاية، فانتهجوا المتاجرة بالدين طريقة للوصول إلى غاياتهم الفاسدة في الوصول إلى السلطة، فيجمعون الأتباع ويحشدون الجماهير بالشعارات الدينية والخطابات الحماسية، وما إن يصلوا إلى سدة الحكم حتى يتنكروا لتلك الشعارات ويحكموا الناس بنفس حكم الطواغيت السابقين، فلم يكن التدين وشعاراته بالنسبة إليهم سوى وسيلة لنيل الدنيا ومناصبها، فكانوا بذلك أسوأ المتاجرين بالدين إذ ضافوا إليه الدماء!

افتتاحية النبأ "وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" ٤٤٧
...المزيد

غَريبَ الْقُرآن - سورة غافر {وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ} أي: لا تقتلوهن واستبقوهن ...

غَريبَ الْقُرآن - سورة غافر

{وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ}
أي: لا تقتلوهن واستبقوهن للخدمة.

{وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}
يذهب فلا يكون شيئا؛ أي في العاقبة.

{مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}
رجل من قوم فرعون

{وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}
يعني: الآيات التي جاؤهم بها موسى.

{مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}
مشركٌ كذابٌ على الله.

{ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ}
يعني: غالبين على أرض مصر في القهر لهم.

تفسير ابن أبي زمنين رحمه الله بتصرف يسير
...المزيد

نَبِيعُ النَّفْسَ بالجنان وإننا ننتظر موعوده سُبحانه ونحن به موقنون، فلن تخيفنا جيوشكم وجموعكم، ...

نَبِيعُ النَّفْسَ بالجنان

وإننا ننتظر موعوده سُبحانه ونحن به موقنون، فلن تخيفنا جيوشكم وجموعكم، لن تثنينا تهديداتكم وحملاتكم، لن تنتصروا أبداً وإنكم مهزومون، أم تظنين أمريكا أن النصر بقتل قائد أو أكثر، إنه إذاً لنصرٍ مُزوّر وهل انتصرتِ عندما قتلتِ أبا مصعب أو أبا حمزة أو أبا عُمر أو أسامة، وهل ستنتصرين إذا قتلتِ الشيشاني أو أبا بكر أو أبا زيد أو أبا عمرو.. كلاً ! إن النصر أنّ ينهزم الخصم.
أم تحسبين أمريكا أن الهزيمة فُقدان مدينة أو خسارة أرض وهل انهزمنا عندما خسرنا المُدن في العراق وبتنا في الصحراء بلا مدينة ولا أرض؟ وهل سنُهزم وتنتصرين إذا أخذتِ الموصل أو سرت أو الرقة أو جميع المدن وعُدنا كما كنا أول حال؟ كلاً ! إن الهزيمة فقدان الإرادة والرّغبة في القتال، وستنتصرين أمريكا ويهزم المجاهدون في حالة واحدة، سنُهزم وتنتصرين إذا ما استطعت انتزاع القرآن من صدور المسلمين.

وهيهات هيهات ** بعُد عنكم ما فات
بل نحن أهل القرآن ** نبيع النفس بالجنان

الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني (تقبله الله تعالى)
...المزيد

أينَ أهلُ الشهامةِ والمروءاتِ؟! يا بني الإسلامِ! يا شبابَ المسلمين أما تغارونَ وأعراضُكم بأيدي ...

أينَ أهلُ الشهامةِ والمروءاتِ؟!

يا بني الإسلامِ! يا شبابَ المسلمين أما تغارونَ وأعراضُكم بأيدي المشركينَ في السجونِ!! أما يُنمي حماستكم تَخاطُرُ أعداءِ اللهِ على أرضِكم وفي ديارِكم، يستبيحُونَ حرماتِكم وينتهكونَ عفَّةَ أخواتكم! ألا قوموا إلى أسلحتِكم، وامتطوا سُرُجَ مطيّكم، وأديموا عليهم العذابَ وصُبُّوهُ على رؤوسهِم صبًّا، ليعلم عدوُّكم أن للهِ جنودًا يحرقون الأرضَ تحتَ أقدامهم، ولِيحسبوا ألفَ حسابٍ قبل أن تمتدَ يدّ نجسةٌ على المسلماتِ وأعراضهِن.


سجن الهول
سجن روج
...المزيد

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، ...

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}

ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم المولى ونعم النصير، اصبروا فإنما هي معركة أحزاب جديدة، وعما قريب بإذن الله تقلع خيامهم وتنكفئ قدورهم ويهزمهم الله سبحانه، وبعدها نغزوهم - بإذن الله - ولا يغزوننا.

الشيخ المجدد: أمير المؤمنين أبو بكر الحسيني البغدادي (تقبله الله تعالى)
...المزيد

أعمالهم كسراب إن الوهم الذي يعيشه هؤلاء في هذه الدنيا، سينتبهون منه ويعلمون بطلانه يوم لا ...

أعمالهم كسراب


إن الوهم الذي يعيشه هؤلاء في هذه الدنيا، سينتبهون منه ويعلمون بطلانه يوم لا ينفعهم ذلك شيئا، حينها سيدركون أنهم كانوا يسعون نحو السراب، وقد وصف الله تعالى هذا الحال وصفا عجيبا فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، قال ابن كثير مفسرا: " فكذلك الكافر يحسب أنه قد عمل عملا وأنه قد حصل شيئا، فإذا وافى الله يوم القيامة وحاسبه عليها، ونوقش على أفعاله، لم يجد له شيئا بالكلية قد قُبل، إما لعدم الإخلاص، وإما لعدم سلوك الشرع، كما قال تعالى: {وَقَدِمۡنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنۡ عَمَلࣲ فَجَعَلۡنَـٰهُ هَبَاۤءࣰ مَّنثُورًا}".

افتتاحية النبأ العدد 442(وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ)
...المزيد

فُصُولِ الأَدَابِ وَمَكَارِمِ الأُخْلَاقِ الْمَشْرُوعَةِ وَإِذَا حَضَرَ وَلِيْمَةَ العُرْسِ لَمْ ...

فُصُولِ الأَدَابِ وَمَكَارِمِ الأُخْلَاقِ الْمَشْرُوعَةِ

وَإِذَا حَضَرَ وَلِيْمَةَ العُرْسِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ الأَكْلُ، بَلْ إِنْ أَكَلَ وَإِلَّا دَعَا وَانْصَرَفَ، وَإِنَّمَا تُسْتَحَبُّ الإجَابَةُ إِلَيْهَا: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْهَا لَعِبٌ وَلَا مُنْكَرُ وَلَا لَهُوْ، فَإِنْ كَانَ مِنْهَا مُحَرَّمٌ حَرُمَتِ الإِجَابَةُ، وَإِنْ كَانَ فِيْهَا مَكْرُوْهُ كُرِهَتِ الإِجَابَةُ.
وَيُكْرَهُ لِأَهْلِ المُرُوءَاتِ وَالفَضَائِلِ التَسَرُّعُ إِلَى إِجَابَةِ الطَّعَامِ، وَالتَّسَامُحُ بِحُضُورِ الوَلَائِمِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةَ: فَإِنَّهُ يُوْرِثُ دَبَاءَةَ وَإِسْقَاطَ الهَيْبَةِ مِنْ صُدُورِ النَّاسِ.
وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ عِيَادَةُ أَخِيْهِ المُسْلِمِ، وَحُضُورُ جَنَازَتِهِ إِذَا مَاتٍ، وَتَعْزِيَةُ أَهْلِهِ، وَلَا بَأْسَ بِعِيَادَةِ الذِّمِّيِّ: فَقَدْ عَادَ النَّبِيُّ - ﷺ - يَهُودِيًّا، وَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ يَا يَهُودِيّ».

فَصْلٌ

وَالغَيْبَةُ حَرَامٌ فِي حَقٌّ مَنْ لَمْ يَنْكَشِفَ بِالمُعَاصِي وَالقَبَائِحِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} الآية.
وَمَنْ ذَكَرَ فِي فَاسِقِ مَا فِيْهِ لِيُحَدِّرَ مِنْهُ أَوْ سَأَلَ عَنْهُ مَنْ يُرِيدُ تَزْوِيْجَهُ أَوْ شَرِكَتَهُ أَوْ مُعَامَلَتَهُ لَمْ يَكُنْ مُغْتَابًا لَهُ، وَلَا عَلَيْهِ إِثْمُ الغيْبَةِ، وَلَهُ ثَوَابُ النَّصِيْحَةِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ- ﷺ -: «قُوْلُوْا فِي الفَاسِقِ مَا فِيْهِ يَحْذَرُهُ النَّاسُ». وَلَا يُظَنُّ بِعُمَرَ-رضي الله عنه- أَنَّهُ أَقْدَمَ عَلَى مَا هُوَ عِيْبَهُ عِنْدَ نَصِّهِ عَلَى السِّتَةِ، وَجَعَلٍ الشوْرَى فِيْهِم وَذِكْرِ عَيْبِ كُلِّ وَاحِدٍ، بَلْ قَصَدَ بِذَلِكَ النُّصْحَ للهِ وَلِرَسُوْلِهِ وَلِأَهْلِ الإسلام.

فَصْلٌ

فَصَارَتِ الغِيْبَةُ: مَا يُذْكَرُ مِنَ النَّقْصِ وَالعَيْبِ لَا يُقْصَدُ بِهِ إِلَّا الْإِزْرَاءُ عَلَى المَذْكُورِ وَالطَّعْنُ فِيْهِ.
وَيُسْتَحَبُّ ضَبْطُ الأَلْسِنَةِ وَحِفْظُهَا، وَالإقْلَالُ مِنَ الكَلَامِ إِلَّا فِيْمَا يَعْنِي وَلَا بُدْ مِنْهُ.
وَأَفْضَلُ مِنَ الصَّمْتِ إِجْرَاءُ الأَلْسِنَةِ بِمَا فِيهِ النَّفْعُ لِغَيْرِهِ، وَالانْتَفَاعُ لِنَفْسِهِ مِثْلُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَتَدْرِيسِ العِلْمِ وَذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ وَالإِصْلَاح بَيْنَ النَّاسِ.


تأليف: الإمام العلامة أبي الوفاء علي بن عقيل بن محمد ابن عقيل بن عبد الله البغدادي الظفري المتوفى سنة 513 هـ
...المزيد

الزاد في الحث على الجهاد الباب الثاني: فضل الجهاد والمجاهدين في سبيل الله (الجزء الثاني) يقول ...

الزاد في الحث على الجهاد

الباب الثاني: فضل الجهاد والمجاهدين في سبيل الله (الجزء الثاني)

يقول الإمام ابن النحاس- رحمه الله - قال تعالى:{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: ٧٤] ، قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -:"أي: إِنْ لَمْ يُقَاتِل هؤلاء الْمَذْكُورُونَ سابقا الموصوفُونَ بِأَنَّ مِنْهُمْ لَمَنْ لَيُبَطِئَنَّ، فَلَيْقَاتِلِ الْمُخْلِصُونَ الْبَاذِلُونَ أَنفُسَهُمُ الْبَائِعُونَ لِلْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ، ثُمَّ وَعَدَ الْمُقَاتِلِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَنَّهُ سَيُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا لا يُقادَرُ قَدْرُهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا قُتِلَ فَازَ بالشَّهَادَة التي هي أعْلَى دَرَجَاتِ الْأُجُورِ، وَإِنْ غلَبَ وَظَفَرَ كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَعَ ما قد نالهُ مِنَ العُلُوّ في الدُّنْيَا وَالغنيمة".
وقال ابن كثير - رحمه الله - :"أي: كُلُّ منْ قَاتَل في سبيل الله - سواء قُتِل أو غلب وسَلْب - فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ مَثْوبَةٌ عَظِيمَةٌ وَأَجْرٌ جَزِيلٌ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أن النبي ﷺ - قَالَ: وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ في سبيله، إن تَوَفَّاهُ أنْ يُدخله الجنّة، أو يُرجعه إلى مَسْكَنهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنَ الأجر أو الغنيمة"، انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
هذه الآية تحريضٌ للمؤمنين على الجهاد أيّاً كانت النتيجة، فعلى المؤمن الأخذ بالأسباب وليس عليه النتائج، والله يجازيه على عمله لا على النتيجة، فهو في جميع الأحوال ينال الخير من الله عز وجل سواء غلب أو قتل.
وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ۝٢٠ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ۝٢١ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: ٢٠- ٢٢]، أي أنّ الذين آمنوا بالله ووحدوه، وهجروا أوطانهم ديار الكفر، وأهلهم، وعشيرتهم، وهاجروا إلى دار الإسلام، وجاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم أعظم درجةً عند الله عز وجل، وأرفع منزلةً عنده من سقاية الحجيج، وعمارة المسجد الحرام، وأولئك الذين هذا وصفهم هم الفائزون، يفوزون برضا الله وتوفيقه والعزة والكرامة في الدنيا، ويفوزون بالنعيم المقيم في الآخرة.
وسبب نزول الآية هو ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما - قال: كُنتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أَبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلامِ إِلَّا أَنْ أُسْقِي الْحَاجَ، وَقَالَ آخَرُ ما أَبَالِي أنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلامِ إِلَّا أَنْ أَعْمُرُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَقَالَ آخَرُ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ، وَقَالَ: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرٍ رَسُولٍ الله ﷺ وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَة، ولكن إذا صَلَّيْتُ الجُمْعَة دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ، فأَنزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[التوبة: ١٩].


مقتطفات من سلسلة الزاد في الحث على الجهاد الصادرة عن إذاعة البيان التابعة للدولة الإسلامية بتصرف يسير
...المزيد

ولكنه من يخذل الله يُخذل وقد يستحكم الضلال من أهل الكفر حتى يروه الحق المبين، فيجادلوا عنه بكل ...

ولكنه من يخذل الله يُخذل

وقد يستحكم الضلال من أهل الكفر حتى يروه الحق المبين، فيجادلوا عنه بكل ما وصلوا إليه من شُبَه، بل ويدعون الناس إليه ويثبّتون أتباعهم عليه بل ويهلكون أنفسهم في سبيله! وقد قال الله في كفار قريش قديما: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ}، فهؤلاء لم يكتفوا بما هم عليه من الكفر بل كانوا يدعون الناس للإصرار والبقاء عليه، وهو عين ما جرى من البقاء على الكفر ليهود بني قريظة لمّا أبوا الإسلام وفضلوا عليه القتل! وقد احتفظ لنا التاريخ بقصة أحد كبرائهم، حيي بن أخطب، فإنه لما جيء به إلى النبي ﷺ: قال له رسول الله ﷺ (هَلْ أَخْزَاكَ اللَّهُ ؟!)، قال حيي: لقد ظهرت علي، أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يُخذل ثم أقبل على الناس، فقال: أيها الناس، إنه لا بأس بأمر الله، كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عُنُقه لعنه الله! [البداية والنهاية]، فهذا أمامه رسول الله نفسه ولم يملك أن يرده عن الكفر حتى أطار عنقه بضربة السيف، وما زلنا نرى أمثال حيي بن أخطب يصرّون على الكفر، ويهلكون أنفسهم في سبيل اليهودية والنصرانية، والوطنية والقومية، والتراب والأوطان والفصائل والجماعات التي تحارب شرع الله وأولياءه، وغير ذلك من الأديان والمعتقدات والمناهج الباطلة التي يجادلون عنها بالباطل {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}!


افتتاحية النبأ "وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ" 442
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى- : "وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى- :
"وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته"

(📓إغاثة اللهفان) - النبأ العدد 456
...المزيد

{ الطريق إلى حِفظ الخَواطر } -- "فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟ قلت: أسباب عدة: -- ...

{ الطريق إلى حِفظ الخَواطر }


-- "فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟ قلت: أسباب عدة:

-- أحدها
العلم الجازم باطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك.

-- الثاني
حياؤك منه.

-- الثالث
إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلقه لمعرفته ومحبته.

-- الرابع
خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.

-- الخامس
إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.

-- السادس
خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله.

-- السابع
أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.

-- الثامن
أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلًا.

-- التاسع
أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته، فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلًا.

-- العاشر
أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي.

-- كما أنَّ هذا معلومٌ في الخواطرِ النفسانية، فهكذا الخواطر الإيمانية الرحمانية، هي أصل الخير كلِّه. فإنَّ أرض القلب متى بُذِرَ فيها خواطرُ الإيمان والخشية والمحبة والإنابة والتصديق بالوعد ورجاءِ الثوابِ، وسُقِيَت مرَّةً بعد مرَّةٍ، وتعاهدها صاحبُها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها، أثمرت له كلَّ فعل جميل، وملأت قلبَه من الخيرات، واستعملت جوارحَه في الطاعات"

[طريق الهجرتين وباب السعادتين] لابن القيم -رحمه الله-


إنفوغرافيك النبأ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً