نصرة الدولة الإسلامية على أحزاب الكفر والردة والنفاق من أوثق عرى الإيمان الحمد لله، والصلاة ...

نصرة الدولة الإسلامية على أحزاب الكفر والردة والنفاق من أوثق عرى الإيمان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا يخفى عليك اليوم -أيها المسلم اللبيب- كيف اجتمعت ملل الكفر والردة والنفاق من العرب والعجم على حرب الدولة الإسلامية، فتراهم يتحشدون ويجمعون ويأتمرون ويتآمرون ويجيشون ويتوعدون، وتقودهم في ذلك حاملة الصليب أمريكا، حتى باتت المعركة الفاصلة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان قاب قوسين أو أدنى.

ورغم وضوح الرؤية وانكشاف الحقائق، تجد البعض يتساءل: مع من سأقف؟ وما هو موقفي؟

فاسمع هذه الكلمات أيها المسكين، فالخطب جلل والأمر عظيم، فوالله إنهما الفسطاطان اللذان أخبر عنهما الصادق المصدوق: (فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه)!

قال تعالى: {لا يتخِذِ المؤمِنون الكافِرِين أولِياء مِن دونِ المؤمِنِين ومن يفعل ذٰلِك فليس مِن اللهِ فِي شيءٍ إِلا أن تتقوا مِنهم تقاةً ويحذِركم الله نفسه وإِلى اللهِ المصِير} [آل عمران: 28].

وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله) [حديث حسن رواه الطبراني].

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك» [جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي].

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في شرح قول ابن عباس الآنف: «قوله: «ووالى في الله»، هذا بيان للازم المحبة في الله، وهو الموالاة فيه، إشارة إلى أنه لا يكفي في ذلك مجرد الحب، بل لا بد مع ذلك من الموالاة التي هي لازمة الحب، وهي النصرة والإكرام والاحترام، والكون مع المحبوبين باطنا وظاهرا، وقوله «وعادى في الله»، هذا بيان للازم البغض في الله، وهو المعاداة فيه، أي إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله، والبراءة منهم، والبعد عنهم باطنا وظاهرا، وإشارة إلى أنه لا يكفي مجرد بغض القلب، بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه، كما قال تعالى: {قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ فِي إِبراهِيم والذِين معه إِذ قالوا لِقومِهِم إِنا برآء مِنكم ومِما تعبدون مِن دونِ اللهِ كفرنا بِكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتىٰ تؤمِنوا بِاللهِ وحده}» [تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد].

لذا فقد تقرر في الشريعة المطهرة وعلم من الدين بالضرورة أن الولاء والبراء أصل من أصول الدين، لا دين ولا إسلام ولا إيمان بدونه!

فما معنى الولاء والبراء؟ وما موقعهما من الدين؟ وماذا يجب على المسلم لكي يحقق الولاية والبراءة؟

قال الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي -رحمه الله- عندما سئل عن الموقف من «الحملة الصليبية على أفغانستان» باختصار وتصرف يسير:

«الولاء في اللغة اسم مصدر من والى يوالي موالاة وولاء، ووالى فلان فلانا إذا أحبه واتبعه، والولاية معناها النصرة والحماية والاتباع، وولي فلان فلانا أي تقرب منه، أما معنى الولاء في الشرع فهو تولي العبد ربه ونبيه باتباع الأوامر واجتناب النواهي وحب ونصرة أولياء الله من المؤمنين».

«أما البراء لغة فهو مصدر برى بمعنى قطع، ومنه برى القلم بمعنى قطعه، والمراد هنا قطع الصلة مع الكفار، فلا يحبهم ولا يناصرهم ولا يقيم في ديارهم، والبراء في الشرع هو البعد والخلاص والعداوة، يقال برى وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهم ولا يحبهم ولا يركن إليهم ولا يطلب النصرة منهم».

«ومنزلة الولاء والبراء في الإسلام عظيمة، فالولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين وأصل من أصول الإيمان والعقيدة، فلا يصح إيمان شخص بدونهما، فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله ويحب في الله ويعادي في الله، فيوالي أولياء الله ويحبهم، ويعادي أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم، فمن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فهو ولي الله، أما من والى الكافرين واتخذهم أصدقاء وإخوانا فهو مثلهم، قال تعالى: {يا أيها الذِين آمنوا لا تتخِذوا اليهود والنصارىٰ أولِياء بعضهم أولِياء بعضٍ ومن يتولهم مِنكم فإِنه مِنهم إِن الله لا يهدِي القوم الظالِمِين} [المائدة: 51]، والقرآن العزيز مشتمل على كثير من الآيات التي تحذر من اتخاذ الكافرين أولياء، مثل قوله تعالى: {يا أيها الذِين آمنوا لا تتخِذوا عدوِي وعدوكم أولِياء تلقون إِليهِم بِالمودةِ} [الممتحنة: 1]».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
نصرة الدولة الإسلامية على أحزاب الكفر والردة والنفاق من أوثق عرى الإيمان
...المزيد

عندما ملك الأرضَ أهلُ الرفض الدولة الحَمْدانية • بدأ أمر الحمدانيين بتمرد على الدولة العباسية ...

عندما ملك الأرضَ أهلُ الرفض الدولة الحَمْدانية

• بدأ أمر الحمدانيين بتمرد على الدولة العباسية فبدؤوا مؤامراتهم بالتعاون مع هارون الشاري الخارجي، وسرعان ما وقع قائدهم حمدان أسيرا بيد العباسيين وسُجن في بغداد فقام الحسين بن حمدان على رأس جيش وأغار على جيش هارون الخارجي قرب الموصل، فهزم الحمدانيون الخوارجَ، وأسروا حليفهم السابق هارون الخارجي قرب الموصل، وسلَّموه للعباسيين في بغداد فعفا الخليفة العباسي عن الحمدانيين بعد قضائهم على أعدائه الخوارج وأفرج عن سيدهم حمدان.

بعد التصالح بين العباسيين والحمدانيين قام الحمدانيون بأداء دور المناصر للدولة العباسية المدافعين عن حوزتها المحاربين لأعدائها، فانخدع العباسيون بالحمدانيين، وانطلت عليهم التقية التي هي دين الرافضة ففي كتبهم «من لا تقية له، لا دين له»، فدخل الحمدانيون بغداد، واستقبلهم الخليفة العباسي وأعطى لقب «ناصر الدولة» للحسن بن حمدان، ولقَّب أخاه عليّاً «سيف الدولة» في شعبان من عام 330 هـ وتولى «ناصر الدولة» إمرة الأمراء في بغداد، وهو منصب تنفيذي كبير، لطالما استأثر به الأتراك السنة الذين كان لهم نفوذ في البلاط العباسي حينذاك، وصل حد عزل وتعيين خلفاء والله المستعان.

لم يستقر الحمدانيون كثيراً ببغداد بسبب الاضطرابات الداخلية وقراراتهم التي جلبت عليهم سخط أهل بغداد، وزياداتهم في الضرائب والأسعار، ما مهد الطريق أمام عودة الأتراك إلى بغداد بقيادة توزون، مستغلين سفر ناصر الدولة إلى الموصل، فاستعادوا منصبهم «إمرة الأمراء» سنة 331 هـ، ولم يستطع زعماء الحمدانيين البقاء في بغداد واضطروا للعودة إلى الموصل.

تطلع سيف الدولة بعد خروج الحمدانيين من بغداد إلى القيام بحملة عسكرية يدفعه لها طمعٌ في توسيع حدود دولته الباطنية، فسار سنة 333 هـ إلى شمال بلاد الشام، فاحتلت قواته مدينة حلب، وأخرج منها حاكمها التابع للدولة الإخشيدية، الحاكمة حينذاك لمصر والشام، رافعا شعار محبة آل البيت، مخفيا ومبطنا حقيقته الرافضية.

وكما وقفنا في حلقاتنا السابقة، عند حديثنا عن تاريخ ملوك الطوائف في الأندلس، فليس كل من يحارب الصليبيين يكون مقصده نصرة الإسلام، فقد حارب الصليبيون في الأندلس دويلات طوائف، واقع أغلب حكامها الردة، وكذلك الأمر مع الحمدانيين، الذين وجدوا أنفسهم بحكم موقعهم الجغرافي المتاخم لآسيا الصغرى، في مواجهة مباشرة مع الروم البيزنطيين، وقد امتدت الحروب بين البيزنطيين والحمدانيين من عام 337 إلى سنة 351 هـ، تلك السنة التي شهدت احتلال الصليبيين حلب، وارتكابهم المجازر في حق أهلها.

وما يعزز القول بأن القتال بين الحمدانيين والبيزنطيين كان من أجل توسيع حدود كل طرف، فالحمدانيون حاربوا كل جيرانهم، سواء كانت دولا سنية أو صليبية أو حتى رافضية على دينهم، حيث كانت نهاية الدولة الحمدانية على يد الدولة العبيدية الإسماعيلية (التي يسميها بعض المؤرخين بالفاطمية، نسبة لفاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي منهم براء) سنة 399 هـ.

يقول ابن كثير عن ذلك الوقت: «وقد امتلأت البلاد رفضا وسبا للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسانا، وغير ذلك من البلاد كانوا رفضا، وكذلك الحجاز وغيره وغالب بلاد المغرب فكثر السب والتكفير منهم للصحابة».

نعم، هذا ما نقله إلينا المؤرخ ابن كثير عن حقيقة الدولة الحمدانية الرافضية، التي اعتنق جمع غفير من أهل حلب دين الرفض في زمانها -كما أشارت بعض الروايات التاريخية- وفي زمانها استفشى سب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم- وتكفيرهم، وقد وجدت الدولة الحمدانية علماء سوء يمجّدونها ويجمّلونها، ويضفون عليها الشرعية، ووجدت أيضا شعراء برعوا في المدح والتملق للسلاطين، كأبي الطيب المتنبي، وابن عمهم أبي فراس الحمداني.

تَغَنَّت الدولة الحمدانية المحتلة أرض الشام بشعارات «المقاومة» و«الممانعة» وحمايتها بلاد العرب والمسلمين في مواجهة الروم البيزنطيين، وشعارات «العروبة» في مواجهة «الشعوبية» والنفوذ السياسي المتزايد للأعاجم، سواء داخل البلاط العباسي أو على صعيد دويلاتهم الناشئة، وشعارات محبة آل البيت رضوان الله عليهم ونصرتهم -كذا زعموا- في مواجهة الناصبة، وعموم أهل السنة نواصب في دين الرافضة.

فهذا التاريخ، وذي دروسه، فهل من معتبر؟

هذا وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
عندما ملك الأرضَ أهلُ الرفض الدولة الحَمْدانية
...المزيد

عندما ملك الأرضَ أهلُ الرفض الدولة الحَمْدانية تمتلئ صفحات التاريخ الإسلامي بالدول التي تم ...

عندما ملك الأرضَ أهلُ الرفض الدولة الحَمْدانية

تمتلئ صفحات التاريخ الإسلامي بالدول التي تم تسويقها على أنها دول إسلامية وخاصة إذا قاتلت هذه الدول أعداء الأمة الإسلامية من روم أو صليبيين أو سواهم، وعند التنقيب في حقيقة بعض تلك الدول نجد أنها كانت من ألدّ أعداء الإسلام لكونها مبنية على عقائد أهل الضلال من الرافضة والباطنية والخوارج وما شابه وأن قتالها لأعداء المسلمين الذي كان صراعا على الدنيا لا يغفر لتلك الدول وأمرائها ما فعلته من تحريف لعقائد المسلمين ونشر للعقائد الضالة الأمر الذي لا زلنا ندفع تكاليفه إلى يومنا هذا بتسلط هذه الفرق الضالة على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ومن تلك الدول التي قامت على عقائد ضالة نشرتها بين الناس دولة الرافضة من بني حَمْدان الذين عملوا على نشر دين الرفض في شمال بلاد الشام لولا أن قدر الله سقوطها ثم وجود من تتبع الرافضة وقضى على كفرهم في تلك النواحي، وإن كانت آثارهم في حلب وإدلب وساحل الشام لا زالت موجودة.

ظهرت الدولة الحمدانية أواخر القرن الرابع الهجري، الذي شهد قيام دول باطنية في المشرق العربي، وجثومها على بلاد المسلمين تارة باسم «العروبة» ومجابهة «الشعوبية»، وتارة باسم مناصرة آل البيت ومحاربة النواصب كدولة القرامطة والدولة العبيدية ودولة البويهيين وغيرهم.

يرجع نسب الحمدانيين إلى حمدان بن حمدون التغلبي، وقد كان منهم ولاة وقادة عسكريون في الدولة العباسية قبل انشقاقهم عنها واستقلالهم بدولتهم الرافضية.

بدأ أمر الحمدانيين بتمرد على الدولة العباسية فبدؤوا مؤامراتهم بالتعاون مع هارون الشاري الخارجي، وسرعان ما وقع قائدهم حمدان أسيرا بيد العباسيين وسُجن في بغداد فقام الحسين بن حمدان على رأس جيش وأغار على جيش هارون الخارجي قرب الموصل، فهزم الحمدانيون الخوارجَ، وأسروا حليفهم السابق هارون الخارجي قرب الموصل، وسلَّموه للعباسيين في بغداد فعفا الخليفة العباسي عن الحمدانيين بعد قضائهم على أعدائه الخوارج وأفرج عن سيدهم حمدان.

بعد التصالح بين العباسيين والحمدانيين قام الحمدانيون بأداء دور المناصر للدولة العباسية المدافعين عن حوزتها المحاربين لأعدائها، فانخدع العباسيون بالحمدانيين، وانطلت عليهم التقية التي هي دين الرافضة ففي كتبهم «من لا تقية له، لا دين له»، فدخل الحمدانيون بغداد، واستقبلهم الخليفة العباسي وأعطى لقب «ناصر الدولة» للحسن بن حمدان، ولقَّب أخاه عليّاً «سيف الدولة» في شعبان من عام 330 هـ وتولى «ناصر الدولة» إمرة الأمراء في بغداد، وهو منصب تنفيذي كبير، لطالما استأثر به الأتراك السنة الذين كان لهم نفوذ في البلاط العباسي حينذاك، وصل حد عزل وتعيين خلفاء والله المستعان.

لم يستقر الحمدانيون كثيراً ببغداد بسبب الاضطرابات الداخلية وقراراتهم التي جلبت عليهم سخط أهل بغداد، وزياداتهم في الضرائب والأسعار، ما مهد الطريق أمام عودة الأتراك إلى بغداد بقيادة توزون، مستغلين سفر ناصر الدولة إلى الموصل، فاستعادوا منصبهم «إمرة الأمراء» سنة 331 هـ، ولم يستطع زعماء الحمدانيين البقاء في بغداد واضطروا للعودة إلى الموصل.

تطلع سيف الدولة بعد خروج الحمدانيين من بغداد إلى القيام بحملة عسكرية يدفعه لها طمعٌ في توسيع حدود دولته الباطنية، فسار سنة 333 هـ إلى شمال بلاد الشام، فاحتلت قواته مدينة حلب، وأخرج منها حاكمها التابع للدولة الإخشيدية، الحاكمة حينذاك لمصر والشام، رافعا شعار محبة آل البيت، مخفيا ومبطنا حقيقته الرافضية.

وكما وقفنا في حلقاتنا السابقة، عند حديثنا عن تاريخ ملوك الطوائف في الأندلس، فليس كل من يحارب الصليبيين يكون مقصده نصرة الإسلام، فقد حارب الصليبيون في الأندلس دويلات طوائف، واقع أغلب حكامها الردة، وكذلك الأمر مع الحمدانيين، الذين وجدوا أنفسهم بحكم موقعهم الجغرافي المتاخم لآسيا الصغرى، في مواجهة مباشرة مع الروم البيزنطيين، وقد امتدت الحروب بين البيزنطيين والحمدانيين من عام 337 إلى سنة 351 هـ، تلك السنة التي شهدت احتلال الصليبيين حلب، وارتكابهم المجازر في حق أهلها.

وما يعزز القول بأن القتال بين الحمدانيين والبيزنطيين كان من أجل توسيع حدود كل طرف، فالحمدانيون حاربوا كل جيرانهم، سواء كانت دولا سنية أو صليبية أو حتى رافضية على دينهم، حيث كانت نهاية الدولة الحمدانية على يد الدولة العبيدية الإسماعيلية (التي يسميها بعض المؤرخين بالفاطمية، نسبة لفاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي منهم براء) سنة 399 هـ.

يقول ابن كثير عن ذلك الوقت: «وقد امتلأت البلاد رفضا وسبا للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسانا، وغير ذلك من البلاد كانوا رفضا، وكذلك الحجاز وغيره وغالب بلاد المغرب فكثر السب والتكفير منهم للصحابة».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
عندما ملك الأرضَ أهلُ الرفض الدولة الحَمْدانية
...المزيد

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك ...

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني

وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك أثر فيهم المنهج الفاسد لتنظيم القاعدة في معاملة المرتدين، فبدأ يحرضهم على قتال المرتدين واستئصالهم وهو يقول لهم: «لن نسمح بأن يعيش مرتد معنا آمنا»، فرد عليه أحد المجاهدين: «إن قاتلناهم سنخرج من المدينة»، فقال رحمه الله: «سقوط المدن مع بقاء الولاء والبراء خير من سقوط الولاء والبراء مع بقاء المدن».

كان -رحمه الله- مثالا للشجاعة والإقدام والشدة على أعداء الله في الصف الأول مع إخوانه في كل المعارك والاقتحامات ينفذ معهم عمليات الاغتيال ويعتقل بيده مرتدي الصحوات وأصيب بسبب ذلك عدة مرات إحداها أثناء اغتيال أحد المرتدين وسط الفلوجة حيث أصيب بعدة رصاصات في كتفه، والأخرى أثناء محاولة المرتدين اعتقاله بعدما تعرف عليه أحدهم فعاجله برصاصات من مسدسه قتلته على الفور، ومكنه الله من الإفلات من الأسر رغم تطويقهم للمنطقة وتمشيطهم لكامل الحي الذي اختبأ فيه.

وفي الوقت نفسه كان رفيقا بإخوانه متواضعا لهم، حتى أنه كان غالبا ما يوقع مراسلاته معهم بعبارة «أخوكم الصغير» ما أكسبه محبة كل من عمل معه من الأمراء والجنود، وكان شديد الحرص عليهم، تقبله الله، فيلقي بنفسه في المخاطر ليضمن سلامتهم، ويشهد له أحد إخوانه أنه دخل بنفسه إلى مضافة قصفها الصليبيون في جزيرة الثرثار حيث قُتل الإخوة الموجودون فيها وبقي منهم جريح ثم استمرت الطائرات المسيرة تحوم حول المكان لتلتقط من يحاول الاقتراب من المنزل المدمر، فقُصفت أول مجموعة تقدمت لإخراج الأخ الجريح وقتل المسعفون، ليتبعهم أبو هُمام وحده ويخرج الأخ الجريح رغم الخطر واشتداد الخوف.

أما عن شدته على أعداء الله فما قصة ما فعله بالروافض من مقتلة في سبايكر بخافية على أحد حيث أعدم الآلاف من المشركين دفعة واحدة دون أن تأخذه بهم رأفة ولا شفقة، وفي الولايات الليبية كان بعض الإخوة يقتلون المرتدين خفية قبل وصوله إليهم ولا يتبنون ذلك، فقال لهم «إذا أردتم أن يخافكم الكفار فاقتلوهم، وقولوا: نحن قتلنا»، ففعل الإخوة ذلك، وامتلأت مكاتب الاستتابة بالمرتدين التائبين.

وبالرغم من شدته في المواطن التي تتطلبها كان -رحمه الله- حكيما يضع السيف موضعه والحلم موضعه يجذب إليه الأسماع والقلوب إذا تكلم ففي أحد المواقف المشهودة له قبل غزوة سامراء جمع شيوخ العشائر وتكلم معهم بكلام سرَّهم فكان ذلك سببا في توبة العشرات من عناصر الصحوات وتسليمهم سلاحهم إلى الدولة الإسلامية، وذلك بعد شهور من التنكيل بهم قتلا وأسرا.

وبعد غدرة حصلت لجنود الخلافة في مدينة هراوة في ولاية برقة أرسل الشيخ مع أحد الوسطاء إلى من غدر بالإخوة ليسلموا سلاحهم وإلا سيجعل منهم عبرة لمن بعدهم، فأذعنوا لطلبه ولشروطه عليهم، ومنها أن يضمنوا ما أُتلف من السلاح والذخيرة وبعد أن تابوا وأرسلوا الدفعة الأولى من مبلغ المال المتفق عليه، اتصل الشيخ بالوسيط وقال له: «أخبر أهل هراوة أننا قد عفونا عنهم، وبإذن الله يعوضنا الله خيرا»، وبعد يومين فتح الله على الإخوة في سرت فغنموا من المرتدين كميات كبيرة من السلاح والذخيرة.

أما عبادته وحرصه على تعلم الدين وتعليمه فيروي مَن صاحَبَه في سجنه أنه كان صواما مواظبا على دروس العلم التي كانت تعطى في السجن، وأجازه أحد قادة الدولة الإسلامية في سجن «أبو غريب» بروايتي حفص وورش قراءةً، وإلى جانب طلبه للعلم كان له درس في السيرة يعطيه لإخوانه الأسرى، وكان الإقبال على هذا الدرس يفوق الإقبال على كل حلقات العلم في سجن أبو غريب على الإطلاق.

ويروي مَن صاحبه في سجنه كثيرا من المواقف عن أيمان أطلقها الشيخ في سجنه فأبرها الله له عند خروجه، ودعاء دعا به فاستجاب له الله وتحقق ما دعا اللهَ به.

منها أنه قال في دعائه مرة إنه سيجعل الصحوات يحفرون قبورهم بأيديهم إن من الله عليه بالخروج، فتحقق له ذلك في القصة المشهورة التي وثقها إصدار الفرقان (صليل الصوارم 4)، وهي قصة القيادي في الصحوات الذي قال العبارة التي صارت محل تندر الناس في مشارق الأرض ومغاربها «أخاف إنكم داعش يابا» وذلك حين اعتقله الشيخ أبو نبيل ثم وقف على رأسه وهو يحفر قبره بيديه، ويدعو على سيده المالكي.

ومنها أنه حين سمع بقصة إلقاء جثة الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- في البحر أقسم بالله أن يمزج دماء الكفار بماء البحر، فأبر الله قسمه، وخرج من سجنه، ثم انتقل من أرض لا بحر فيها لينحر النصارى المشركين على ساحل طرابلس فتمتزج دماؤهم بماء بحره.

ومنها أن أحد الإخوة طلب منه رافضيا مشركا كي يذبحه، فرد عليه الشيخ: أبشر بإذن الله لك رؤوس ألف رافضي، وبعد يومين من الله عليه بأسر الألوف من الروافض في سبايكر لينحرهم ويتقرب بدمائهم إلى الله تعالى، ويفي بوعده لأخيه..


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
...المزيد

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف ...

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني

بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف الراوي ووالي الفلوجة عباس الجواري -تقبلهما الله- لينسق معهما للعودة إلى ساحات الجهاد، فعمل في ولاية الفلوجة، وخاصة في «أبو غريب» قبل أن يصبح نائبا للوالي، ثم واليا على الفلوجة، ويستمر في مسؤوليته حتى اعتقل في واحدة من أكبر الضربات الأمنية التي تعرض لها المجاهدون آنذاك، حيث اعتقله الأمريكيون مع ثلّة من أصحابه في الولاية (في شعبان من عام 1431 هـ)، وسلموه للروافض الذين أودعوه في واحد من أبشع معتقلاتهم التابعة لما يعرف بجهاز مكافحة الإرهاب، والمعروف بسجن «جرائم 52»، حيث انفضح أمره، وكشف الروافض طبيعة عمله في الدولة الإسلامية، ما يعني بالنسبة له الحكم بالإعدام.

بعد انتهاء التحقيق معه تم تسفيره إلى سجن «التاجي»، فأصبح أميرا للإخوة في أحد أقسامه قبل أن ينصحه إخوانه في الخارج بتأمين الانتقال إلى سجن أبو غريب، حيث كانوا يخططون حينها لعملية تحرير الأسرى منه، ونجح مع ثلاثة من إخوانه في تحقيق ذلك، بعد أن أغروا الرافضة المسؤولين عن السجن ببعض المبالغ.

عند وصوله إلى سجن «أبو غريب» كانت خطة الهروب من السجن تقوم على نفق حفره الإخوة في إحدى غرف السجن، فاتخذ كنية جديدة هي (أبو زيد) وتم تعيينه أميرا على أحد أقسام السجن وعضوا في لجنة تنظيم عملية الهروب التي كانت تقوم بدور التنسيق بين الإخوة في داخل السجن وخارجه، وقدر الله أن فشلت خطة الهروب الأصلية باكتشاف الرافضة للنفق المحفور، وإخلائهم للغرفة التي حفر فيها وإغلاقها.

لم ييأس الشيخ وإخوانه من الأمر، بل مضوا لتحقيق غايتهم بعزم أقوى، سيما وقد تم اختياره أميرا لكل الإخوة في سجن «أبو غريب»، واتخذ لنفسه كنية جديدة هي (أبو حامد)، حيث كان ينسق مع الشيخ أبي عبد الرحمن البيلاوي -تقبله الله- لإنجاح الأمر حتى أتمه الله، وأخرجه الله والمئات من إخوانه من غياهب السجون، ليعود جنديا من جنود الدولة الإسلامية في صحراء الأنبار، قبل أن ينقله الشيخ البيلاوي إلى ولاية صلاح الدين أميرا عليها، بكنيته الجديدة (أبو نبيل).

ترافق دخوله إلى صلاح الدين مع العمليات الكبرى للدولة الإسلامية في العراق، التي تكللت بفتح نينوى وما بعده من الفتوحات، فقاد أبو نبيل كل غزوات صلاح الدين في ذلك الوقت وعلى رأسها غزوة سامراء، وقد ظهر في إصدار (على منهاج النبوة) الذي وثقها خطيبا وكان في الإخوة قبل انطلاق الغزوة، ثم أشرف على مذبحة الرافضة من جنود قاعدة سبايكر، وقتل الله على يديه الألوف من الرافضة.

بعد إعلان الخلافة، جاءت البيعات لأمير المؤمنين من كل حدب وصوب، وعلى رأسها بيعة مجاهدي ليبيا، فأرسل أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- سيفه المجرب أبا نبيل ليكون أميرا عليهم، فوضع اللبنات الأول لصرح الدولة الإسلامية هناك.

وبقي أبو المغيرة القحطاني يجالد أعداء الله من المرتدين هناك حتى فتح الله على يديه مدينة سرت وما حولها، وذلك بعد غدر الصحوات بهم في درنة، ونجاته هو من محاولة اغتيال بأيديهم قتل فيها الكثير من إخوانه وجنوده، فتم له ولإخوانه التمكين في الأرض، فحكموا الشريعة، وأقاموا الحدود، وقاتلوا الكفار والمرتدين.

وكانت نهاية رحلة أخينا قتلا بأيدي الأمريكيين الصليبيين الذين استهدفوه بغارة جوية في مدينة «درنة»، بعد سنوات طويلة من الجهاد، فتقبله الله في الصالحين.

لقد كان الثبات على الطريق أبرز صفات الشيخ أبي المغيرة القحطاني رحمه الله، فمن يتتبع مسيرته الجهادية التي جاوزت 13 عاما، يرى بجلاء كيف أنه كان الجبل الأشم الذي لا تزلزله المحن، ولا توهن عزيمته الفتن، فكلما ابتلي بسجن ونجاه الله منه، عاد إلى مجالدة أعداء الله فور خروجه من بين أيديهم، وكلما أصابته جراحات صبر عليها واستمر في جهاده، وفي الوقت نفسه لم تنجح محاولات المرتدين في استمالته أو تثبيط عزيمته بالمغريات، ففي اعتقاله الأخير كان يعرف أنه سيحكم بالإعدام على القضايا التي أثبتها الروافض عليه، وكان ضباط المخابرات يحاولون إغراءه بإخراجه من السجن بفُتات من الدنيا وزخرفها، وقد ساوموه على إطلاق سراحه، ونجاته من عقوبة الإعدام لقاء مساعدتهم في اعتقال الشيخ أبي إبراهيم الزيدي، تقبله الله، فكان جوابه على طلبهم شبيها بجواب يوسف -عليه السلام- لمن أراد أن يفتنه بالسجن ليصده عن دينه (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)، فكان أن نجاه الله من الإعدام والسجن بعد بضع سنين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
...المزيد

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات • إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال ...

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات

• إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال التي وصلت إليها الدولة الإسلامية اليوم من عز وتمكين وإقامة للدين، وإرغام للكافرين، يظن أن هذا كله وليد اليوم والليلة، ويحسب أنها وصلت إلى هذه الحال بسهولة ويسر، وذلك لما خفي عن عينيه من تاريخها الماضي، حيث الفتن والتمحيص، إلى أن جعل الله بعد عسر يسرا، فمكن الله لعباده المستضعفين وأورثهم أرض الكافرين وديارهم، وجعلهم أئمة يهدون بأمر الله لمّا صبروا وأيقنوا بصدق وعد الله لهم بالنصر على المشركين.

ومن يقلّب في سير جنود الدولة الإسلامية وقادتها ممن قضى نحبه، يرى العجب العجاب من صبرهم رغم اشتداد المحن، ويقينهم رغم ازدحام الفتن، ومن ثباتهم على الطريق رغم كثرة المنتكسين، ومن مصابرتهم على جهاد المشركين رغم ما أصابهم من جراحات وتعب، ومن هؤلاء الأبطال الأمير النبيل الذي لم يلن له طرف ولم تنكسر له قناة في قتال أعداء الله حتى قُضي أجله، وقبض الله روحه، شهيدا في سبيله نحسبه، بعد أن أذاق اللهُ على يديه الصليبيين والروافض والمرتدين ألوان العذاب، وشفى الله بفعاله فيهم صدور قوم مؤمنين، وحتى رفع الله به راية التوحيد خفاقة في أرض إفريقية، وأقام الله به صرح الدولة الإسلامية في ولايات ليبيا.

رفيق أبي حمزة المهاجر، وصنو مناف الراوي وعبد الله عزام القحطاني، قائد المحرَّرين من سجن أبو غريب، والمشرف على مذبحة الروافض في سبايكر، والأمير المفوض بإدارة الولايات الليبية، أبو المغيرة القحطاني، تقبله الله.

بدأ وسام عبد زيد -وهو اسمه الحقيقي- جهاده حين شكل مع مجموعة من أبناء مدينة الفلوجة مجموعة صغيرة تقاتل الصليبيين، ثم انضم مع رفاقه إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله، وشارك في الدفاع عن مدينته في معركة الفلوجة الأولى التي كان فيها من المرابطين على ثغورها، حيث توطدت علاقته أكثر بالشيخ أبي حمزة المهاجر -تقبله الله- الذي غالبا ما كان يحل ضيفا عليه أثناء وجوده في المدينة.

أُعلنت جماعة التوحيد والجهاد فكان أبو هُمام -وهي أول كنية له في الجهاد- من أوائل المنضمين إليها، ومن الموثوقين فيها، حتى أُرسل موفدا عنها إلى جزيرة العرب التي دخلها تحت غطاء العمرة مع أخويه (الحاج عفان) و(الحاج إبراهيم) -تقبلهما الله- للقاء بعض الإخوة هناك وإنجاز بعض المهام المكلف بها لصالح الجماعة، وأثناء غيابهم هناك وقعت معركة الفلوجة الثانية، التي انحاز المجاهدون بعدها من المدينة.

وبمجرد عودته إلى العراق بدأ مع الإخوة بالتخطيط للعمل داخل المدينة، فدخلها أميرا على مجموعة من المجاهدين لتنشيط العمل الأمني ضد الأمريكيين، الذين تمكنوا من إلقاء القبض عليه بعد فترة من وصوله وأودعوه سجن أبو غريب سيّء الصيت، وزيادة في تعذيبه تم إيداعه في قسم الـ«كوغر 5» وهو أشد أقسام السجن، ويتكون من محاجر انفرادية قضى فيها الشيخ شهورا عديدة، ثم نقل إلى «المخيّم 10» من سجن «بوكا» الشهير، ليمن الله عليه بالفرج بعد سنة تقريبا من تاريخ اعتقاله.

بعد خروجه من السجن (في جمادى الأولى من عام 1427 هـ) بيوم واحد اتصل بالإخوة أمراء العمل العسكري في الفلوجة ومحيطها ليبلغهم خروجه وعزمه على استئناف العمل ضد الصليبيين بأسرع وقت، فعاد إلى العمل الأمني داخل المدينة، ثم عينه المسؤول الأمني للأنبار عبد الله عزام القحطاني -تقبله الله- مسؤولا عن العمل الأمني في المدينة، وكانت الفلوجة حينها قاطعا يديره أبو حكيم الجزراوي -تقبله الله- تحت إمرة جراح الشامي -تقبله الله- أمير الأنبار، وأثناء قيام أبي حقّي -وهي كنيته في تلك المرحلة- مع مجموعة من جنوده باغتيال أحد المرتدين في مدينة الفلوجة أصيب برصاصات في كتفه، لم تقعده عن الجهاد سوى فترة قصيرة، عاد بعدها ليكمل عمله في التنكيل بأعداء الله من الصليبيين والمرتدين.

بعد إعلان دولة العراق الإسلامية وظهور الصحوات، انتقل -رحمه الله- للعمل في قاطع «أبو غريب» الذي أصبح أميرا عليه، وبقي يعمل هناك بكنيته الجديدة (أبو غازي)، حتى اعتقل على أحد الحواجز الأمنية داخل بغداد (في رجب من عام 1429 هـ) فبقي شهورا في سجن «الشعبة الخامسة» التابع لاستخبارات المرتدّين، ليتم إرساله بعد ذلك إلى الفلوجة حيث كان مطلوبا فيها بعدة دعاوى، فنجاه الله من القتل على أيدي الشرطة والصحوات الذين كانوا يقومون بإعدام أي جندي من جنود الدولة الإسلامية يقع بأيديهم، حيث قاموا بتحويله من مديرية الشرطة إلى سجن لهم في الخالدية يقومون فيه بتصفية الإخوة دون حسيب أو رقيب، لكن سخر الله له أحد المرتدين ممن سُجنوا معه سابقا ليخرجه من بين أيديهم، ويعيده إلى سجن مديرية شرطة الفلوجة، حيث أطلق سراحه لعجزهم عن إدانته بشيء.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
...المزيد

نعم.. إنها حرب على الديموقراطية • بعد هجمات بروكسل المباركة التي نفذها جنود الخلافة، خرج قادة ...

نعم.. إنها حرب على الديموقراطية

• بعد هجمات بروكسل المباركة التي نفذها جنود الخلافة، خرج قادة الاتحاد الأوروبي ليعلنوا أن هذه الهجمات هي حرب على الديموقراطية، بخلاف الضالين من أهل الأحزاب والفصائل المنحرفة الذين لا يكفّون عن أكاذيبهم وأطروحاتهم الساذجة، التي يُرجعون فيها مثل هذه الهجمات إلى عدم إقامة الديموقراطية فيما يسمونه «بلدان الربيع العربي»، وأيضا بخلاف من يجهل حقيقة منهج الدولة الإسلامية في قتال المشركين، ممن جعل هذه الغزوة نتيجة لسبب وحيد في نظره وهو الحملة الصليبية التي تقودها أمريكا ضد الدولة الإسلامية.

من الجيد أن قادة دول الشرك الأوروبية يعلنون وبصراحة سبب العداء الحقيقي بينهم وبين الدولة الإسلامية، بعد أن تهربوا لسنين طويلة من حقيقة أن حربهم على المسلمين في العالم إنما هي حرب دينية هدفها أن يسود الشرك في الأرض، مهما كان نوع هذا الشرك، سواء كان شركا في الربوبية أو في الألوهية أو في أسماء الله وصفاته، كما قال الله -تعالى- فيهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله، أو ينازعه في صفة من صفاته العلى.

فالغرب الذي نزع عن نفسه رداء الصليبية النصرانية بعدما انكشف لأهله ضلال دين النصارى، أصبح ينظر إلى الإسلام من منظور الصليبية السياسية التي تقوم على الحرب «المقدسة» ضد هذا الدين، وإن كان التقديس نابعا هذه المرة من شعائر دينهم الجديد (الديموقراطية) الذي يقوم على أساس تعبيد الناس لطاغوت «الحرية الفردية المطلقة»، وبالتالي فإن دين الإسلام الذي يقوم على أساس سلب البشر جميعهم الحق في أن يحكموا أنفسهم أو سواهم بغير حكم الله، وأن البشر كلهم عبيد لله وحده، لا لأهوائهم وشهواتهم، هو العدو الأول لدين هؤلاء الصليبيين الجدد وإلههم المعبود، ولذلك لن تتوقف حربهم على الإسلام وأهله، كما قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، فخرجوا يعلنون اليوم أن الدولة الإسلامية تهاجمهم بسبب الديموقراطية التي يدينون بها، ليستنفروا كل أتباع هذا الدين في حرب «مقدسة» ضد من يكفر به ويعلن البراءة من أهله والعداوة لهم وتكفيرهم ويقاتلهم من أهل التوحيد.

نعم، إنها حرب على كل طواغيتهم وأوثانهم، حرب على العلمانية التي تقوم على الكفر بربوبية الله في ملكه وأمره، حرب على الديموقراطية التي تكفر بألوهية الله وتعطي للإنسان الحق أن يتألّه غيره من البشر بما يشرعه لهم من أحكام وقوانين، حرب على عبودية المنفعة التي أباحت لهم أن يفعلوا كل الموبقات، من قتل لعباد الله، واستعباد لهم، وسرقة لأموالهم وثمرة عرقهم، إنها حرب على كل ذلك.

إن حربنا اليوم عليهم هي فأس إبراهيم الخليل -عليه السلام- التي ستدمر بإذن الله كل ما يعبده مشركو الغرب من دون الله، حتى يُعبد الله وحده.

أما «السلام» الذي يتكلم عنه البعض فإنه لن يأتي إلا بإزالة كل أسباب الحرب بيننا وبينهم، فإن زال الشرك من أرضهم ونفوسهم، أو خضعوا لحكم الله فيهم صاغرين، فستزول أسباب الحرب كاملة، أو جنحوا للسلم وقبلنا به وفق شروطنا، فيأمنون على نفوسهم وأموالهم وأعراضهم ما داموا على عهدنا، ويوفرون المليارات التي ينفقونها في حربنا، أو في تأمين مناطقهم من هجمات جنود الخلافة.

إن ما قام به جنود الخلافة من قتل للمشركين في عقر دارهم، هو فرع من توحيدهم لله، وشعبة من شعب الإيمان به -تعالى-، بل هو أوثق عرى الإيمان، لكون قتال المشركين وقتلهم هو الصورة الأوضح لبغضهم وعداوتهم، ولمحبة أهل الإيمان وموالاتهم.

جاءت غزوة بروكسل الأخيرة، كتذكير جديد للمشركين في أوروبا وحلفائهم في أمريكا على أن غارات جنود الإسلام عليهم لن تتوقف بإذن الله، وأنهم إن نجحوا في منع هجرة المسلمين إلى دار الإسلام، فإنهم لن يستطيعوا أن يحدّوا من وصول الغازين من جنود الخلافة إلى أرضهم، ولن يمنعوا المسلمين الموجودين في أرضهم ممن عجز عن الهجرة من تحقيق أمر ربهم بقتل المشركين حيث ثقفوهم، والقادم بإذن الله أدهى وأمر.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
نعم.. إنها حرب على الديموقراطية
...المزيد

لا إله إلا الله - معناها وشروطها • معناها... لا معبود بحق إلا الله شهادة أن لا إله إلا الله ...

لا إله إلا الله - معناها وشروطها

• معناها... لا معبود بحق إلا الله

شهادة أن لا إله إلا الله متضمنة للنفي والإثبات

• تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى
•تثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له

وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام: {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها وترك العمل بمقتضاها، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدرك الأسفل من النار مع كونهم يصلون ويصومون ويتصدقون.

• وإنما تنفع باجتماع شروط

فمن عرف معناها، وعمل بمقتضاها، وتحقق بها علماً وعملاً واعتقاداً، فقد استمسك بالإسلام الذي قال الله فيه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، قيل للحسن البصري: "إن ناساً، يقولون: من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة"! فقال، من قال: "لا إله إلا الله، فأدى حقها، وفرضها دخل الجنة".

• شروط لا إله إلا الله

- العلم المنافي للجهل
- اليقين المنافي للشك
- الصدق المنافي للكذب
- الإخلاص المنافي للشرك
- المحبة المنافية للكراهية
- الانقياد المنافي للترك
- القبول المنافي للرد

إنفوغرافيك النبأ رجب ١٤٣٧ هـ
...المزيد

من معالم ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام • البراءة من المشركين ومن معبوداتهم {قَدْ كَانَتْ ...

من معالم ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام

• البراءة من المشركين ومن معبوداتهم
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ} [الممتحنة:٤]

• القيام بالجهاد على أتم وجه
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج:٧٨]

• دعوة الأقربين باللين
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} الآيات [مريم:٤٢-٤٥]

• عدم الخوف من المشركين وتهديداتهم
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ} [الأنعام:٨١]

• الهجرة وترك الأهل
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم:٣٧]

• تفويض الأمور إلى الله
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة:١٣١]

• مناظرة أهل الباطل
{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} [الأنعام:٨٠]

• كثرة الدعاء والتوبة إلى الله
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود:٧٥]
الصبر على البلاء ثم الإمامة في الدين
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:١٢٤]

• الصبر على البلاء ثم الإمامة في الدين
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:١٢٤]

• الثبات على التوحيد ولو كنت وحدك
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل:١٢٠]

• تحطيم رموز الشرك ومعبوداتهم
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} [الأنبياء:٥٧]

• الخوف من الشرك والعناية بالأبناء
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم:٣٥]

• التضحية في سبيل الله بالغالي والنفيس
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات:١٠٣]

• الوفاء
{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ} [النجم:٣٧]

• الشكر لنعم الله
{شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} [النحل:١٢١]

• قوة الحجة
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ} [الأنعام:٨٣]

إنفوغرافيك النبأ ذو الحجة ١٤٤٢ هـ
...المزيد

أمراض القلوب • {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ۝٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ ...

أمراض القلوب

• {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ۝٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨- ٨٩]، قال رسول الله ﷺ: "إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" [رواه البخاري ومسلم]

• من أسباب أمراض القلوب

- مخالطة الغافلين
- ذنوب الخلوات
- إطلاق البصر في الحرمات
- الانشغال بالدنيا
- الغفلة عن ذكر الله

• بعض أنواع أمراض القلوب

النفاق: قال رسول الله ﷺ: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر [رواه البخاري].

• اتباع الهوى: قال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [سورة ص:٢٦].

• الكبر: قال رسول الله ﷺ: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس [رواه مسلم].

• الحسد: قال رسول الله ﷺ: لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام [رواه البخاري].

• الرياء: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قال: قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل [رواه ابن ماجه].

• سوء الظن: قال رسول الله ﷺ: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا" [رواه البخاري].

• علاج أمراض القلوب

- محاسبة النفس
- التوبة والاستغفار
- الدعاء
- الإكثار من الطاعات الخفية
- ذكر الله وقراءة القرآن
- غض البصر
- تذكر الآخرة
- الإخلاص في الأعمال

• إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة ١٤٣٧ هـ
...المزيد

أوَّلُ مَن يَدخلُ الجنَّةَ • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: هل تدرون من ...

أوَّلُ مَن يَدخلُ الجنَّةَ

• عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: هل تدرون من أول من يدخل الجنة من خلق الله؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين يسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: ربنا نحن سكان سمواتك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:٢٤] [أخرجه أحمد وابن حبان]

إنفوغرافيك النبأ ذو القعدة 1441 هـ
...المزيد

صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة • ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه ...

صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة


• ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه والكفان:

قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي هذه الآية أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته لشرفهن ولأنهن آكد من غيرهن، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، والجلباب هو ما يكون فوق الثياب من رداء وإزار وخمار ونحوه [تفسير ابن كثير وتفسير السعدي].

رابعا: أن لا يكون لباس شهرة:

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) [أخرجه أبو داود وغيره وحسنه المنذري]، والمراد بلباس الشهرة: هو اللباس الذي يثير الاستغراب والاستقباح عند الناس! بتعبير آخر: هو اللباس الذي يعرض صاحبه للتشهير وحديث الناس لغرابة لونه أو صفته أو كيفية خياطته، ويختلف ثوب الشهرة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، فقد يعد لباس في زمن ما أو بلد ما لباس شهرة، ولا يعتبر كذلك في زمان آخر أو بلد آخر، وفق الأعراف.

خامسا: أن لا يشبه لبس الكافرات:

فمن أهم أصول الدين مخالفة الكفار والمشركين، وهذا الأصل ثابت وراسخ في الكتاب والسنة الصحيحة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما رآه لابسا ثوبين معصفرين: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) [رواه مسلم]، ومن لباس الكافرات اليوم ما تلبسه النصرانيات واليهوديات والعلمانيات والوثنيات.

سادسا: أن لا يشبه ملابس الرجال:

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) [رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال) [رواه الإمام أحمد].

سابعا: أن لا يكون لباس زينة يلفت الأنظار:

لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، وقوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ} [الأحزاب: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، فإذا كان حجاب المرأة في ذاته زينة فلا يسمى حجابا، لأن العلة من تشريع الحجاب هي منع ظهور الزينة للأجانب، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه هو زينة! فعلى المسلمة التي تريد أن تحقق هذا الشرط أن تراعي في ثوبها بأن يكون خاليا من الزخارف وأن لا يجذب لونه أنظار الرجال.


ثامنا: أن لا يكون مطيبا (معطرا أو مبخرا):
قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) [أخرجه النسائي وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، قال ابن دقيق العيد: «وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال» [فيض القدير للمناوي].

أختاه المسلمة:

هذه هي صفات حجابك الشرعي التي يحرم عليك مخالفة إحداها أمام الرجال الأجانب، وهم جميع الرجال غير المحارم، ومحارم المرأة التي لا حرج عليها من عدم التحجب عنهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النور في الآية 31 حيث قال سبحانه: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}، فليس من محارمك أيتها العفيفة أخو زوجك وابن عمك وابن خالك وغيرهم من أقاربك، فإياك أن تتكشفي أمامهم فقد قال نبيك، عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت) [متفق عليه]، قال النووي: الأحماء -جمع حمو- هم أقارب الزوج، ووصفهم الحديث بالموت لأن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره والشر يتوقع منه أكثر من غيره لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير بخلاف الأجنبي [شرح النووي على مسلم].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً