علماء السوء... ملعونـون مغضــوب عليهـــم [2/2] وكذا بيّن القرآن أنّ مَن عَلِمَ وكتم علمه فهو ...

علماء السوء...
ملعونـون مغضــوب عليهـــم
[2/2]

وكذا بيّن القرآن أنّ مَن عَلِمَ وكتم علمه فهو ملعون، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159]. فعُلِم من هذا كله أن أولي العلم هم الحاملون له العاملون به الصادعون به.

وقد وصف الله تعالى مَن لم يعمل بعلمه بالجهل، وذلك في قوله تعالى عن علماء اليهود لما رغبوا في السحر واختاروه: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة 102]. ومحل الشاهد من الآية قوله تعالى: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، فحيث لم يعملوا بعلمهم، صاروا جهالاً.

ولذلك فمن لم يعمل بعلمه من الصدعٍ بالحق والجهاد، أو كَتمه وألْبَس الحق بالباطل فليس بعالم، بل هو إما شيطان أخرس أو شيطان ناطق.
وقد كان أهل العلم لا يَعدّون أهل البدع من العلماء، كما قال ابن عبد البر عن المبتدعة من أهل الكلام: «أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يُعدّون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر...» [جامع بيان العلم وفضله]، فكيف لو رأوا ما ابتليت الأمة به من أئمة الكفر؟

والناظر في المنتسبين للعلم في عصورنا المتأخرة يجد أنّ الأعمّ الأغلب منهم ليسوا علماء ولا يدخلون في زمرة أهل العلم؛ لتخلّفهم عن واجب العمل، فما صدعوا بالحق في وجوه الطواغيت، بل كتموا العلم وألبسوا الحق بالباطل، وضللوا عباد الله، وعلموا آيات القتال والغزو، ثم أعرضوا عن القيام بواجب العمل فيها مخالفين بذلك سنة النبي ﷺ وما كان عليه الصحابة والتابعون، وتجدهم درسوا النصوص في الولاء والبراء وحادوا عنها، وعلموا الآيات في وجوب البلاغ وبيان الحق ثم كتموا وداهنوا، فهل هؤلاء هم الذين سماهم الله بأولي العلم؟! حاشا وكلّا، بل هم أهل ضلال، وهم متوعدون بالعذاب لتركهم العمل وكتمهم للحق، فكيف إذا عرفنا أن جلّ من يُشار إليهم بالبنان من المنتسبين إلى العلم في عصرنا قد أظهروا الطاعة للطاغوت والدخول في ولايته ونصرته على من خرج عليه من الموحّدين! وحكم من فعل هذا معروف في كتاب الله وسنّة رسوله ﷺ.

وعلى هذا، فإن ابن باز، وابن عثيمين، والفوزان، وآل الشيخ (المعاصرين)، ومحمد حسان، والحويني، وحسين يعقوب، والقرضاوي، والبوطي، والنابلسي، والغرياني، والمقدسي، وأبا قتادة، والحدوشي، والفحل، ليسوا علماء!

أين عملهم بالعلم؟! أين صدْعُهم بالحق؟! أين إنكارهم لشرك الطواغيت؟! أين غزوهم وقتالهم ورباطهم؟! أين بيانهم للحق وإرشادهم الناس؟! أين تصديهم للحملات الكافرة الصائلة على المسلمين؟! أم أنهم صاروا برضاهم عُصيّ في أيدي الطواغيت لضرب المجاهدين والقضاء عليهم باسم الشريعة والدين؟ فهل هؤلاء إلا أئمة ضلال وعلماء طاغوت؟

فلا يغرنّك هؤلاء ولا حملهم العلم، فعلمهم حجة عليهم، بل إنّ حمْل هؤلاء العلمَ الشرعيَّ شبيه بحمل المستشرقين العلم، بل قد برع بعض النصارى المستشرقين في علم الحديث مثل المدعو: (أرِند جان فِنسِنك) وهو مستشرق هولندي، صاحب «المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي»، وكذا قام المستشرق جوستا فتستام بتحقيق كتاب «الرد على الجهمية» للدارمي، فهل دخل أولئك المستشرقون في مسمى «أولي العلم» وهل يصح وسمهم بـ «العلماء»؟!
ألم يخبر النبي ﷺ بأول الناس الذين يقضى يوم القيامة عليهم فذكر منهم: (ورجل تعلَّم العلم، وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلّمتُ العلم، وعلّمتُه، وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبتَ، ولكنّك تعلمتَ العلم ليقال: عالم، وقرأتَ القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار) [رواه مسلم].

فإذا كان فساد نية العالم يورده المهالك فكيف بمن خالف عملُه علمَه وكتم الحق وضلل الناس؟! بل كيف بمن دخل في ولاية الطاغوت ونصر حكمه؟!
عن هَرِم بن حيان، أنه قال: «إياكم والعالم الفاسق»، فبلغ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكتب إليه -وأشفق منها- ما العالم الفاسق؟ قال: «فكتب إليه هَرِم: ... يكون إمام يتكلم بالعلم، ويعمل بالفسق، فيشبه على الناس فيضلوا» [رواه الدارمي]، هذا في الفاسق، فكيف بالضال المضل الخارج من الملّة؟

وبهذا يتبيّن لنا فساد مقولة بعض الجهّال عن المنتسب للعلم: «خذ علمه ودع عمله»، بل اسأل عن عمله وصدعه بالحق وجهاده وخشيته ربه؛ كما تسأل عن علمه وضبطه، وحينئذ يتبيّن لنا من هو العالم، فإن مَن خان الأمانة في العمل يخونها في العلم.


* المصدر
صحيفة النبأ - العدد 45
الثلاثاء 26 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

◾ لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

علماء السوء... ملعونـون مغضــوب عليهـــم [2/1] لقد شرَّف اللهُ العلمَ وأهلَه ورَفَع قَدْرَهم ...

علماء السوء...
ملعونـون مغضــوب عليهـــم
[2/1]

لقد شرَّف اللهُ العلمَ وأهلَه ورَفَع قَدْرَهم وأعلى منزلتهم، قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

قال القرطبي: «لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته، كما قرن اسم العلماء» [الجامع لأحكام القرآن].

ولذلك نفى الله سبحانه التسوية بين العلماء وغيرهم، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

وأمر الله بالرجوع لهم فقال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

ولكن هل المقصود بالعلم هو مجرد حفظ المتون، وجرد المطوّلات، وتحقيق المخطوطات، والإحاطة بالأقوال، والتأليف التجاري؟! أبداً وكلّا!

إن العلماء الذين مدحهم الله سبحانه وسماهم بـ «أولي العلم» هم العاملون بالعلم المبلّغون له، قال الشاطبي: «العلم المعتبر شرعا -أعني الذي مدح اللهُ ورسولهُ أهلَه على الإطلاق- هو العلم الباعث على العمل» [الموافقات]، فثم تلازم بين العلم والعمل، فلا عمل بدون علم، ولا علم بدون عمل.
هتف العلمُ العملَ * فإن أجابه وإلا ارتحل
والعمل الملازم للعلم هو المُثمِر لخشية الله، فتحمله خشيته من الله أن يصدع بالحق خوفا من غضب الله وعذابه، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وعن ابْن عباس -رضي الله عنهما- قال: «العلماء بالله الذين يخافونه» [الزهد لأبي داود].

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية» [حلية الأولياء].

كما أن من العمل الملازم للعلم الجهاد في سبيل الله، فالجهاد قرين العلم كما جاء في حديث معاوية -رضي الله عنه- قال: «سمعت النبي ﷺ يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين، يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، إلى يوم القيامة)» [رواه مسلم].

وهذا الاقتران في الحديث يدل على التلازم بين العلم والجهاد، وأن أهله هم الطائفة المنصورة، فقوام الدين وظهور الحق لا يكون إلا بالعلم والجهاد.

وهذا هو حال الصحابة -رضي الله عنهم- الذين هم أعلم الأمة حيث قرنوا العلم بالجهاد، والناظر في سير الصحابة من المهاجرين والأنصار يجد أن كثيرا منهم قُتِلوا في ساحات الجهاد، محققين العلم والعمل، ففي يوم اليمامة وقد استحرّ القتل بحفظة كتاب الله من الصحابة، إذ سقطت الراية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة -رضي الله عنه- فقال المسلمون: «يا سالم، إنا نخاف أن تؤتى من قبلك!» فقال: «بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي، وتقدّم فقاتل حتى قُتل».

وعلى ذلك سار التابعون وباقي الأئمة، فلهم في ساحات الرباط والغزو وقائع وجولات، بالرغم من أن الجهاد والرباط في أيامهم كان فرضاً على الكفاية.

فأولئك الأئمة أهل الحديث والزهد، فكما شاركوا في الرواية، شاركوا كذلك في الرباط وملازمة الثغور والرماية، أمثال الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وابن القاسم، وأبي إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين، وإبراهيم بن أدهم، وحذيفة المرعشي، ويوسف بن أسباط، وغيرهم كثير، فقد ترجموا علمهم بالعمل من الرباط والجهاد.

بل كان من المحدّثين من يلازم الثغر مرابطا لا يخرج، كالإمام عيسى بن يونس، ولذا كان الإمامان ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: «إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم؛ لأن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}».

وعلى مر العصور تجد العلماء من أهل الحديث قائمين بواجب العمل من الجهاد والصدع بالحق، أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي صدع بالحق وجاهد التتار وقاتلهم، وكذا إلى عصر الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي قاتل المشركين في الجزيرة وجاهدهم بالسنان والبيان.

وإلى أيامنا هذه، فالذين أحيا الله بهم العلم والعقيدة، وظهروا بالحق وظهر الحق بهم، كانوا من أولئك الذين قرنوا العلم بالجهاد، أمثال الشيخ العَلَم أبي مصعب الزرقاوي، والشيخ أبي أنس الشامي والشيخ عبد الله الرشود والشيخ أبي الحسن الفلسطيني والشيخ أبي ميسرة الغريب، رحمهم الله جميعا.

ولذا فمَن عَلِمَ ولم يعمل بعلمه فهو مذموم شرعاً، ولا يكون من أولي العلم ولا يسمى عالماً بالمعنى الشرعي، وكيف يسمى عالماً، وهو ممقوتٌ عند الله، مغضوب عليه! فقد غضب اللهُ على اليهود وسماهم «المغضوب عليهم» لمّا لم يعملوا بعلمهم.
وقال تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]، وفي هذا بيان شدة مقت الله وغضبه على من علم ولم يعمل.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 45
◾ لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

علماء السوء... ملعونـون مغضــوب عليهـــم [2/1] لقد شرَّف اللهُ العلمَ وأهلَه ورَفَع قَدْرَهم ...

علماء السوء...
ملعونـون مغضــوب عليهـــم
[2/1]

لقد شرَّف اللهُ العلمَ وأهلَه ورَفَع قَدْرَهم وأعلى منزلتهم، قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

قال القرطبي: «لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته، كما قرن اسم العلماء» [الجامع لأحكام القرآن].

ولذلك نفى الله سبحانه التسوية بين العلماء وغيرهم، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

وأمر الله بالرجوع لهم فقال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

ولكن هل المقصود بالعلم هو مجرد حفظ المتون، وجرد المطوّلات، وتحقيق المخطوطات، والإحاطة بالأقوال، والتأليف التجاري؟! أبداً وكلّا!

إن العلماء الذين مدحهم الله سبحانه وسماهم بـ «أولي العلم» هم العاملون بالعلم المبلّغون له، قال الشاطبي: «العلم المعتبر شرعا -أعني الذي مدح اللهُ ورسولهُ أهلَه على الإطلاق- هو العلم الباعث على العمل» [الموافقات]، فثم تلازم بين العلم والعمل، فلا عمل بدون علم، ولا علم بدون عمل.
هتف العلمُ العملَ * فإن أجابه وإلا ارتحل
والعمل الملازم للعلم هو المُثمِر لخشية الله، فتحمله خشيته من الله أن يصدع بالحق خوفا من غضب الله وعذابه، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وعن ابْن عباس -رضي الله عنهما- قال: «العلماء بالله الذين يخافونه» [الزهد لأبي داود].

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية» [حلية الأولياء].

كما أن من العمل الملازم للعلم الجهاد في سبيل الله، فالجهاد قرين العلم كما جاء في حديث معاوية -رضي الله عنه- قال: «سمعت النبي ﷺ يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين، يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، إلى يوم القيامة)» [رواه مسلم].

وهذا الاقتران في الحديث يدل على التلازم بين العلم والجهاد، وأن أهله هم الطائفة المنصورة، فقوام الدين وظهور الحق لا يكون إلا بالعلم والجهاد.

وهذا هو حال الصحابة -رضي الله عنهم- الذين هم أعلم الأمة حيث قرنوا العلم بالجهاد، والناظر في سير الصحابة من المهاجرين والأنصار يجد أن كثيرا منهم قُتِلوا في ساحات الجهاد، محققين العلم والعمل، ففي يوم اليمامة وقد استحرّ القتل بحفظة كتاب الله من الصحابة، إذ سقطت الراية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة -رضي الله عنه- فقال المسلمون: «يا سالم، إنا نخاف أن تؤتى من قبلك!» فقال: «بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي، وتقدّم فقاتل حتى قُتل».

وعلى ذلك سار التابعون وباقي الأئمة، فلهم في ساحات الرباط والغزو وقائع وجولات، بالرغم من أن الجهاد والرباط في أيامهم كان فرضاً على الكفاية.

فأولئك الأئمة أهل الحديث والزهد، فكما شاركوا في الرواية، شاركوا كذلك في الرباط وملازمة الثغور والرماية، أمثال الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وابن القاسم، وأبي إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين، وإبراهيم بن أدهم، وحذيفة المرعشي، ويوسف بن أسباط، وغيرهم كثير، فقد ترجموا علمهم بالعمل من الرباط والجهاد.

بل كان من المحدّثين من يلازم الثغر مرابطا لا يخرج، كالإمام عيسى بن يونس، ولذا كان الإمامان ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: «إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم؛ لأن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}».

وعلى مر العصور تجد العلماء من أهل الحديث قائمين بواجب العمل من الجهاد والصدع بالحق، أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي صدع بالحق وجاهد التتار وقاتلهم، وكذا إلى عصر الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي قاتل المشركين في الجزيرة وجاهدهم بالسنان والبيان.

وإلى أيامنا هذه، فالذين أحيا الله بهم العلم والعقيدة، وظهروا بالحق وظهر الحق بهم، كانوا من أولئك الذين قرنوا العلم بالجهاد، أمثال الشيخ العَلَم أبي مصعب الزرقاوي، والشيخ أبي أنس الشامي والشيخ عبد الله الرشود والشيخ أبي الحسن الفلسطيني والشيخ أبي ميسرة الغريب، رحمهم الله جميعا.

ولذا فمَن عَلِمَ ولم يعمل بعلمه فهو مذموم شرعاً، ولا يكون من أولي العلم ولا يسمى عالماً بالمعنى الشرعي، وكيف يسمى عالماً، وهو ممقوتٌ عند الله، مغضوب عليه! فقد غضب اللهُ على اليهود وسماهم «المغضوب عليهم» لمّا لم يعملوا بعلمهم.
وقال تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]، وفي هذا بيان شدة مقت الله وغضبه على من علم ولم يعمل.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 45
◾ لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

القائد الإعلامي لغزوة سبايكر أبو مارية العراقي.. صيَّاد اللقطات... ومبدع الإصدارات [2/2] من ...

القائد الإعلامي لغزوة سبايكر
أبو مارية العراقي..
صيَّاد اللقطات... ومبدع الإصدارات
[2/2]

من آساد معارك بيجي، ومن موثقي ملاحم مصفاتها، التي كان يدخلها جرياً على قدميه مع كادره الإعلامي، رغم محاصرتها من قبل الرافضة وميليشياتهم، ورغم رصاص قناصي الشرك والردة، ورغم الطيران الصليبي الذي لا يفارق سماء المصفى، كان يركض مسافة كيلومترين في أرض مفتوحة وسط انهمار الرصاص، ليصل إلى المجاهدين داخل المصفى، ويخرج بالطريقة ذاتها بعد انتهاء وتوثيق المعارك.

سقف أحلامه وطموحاته كان عاليا جدا، وفي داخله ثقة كبيرة بأنه سيحقق كل ما كان يسعى إلى تحقيقه، كيف لا وهو الذي أحدث فرقاً ونقلة نوعية في الإعلام، بوقوفه على رأس هرم الإعلام العسكري، وأسس لمستقبل إعلامي عسكري على أسس صحيحة ومتينة، فقد وزّع العمل والمهام بشكل ناجح، دون أن يجعل العمل مركزيا أو مرتبطا بشخصه حصرا، كي يضمن عدم توقف العمل بغياب إعلامي أو بمقتل أمير.

كان دائم الإلحاح على أن يحل مكانه أخ آخر يحمل هذه الأمانة الثقيلة، ويتفرغ هو ليكون مصورا في المعارك والغزوات، حيث يجد نفسه هناك في ساحات المعارك، وفي الثغور التي بقي مرتبطا بها رغم التزامه بالتكاليف الكبيرة لعمله الجديد.

يعشق أجواء الجهاد وغبار المعارك ورفقة المقاتلين ولا يطيب له العيش بعيدا عنهم، لهذا تجده دائم الوجود معهم في الغزوات والمعارك، فهو من يقود ملاحمها الإعلامية، ولا يقبل إلا أن يكون في قلب المعارك، مهما كانت شدة وطيسها ووقع أوارها، تجده يزف بشارات النصر دائماً، وتجد العيون كلها تترقب ما يصدر عنه، وتتعالى التكبيرات وهو يزف ما يثلج صدور المؤمنين من أنباء تدمير الدبابات الأمريكية أو صد الهجمات الرافضية، أو تحرشات مرتدي البيشمركة الكردية.

يواصل ليله بنهاره بين تلبية لاحتياجات العمل المكلف به، وطواف على جبهات القتال حتى أعياه التعب، فلا يجد وقتا للاجتماع بجنوده أحيانا إلا بعد منتصف الليل، ولا ينتهي اجتماعه معهم إلا قبيل الفجر، لضيق وقته وكثرة شغله.

وفي ساعة متأخرة من ليلة رحيله ودّع أبو مارية جنوده وداع مفارق...
«قد حانت الساعة، وقريباً قريباً بإذن الله سنلقى الأحبة، والله إني قد اشتقت للقاء الله».

هكذا رددها كلمات أخيرة من قلب استشعر قرب لقاء الله جل في عليائه، وفي صباح اليوم التالي، رغم التعب والإرهاق والإجهاد، توجه إلى الثغور ليطلع على أحوال المعارك وسيرها في أحد القواطع، وفي طريق عودته قصفته طائرة أمريكية صليبية، ليودّع فارس الإعلام مضماراً لطالما خاضه بتعب ونصب نصرة لدين الله وطمعا بما عند مليك مقتدر، ولينتهي فصل من فصول شجاعة فارس من فرسان الدولة الإسلامية، الرجال الذين خضبوا مسيرتهم بالدماء، وطرزوها بالفداء، ومهروا خاتمتها بالأشلاء.

قُتل أبو مارية، وهو ابن سبعة وعشرين ربيعا، قضى نصفها في ساحات الجهاد، مقاتلا، وأسيرا، وطريدا، وفاتحا، وأميرا.

قتل صاحب المروءة الذي كان يشتد غضبه إن علم تقصيراً في حق أسرة أخ قتيل أو أسير أو مرابط، فيسارع بنفسه إلى تلبية احتياجاتهم، حتى أنه شكل لجنة في الإعلام العسكري خاصة بمتابعة شؤون عوائل وأسر القتلى والجرحى والأسارى من الإعلاميين.

رحل الذي كان يكثر من ترديد: «أخاف أن أشق على من يعمل برفقتي فيبتليني الله بأمير يشق عليّ في عملي»، ما جعله لا يعرف للظلم طريقاً، بل كان ينتصف لمن يصاب بظلم، ويسعى لحل كل مشاكل رفاقه، رغم انشغاله الشديد بأمور العمل الإعلامي والعسكري.

رحل الفارس ملتحقا بأشقائه الثلاثة، ممن سبقوه إلى الجنان، بإذن الله تعالى، تاركا فراغا سيجد من يخلفه مشقة كبرى في سده، فنحسبه كان ممن قال فيهم رسول الله ﷺ: (من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، يبتغي القتل والموت مظانه)، فلله درك يا أبا مارية.

رحلت أبا مارية، يا من تدمع العين لفقدك، وتبكيك المعارك وقت النزال، كيف لا، وأنت الضرغام حين الاحتدام، فنم قرير العين يا جبلاً، فقد خلّفت جيلاً من بعدك لن يناموا على ضيم!

* المصدر
صحيفة النبأ - العدد 45
الثلاثاء 26 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

◾ لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

القائد الإعلامي لغزوة سبايكر أبو مارية العراقي.. صيَّاد اللقطات... ومبدع ...

القائد الإعلامي لغزوة سبايكر
أبو مارية العراقي..
صيَّاد اللقطات... ومبدع الإصدارات
[1/2]

عباس مزهر عباس الرفيعي أسد مقدام، وخليفة الركب الأول من أعلام الإعلام كميسرة الغريب وناصر الجزراوي وغيرهم من الفرسان الذين تركوا بصمة عميقة في مجال الإعلام، أثخن في الرافضة، ومن قبلهم في الصليبيين، فأوجعهم هنا، وآلمهم هناك، قاتلهم ببندقيته في موضع، وجابههم بكاميرته في مواضع، حتى انتهى به المطاف أميراً للإعلام العسكري في الولايات الشرقية.

سلك طريق الهيجا بسلاحه، فما زاده السير على طريق الموت والقتل والأشلاء إلا ثباتاً، طريق ما هابه، بل كان كثيرا ما يقول لأصحابه مازحا: «من يخشى الموت فلا يرافقني».

أمنيته القتل في سبيل الله، ودعاؤه لنفسه رضى الرحمن، ورجاؤه من ربّه الفوز بالجنان، وكأن الشاعر نطق بلسانه يوم قال:

أَشدُّ على الكتيبة لا أبالي
أحتفي كان فيها أم سِواها
ولي نفس تتوق إلى المعالي
ستتلف أو أبلّغها مناها

تعرفه صحراء (الجلام) درة ولاية صلاح الدين، موطن الأبطال ومصنع الرجال، تلك الأرض التي كانت مُنطلق الفتوحات التي وثّق فارسنا معاركها ومجريات أحداثها وقت العسرة والضيق، يوم كانت تلفح وجوه المجاهدين حرارة الصيف وتمزّق جلودهم برودة الشتاء.

صقلته أيام البلاء تلك، واشتد عوده فيها وازدادت خبرته من تجاربها، ونهل من مشايخ الجهاد الذين صالوا وجالوا على ثراها، كالشيخ أبي المغيرة القحطاني، تقبله الله، فكان بحق نِعمَ القائد ونِعمَ الأمير، متواضعا نصوحا حسن القيادة.

كان تقياً، نصوحا، يوصي إخوانه بالحذر من ذنوب الخلوات ومعاصي الغفلات، حريصا على توجيه إخوانه إلى إخلاص النية لله في العمل، وأن يوافق باطنهُم ظاهرَهم.

يخاف الرياء ويخشى العجب، ويحذّر رفاقه منهما، لدرجة أنه كان لا يُظهر حزامه الناسف الذي لا يفارقه، فيرتديه تحت ملابسه، فيما يخفي مسدسه الشخصي تحت صدريته العسكرية التي لا يكاد يخلعها.

شديد المراقبة لنفسه، فتراه إن سمع ثناءً عليه يقول: أخشى أن آتي يوم القيامة ويقال لي: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}.

شارك في الفتح ودخل تكريت والدور والعلم وبيجي والصينية متواضعا حامدا لله، لم يغيره النصر والتمكين، بل زاد تواضعا لله رب العالمين.

امتثل لفريضة الجهاد وهو ابن الرابعة عشر من عمره، فدخل سجن الأحداث، ثم المطار، ثم بوكا، وشارك إخوته وأباه زنازينهم، رغم صغر سنه، كان يرفض أن يبتعد عن والده حتى داخل السجن، ليخدمه ويخفف عنه أهوال القيود وعذابات الاعتقال، لكن السجّان الصليبي أبى إلا أن يفرّق بينهما، ويشتت شملهما، مثلما شتت شمل أسرتهم خارج أسوار السجن، فكانت عائلة أبي مارية دائمة التنقل والترحال بين هذه المدينة وتلك، فتارة تجدهم قد استوطنوا الإسحاقي، وتارة سكنوا بلد، وتارة الدور، وتارة الضلوعية، وتارة الكرمة، وتارة أخرى تكريت، فالعلم، حتى انتهى بهم التنقل والترحال في الموصل.

وكان قد اتخذ محلا تجاريا في محطة مدينة (بلد) ليجعل منه نقطة مراقبة لأرتال الصليبيين، حيث يقوم بمهاجمتها بالقنابل الحرارية مع رفاق جهاده، فيُعتقل بسبب ذلك.

قُتل شقيقه أبو أنس وهو يجاهد الصليبيين، فازداد أبو مارية تمسكاً بطريق الجهاد، وكان حينها في بداية شبابه، وقُتل شقيقه الثاني أبو مريم، ذاك الطبيب الذي رفض مغادرة تكريت حينما طوقها وحاصرها الرافضة، وكيف يغادر ويترك مرضاه الذين تجاوز عددهم في مستشفى تكريت مئتي جريح، وهو الجرّاح الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فبقي ثابتاً ولم يترك عمله، وحينما أزفت ساعة المواجهة مع الرافضة فجّر عليهم حزامه الناسف، ليكون شهيد العائلة الثاني، فتيقن أبو مارية أكثر بصحة المنهج الذي يسير عليه، هو وعائلته، ثم جاء دور شقيقه الثالث أبي طلحة، ذاك الاقتحامي الذي أدمى الرافضة في سبايكر، وأوجعهم في مواطن عدة وغزوات كثيرة، ليُقتل برفقة الشيخ عمر الشيشاني قبل أسابيع قليلة.

وكان من الذين اثخنوا في الرافضة، وتحديداً في مجزرة سبايكر، فقد كان رائد الغزوة إعلامياً، بل ونفذ بيديه حكم الله في مشركي الرافضة.

أبرز إعلاميي ولاية صلاح الدين، وحازت الإصدارات التي أشرف على إنتاجها -أثناء إمارته للمكتب الإعلامي للولاية- المراتب الأولى في الترتيب العام لإصدارات الدولة الإسلامية، الأمر الذي أهّله فيما بعد ليكون أميرا لقطاع الإعلام العسكري في الولايات الشرقية، فجعل منه خلية نحل لا تعرف الهدوء أو السكون، رغم رفضه الشديد لتكليفه بهذا المنصب.
أنتج أكثر من خمسة وعشرين إصداراً جهادياً، كما كان له شرف المشاركة في عشرات الإصدارات الأخرى. إصدارات كان لها التأثير الكبير في رفع الهمم وتقوية العزائم وإرهاب أعداء الملة والدين، حتى أَلِف الناس ذلك الصوت الخفي من وراء الكاميرا وهو يعلو بالتكبير، ويردّد «ثأرا لأمنا عائشة» فوق جثث الروافض.

* المصدر
صحيفة النبأ - العدد 45
1437 ه‍ـ

◾ لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

دين الإسلام وجماعة المسلمين (4) إنّ الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم [3/3] أيضا، إن الله -جل ...

دين الإسلام وجماعة المسلمين (4)

إنّ الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم
[3/3]

أيضا، إن الله -جل وعلا- جعل توحيد الحكم والتشريع حجة على من لم يوحّده في العبادة والنسك كما جعل توحيد الربوبية والأسماء والصفات حجة على من جحد توحيد الألوهية، قال سبحانه على لسان يوسف، عليه السلام: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39-40]، وقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [الشعراء: 69-83].

ولما تكنّى أحد الصحابة -رضي الله عنهم- بـ «أبي الحَكَم»، نهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، قائلا: (إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكْم) [رواه أبو داود والنسائي عن أبي شريح].

وأما من استسلم لحكم الطاغوت وتشريعه -كالمصوّتين في الانتخابات والاستفتاءات الديمقراطية والمتحاكمين إلى محاكم القوانين الوضعية- فهم مؤمنون بالطاغوت عابدون له خارجون عن أصل الإسلام -شهادة أن لا إله إلا الله، أن لا معبود ولا مُطاع بحق إلا الله- وحقيقته -السلامة (أي الإخلاص) والاستسلام لله- ومن عدّ هؤلاء مسلمين موحّدين مجتنبين للطاغوت كافرين به، فليراجع دين الإسلام قبل حلول رمسه.

ربّنا أفرغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
لقراءة المقال المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

بل يكرهون الإسلام وشعائره! في من مزّق الخمار إرضاءً للملاحدة الكفّار [3/3] وهذا ما نشاهده ...

بل يكرهون الإسلام وشعائره!
في من مزّق الخمار إرضاءً للملاحدة الكفّار

[3/3]

وهذا ما نشاهده اليوم في الحرب القائمة بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الدولي وأوليائه من المرتدين، إذ يترقب المنافقون نتائج المعارك وما إن تبدو لهم بارقة تقدم للمشركين حتى يخرجوا إليهم، ويظهروا ما في قلوبهم من كره للإسلام وأحكامه وشعائره، لينالوا بذلك رضاهم، ويعلنوا بذلك انتماءهم إليهم وبراءتهم من التوحيد وأهله.

فيكون أوّل ما يفعله المنافقون المجاهرة بالمعاصي التي كانوا ممنوعين من المجاهرة بها من قبل، بل ويظهرون الفرح والسرور بدخولهم تحت طاعة المشركين، فيما تسارع المنافقات إلى خلع الحجاب ثوب الحشمة، بل إنّ منهنّ من لا تكتفي بخلعه، بل تلقي به أرضا لتُهينه أو تحرقه أو تمزّقه، لعلّها تنال بذلك رضا الكفار، بسخط الجبار.
ويخرج أولئك المرتدون على الشاشات والقنوات ليسبّوا الموحّدين من جنود الدولة الإسلامية، ويزعموا أنهم يكرهونهم ولا يكرهون الإسلام، وقد فضحهم الله بما أظهروه من استهزاء بشعائر الإسلام، وإهانة لها، فبان للناس جميعا أنهم إنما يكرهون الإسلام ككل لا جنود الدولة الإسلامية فحسب، وأنهم لم يكرهوا الدولة الإسلامية إلا لأنها تقيم أحكام الإسلام وتعظم شعائره.

فقد قال اللهُ تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، قال الزجّاج في {شَعَائِرَ اللَّهِ}: «يعني بها جميع متعبداته التي أشعرها الله، أي جعلها أعلاما لنا، وهي كل ما كان من موقف أو مسعى أو ذبح، وإنما قيل: شعائر لكل عَلَم مما تُعُبِّد به؛ لأن قولهم: شعرت به: علِمته، فلهذا سُمِّيت الأعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر» [تاج العروس].

وإن تعظيم شعائر الله من تعظيم الله -عز وجل- الذي أمر بها، والحجاب الشرعي شعيرة من شعائر الله تعالى الذي لم تأت به الدولة الإسلامية من فراغ، وإنما من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وكذلك اللحية والثوب القصير وما إلى ذلك من الشعائر وعلامات الهدي الظاهر، التي عظمتها دولة الإسلام وأمرت بها رعاياها من المسلمين.

ومعلوم أن من نواقض الإسلام، من استهزأ بشيء من دين الرسول، صلى الله عليه وسلم، أو ثواب الله، أو عقابه، كَفَر، والدليل قوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: 64-66].

قال ابن حزم: «فنصّ تعالى على أن الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر مخرج عن الإيمان، ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الاستهزاء» [الفصل].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: «فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبين أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، يكفر به صاحبه بعد إيمانه» [مجموع الفتاوى].

وعليه فكل رجل أو امرأة استهزأ أو استهزأت بشيء مما جاء به القرآن أو السنة في حال ظهور الإسلام ودولته فهم كفار مرتدون، فكيف بمن استهزأ بما جاء في الوحيين موالاة وموادة للكفار والملحدين؟!

قال سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، رحمهم الله: «فكيف بأهل البلدان الذين كانوا على الإسلام، فخلعوا ربقته من أعناقهم، وأظهروا لأهل الشرك الموافقة على دينهم، ودخلوا في طاعتهم، وآووهم ونصروهم، وخذلوا أهل التوحيد، واتبعوا غير سبيلهم، وخطّؤوهم، وظهر فيهم سبّهم، وشتمهم، وعيبهم، والاستهزاء بهم، وتسفيه رأيهم في ثباتهم على التوحيد، والصبر عليه، وعلى الجهاد فيه، وعاونوهم على أهل التوحيد طوعا لا كرها، واختيارا لا اضطرارا، فهؤلاء أولى بالكفر والنار من الذين تركوا الهجرة شحا بالوطن، وخوفا من الكفار، وخرجوا في جيشهم مكرهين خائفين» [الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك].
إن الدولة الإسلامية لا يضرها -بإذن الله- لو ارتد من الناس من ارتد، ولكن نسأل الله تعالى أن يمنّ بالفتح على عباده الموحدين فيرجعوا إلى كل أرض انحازوا منها وزيادة، كما منّ عليهم من قبل بذلك، عندئذ يعض المنافقون والمرتدون أصابعهم من الندم على ما أجرموا، فلا يكون مصيرهم إلا بين قتيل وطريد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
لقراءة المقال المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

بل يكرهون الإسلام وشعائره! في من مزّق الخمار إرضاءً للملاحدة الكفّار [2/3] كما بيّن سبحانه أن ...

بل يكرهون الإسلام وشعائره!
في من مزّق الخمار إرضاءً للملاحدة الكفّار

[2/3]
كما بيّن سبحانه أن المنافقين يُخرجون ما في قلوبهم عند اشتداد الفتن، وعندما تشتد الخطوب على المسلمين، فتظهر حقيقة معادنهم، ويتمايزون عن المؤمنين، كما في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ * وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 10-11]، وبيّن أنهم في المعارك الفاصلة بين الإسلام والكفر يترقبون ليروا لمن تكون الغلبة فينضموا إلى صفّه، فإن فتح الله على المؤمنين بقوا على نفاقهم، واستمروا في إظهار الإسلام للمسلمين، وإن كانت الغلبة للمشركين أظهروا حقيقة كفرهم، وكشفوا عن موالاتهم للمشركين وسعيهم لإرضائهم، كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ضوَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141].

وقال صاحب «توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية»: «وكفى بالعبد عمى وخذلانا أن يرى عساكر الإيمان، وجنود السنة والقرآن، وقد لبسوا للحرب لأمته، واعدوا له عدته، وأخذوا مصافهم، ووقفوا مواقفهم، وقد حمي الوطيس، ودارت رحى الحرب، واشتد القتال، وتنادت الأقران النزال النزال، وهو في الملجأ والمغارات والمدخل مع الخوالف كمين، وإذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد على التل مع الناظرين، ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيزين، ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيمانه أني كنت معكم، وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين، فحقيق بمن لنفسه عنده قدر وقيمة أن لا يبيعها بأبخس الأثمان، وأن لا يعرضها غدا بين يدي الله ورسوله لمواقف الخزي والهوان، وأن يثبت قدميه في صفوف أهل العلم والإيمان».

وهذا ما نشاهده اليوم في الحرب القائمة بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الدولي وأوليائه من المرتدين، إذ يترقب المنافقون نتائج المعارك وما إن تبدو لهم بارقة تقدم للمشركين حتى يخرجوا إليهم، ويظهروا ما في قلوبهم من كره للإسلام وأحكامه وشعائره، لينالوا بذلك رضاهم، ويعلنوا بذلك انتماءهم إليهم وبراءتهم من التوحيد وأهله.

فيكون أوّل ما يفعله المنافقون المجاهرة بالمعاصي التي كانوا ممنوعين من المجاهرة بها من قبل، بل ويظهرون الفرح والسرور بدخولهم تحت طاعة المشركين، فيما تسارع المنافقات إلى خلع الحجاب ثوب الحشمة، بل إنّ منهنّ من لا تكتفي بخلعه، بل تلقي به أرضا لتُهينه أو تحرقه أو تمزّقه، لعلّها تنال بذلك رضا الكفار، بسخط الجبار.
ويخرج أولئك المرتدون على الشاشات والقنوات ليسبّوا الموحّدين من جنود الدولة الإسلامية، ويزعموا أنهم يكرهونهم ولا يكرهون الإسلام، وقد فضحهم الله بما أظهروه من استهزاء بشعائر الإسلام، وإهانة لها، فبان للناس جميعا أنهم إنما يكرهون الإسلام ككل لا جنود الدولة الإسلامية فحسب، وأنهم لم يكرهوا الدولة الإسلامية إلا لأنها تقيم أحكام الإسلام وتعظم شعائره.

فقد قال اللهُ تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، قال الزجّاج في {شَعَائِرَ اللَّهِ}: «يعني بها جميع متعبداته التي أشعرها الله، أي جعلها أعلاما لنا، وهي كل ما كان من موقف أو مسعى أو ذبح، وإنما قيل: شعائر لكل عَلَم مما تُعُبِّد به؛ لأن قولهم: شعرت به: علِمته، فلهذا سُمِّيت الأعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر» [تاج العروس].

وإن تعظيم شعائر الله من تعظيم الله -عز وجل- الذي أمر بها، والحجاب الشرعي شعيرة من شعائر الله تعالى الذي لم تأت به الدولة الإسلامية من فراغ، وإنما من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وكذلك اللحية والثوب القصير وما إلى ذلك من الشعائر وعلامات الهدي الظاهر، التي عظمتها دولة الإسلام وأمرت بها رعاياها من المسلمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
لقراءة المقال المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

بل يكرهون الإسلام وشعائره! في من مزق الخمار إرضاءً للملاحدة الكفار [1/3] النفاق صورة من صور ...

بل يكرهون الإسلام وشعائره!
في من مزق الخمار إرضاءً للملاحدة الكفار

[1/3]

النفاق صورة من صور الكفر بالله ترتبط عادة بعز المسلمين والتمكين لهم في الأرض، ذلك أن الكفار إذا ظهروا واستعلوا على أهل الإيمان أظهروا كفرهم، وأخرجوا كل ما في قلوبهم من عداء للإسلام وأهله، حتى إذا ما كانت الدولة للمسلمين انقسموا أقساما، فمنهم من يستمر في عناده واستكباره، محاربا بكل ما أوتي من قوة ساعيا إلى تدمير دولة الإسلام، وإبادة المسلمين، كما كان الحال مع مشركي قريش قبل فتح مكة، ومنهم من يستمر على كفره ولكنه لا يقوى على حرب المسلمين فيطلب العهد والأمان -إن أمكنه ذلك- ليأمن بذلك على نفسه وماله وعرضه، ويبقى يترقب زوال دولة الإسلام، وينتظر المدد القادم له من الخارج ليغدر بالمسلمين ويطعنهم من الخلف، أو يرضيه العيش في دار الإسلام رغم بقائه على الكفر لما يجده من أمن وأمان وعدل، كما كان حال اليهود قبل أن ينهي النبي -صلى الله عليه وسلم- وجودهم من المدينة، ومنهم أيضا من يبقى على كفره وكرهه للإسلام، وشرائعه، وشعائره، ولكنه لا يجرؤ على قتال المسلمين أو إعلان العداوة لهم، فيظهر الإسلام، رغم استثقاله لواجباته، من صلاة وزكاة وجهاد وصدقة، فلا يؤديها إلا كارها، ولا يقوم إليها إلا وهو كسلان يرائي الناس، ويمن بها على المسلمين، وهذا من أخطر فئات الكفار عادة، لأنه يعيش بين المسلمين، ويطلع على عوراتهم، وهو في حالة تحفز دائم للغدر بأهله والانقلاب إلى صف أهل الكفر والإشراك.

وقد بين الله تعالى كثيرا من صفات المنافقين في كتابه الكريم، حتى سميت إحدى سور القرآن بسورة «المنافقون» لأنها نزلت فيهم، وسميت أخرى بـ «الفاضحة» لأنها كشفت بواطنهم وبينت أوصافهم لأهل الإيمان، كما بين كثير من الأحاديث الشريفة أفعال المنافقين لتحذير أهل الإيمان من الوقوع في شعب النفاق، فضلا عن الوقوع في النفاق الخالص.

فهؤلاء المنافقون لا يقومون بشعائر الإسلام ولا يلتزمون بأحكامه إلا خوفا ورياءً، ويظنون أنهم بذلك يخدعون المسلمين كما وصفهم الله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون} [البقرة: 14]، وقوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} [المنافقون: 1]، ولكن رغم ذلك فإن الله يفضح ما يخفونه في صدورهم، فقال سبحانه: {أم حسب الذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم} [محمد: 29-30]، وبين لأوليائه أنهم يمكنهم الاستدلال على نفاق المنافقين بعلامات كثيرة، أبرزها فلتات ألسنتهم، وكرههم للقيام بشعائر الإسلام الظاهرة، كما في قوله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلًا} [النساء: 142]، وقوله: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون} [التوبة: 54]، وقوله: {ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميعٌ عليمٌ} [التوبة: 98].

كما بين سبحانه أن المنافقين يخرجون ما في قلوبهم عند اشتداد الفتن، وعندما تشتد الخطوب على المسلمين، فتظهر حقيقة معادنهم، ويتمايزون عن المؤمنين، كما في قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصرٌ من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين * وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} [العنكبوت: 10-11]، وبين أنهم في المعارك الفاصلة بين الإسلام والكفر يترقبون ليروا لمن تكون الغلبة فينضموا إلى صفه، فإن فتح الله على المؤمنين بقوا على نفاقهم، واستمروا في إظهار الإسلام للمسلمين، وإن كانت الغلبة للمشركين أظهروا حقيقة كفرهم، وكشفوا عن موالاتهم للمشركين وسعيهم لإرضائهم، كما في قوله تعالى: {الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتحٌ من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيبٌ قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا} [النساء: 141].


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
لقراءة المقال المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

• تزوير الحقائق والطعن بالمجاهدين مبالغ هائلة وتحفيزات ومعدات متطورة قدمها الصليبيون لـ ...


• تزوير الحقائق والطعن بالمجاهدين

مبالغ هائلة وتحفيزات ومعدات متطورة قدمها الصليبيون لـ «الهيئة» المرتدة لتنفيذ أجنداتهم في تشويه صورة الجهاد والمجاهدين والتحريض على قتالهم، وبدورها أغدقت «الهيئة» على أعضائها الذين باعوا دينهم وزوّروا الحقائق بالأموال الطائلة، فلفقوا عشرات الفيديوهات الكاذبة عن هجمات على مواقع جنود الخلافة في القلمون الشرقي والحماد الشامي، ونشروا أخبارا كاذبة مرارا وتكرارا عن سيطرتهم على مواقع للدولة الإسلامية وطردهم منها.

وكانت «الهيئة السورية للإعلام» نعم التلميذ للمعلم الصليبي على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ فلم تُبقِ باباً للكذب والطعن بالمجاهدين إلا وطرقته، ولم تترك تهمة إلا وألصقتها بجنود الخلافة، عمالة للصليبيين وصدا عن سبيل الله.
وعلى الرغم من أن الدول الصليبية والحكومات الطاغوتية لم تألُ جهدا في صناعة مراكز إعلامية متطورة ومزودة بأحدث التجهيزات لمنافسة المؤسسات الإعلامية في الدولة الإسلامية، إلا أنها فشلت في مساعيها كما فشلت في مشروع إحياء الصحوات وتشكيل فصائل عسكرية تقاتل الدولة الإسلامية، التي تمكنت أجهزتها الإعلامية -بفضل الله- من تحقيق نجاحات كبيرة بما تيسر من إمكانيات، شنت بواسطتها حربا إعلامية بدرجة عالية من التقنية والشمول والاحتراف توازي عملياتها العسكرية، وعرّت من خلالها فصائل صحوات الردة وكشفت حقيقة عمالتهم وتوليهم للصليبيين، وليس إصدار ولاية الفرات (فسيكفيكهم الله) عن ذلك ببعيد.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
الثلاثاء 12 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

تيليغرام:
@wmc111at


الهيئة السورية للإعلام».. إعلام مفحوص أمريكياً!
...المزيد

«الهيئة السورية للإعلام».. إعلام مفحوص أمريكياً! يلعب الجانب الإعلامي دورا بارزا لا يقل أهمية عن ...

«الهيئة السورية للإعلام».. إعلام مفحوص أمريكياً!

يلعب الجانب الإعلامي دورا بارزا لا يقل أهمية عن الجانب العسكري في الحرب الدائرة اليوم بين الدولة الإسلامية وملل الكفر ونحله، فبعد أن أُنشئت الجماعات والفصائل والكتائب العسكرية بتخطيط وتنفيذ ودعم صليبي كـ «لواء الحمزة» و«الفرقة 55» و«الفرقة 99» في ريف حلب الشمالي و«جيش سوريا الجديد» في ولاية الفرات و«الجبهة الجنوبية» في ولاية دمشق، بدأت الحاجة لجناح إعلامي قوي -يوازي الحملة العسكرية ضد الدولة الإسلامية- تظهر بشكل كبير أمام الدول الصليبية الداعمة للصحوات وعلى رأسها أمريكا.


• الحاجة لجناح إعلامي محترف

عمدت المخابرات الصليبية على إنشاء مراكز إعلامية لفصائل صحوات الردة تحت إشرافها ورعايتها المباشرة، وبعد أن شَكّلت الفصائل المفحوصة أمريكيا في حوران والقلمون الشرقي والحَمَاد الشامي ما يسمى «الجبهة الجنوبية» سعيا للقضاء على الدولة الإسلامية والحد من خطرها المتعاظم في تلك المناطق، ودُعمت الفصائل بالسلاح والعتاد والأموال، ودُرَّب عناصرها في معسكرات في الأردن يشرف عليها مدربون أمريكيون، شُكّل جهاز إعلامي تحت مسمى «الهيئة السورية للإعلام» (SMO)، بحيث يكون جناحا إعلاميا لـ «الجبهة الجنوبية» يضاهي إعلام الدولة الإسلامية، ويفبرك ويزور الحقائق، ويطعن بالمجاهدين، ويلصق بهم التهم، بشكل احترافي.

كيف أُنشئت هذه الهيئة؟
ومن الأشخاص القائمون عليها؟
وكيف دُرِّب أعضاؤها؟

أسئلة حصلت (النبأ) على إجاباتها من مصدر أمني خاص، فقد سبق الإعلان عن هذه الهيئة اجتماعات مكثفة بين مسؤولين في المخابرات الأردنية المرتدة والمخابرات الأمريكية الصليبية وكل من المرتد إبراهيم الجباوي العميد السابق في الشرطة النصيرية والمرتد أسعد عوض الزعبي الطيار السابق في سلاح الجو النصيري، المعروفَين بالعلمانية ومعاداة الشريعة، فأوكلت لهما على إثر تلك الاجتماعات المكثفة مهمة إنشاء هذه الهيئة قبل سنتين ونصف من الآن مع عدد من الإعلاميين المفحوصين والمختارين بعناية، من أصحاب التوجه العلماني وممن عرف عنهم الارتزاق بالكلمة والخبر، من أبرزهم المدير التنفيذي للهيئة المرتد محمد الزعبي أبو المجد.

• خبراء إعلام صليبيون لتدريب الصحوات

وكما أشرفت أمريكا على تدريب جنود «الجبهة الجنوبية» المرتدة عسكريا، كان لا بد لها من تدريب إعلامي موازٍ، فأوفدت إلى مدينة عمان -التي باتت غرفة عمليات للمخابرات الصليبية في حربها على الدولة الإسلامية- عددا من كبار مراسيلها الإعلاميين ممن غطوا معارك أفغانستان والعراق إعلاميا، إلى جانب خبراء إعلاميين من إحدى المؤسسات الإعلامية البريطانية، لتدريب أعضاء «الهيئة السورية للإعلام» بعد اختيارهم بدقة والتأكد من توجهاتهم ومعاداتهم للدولة الإسلامية، وقابلية التعاون معهم في حربها.
فسارت الدورات التدريبية كما خُطط لها بعد أن أحيطت بسرية تامة وحماية مباشرة من المخابرات الأردنية المرتدة، وبعد أن انتهوا من الدروس النظرية المكثفة، بدأت الدروس العملية التجريبية، وكشف مهند وهو إعلامي ترك العمل في «الهيئة» وأعلن تبرؤه منها، عن صدمته عندما عرض عليهم الخبير الأمريكي إصدارا للدولة الإسلامية وبدأ يشرح لهم ويحلل كيف صنع المجاهدون مادة إعلامية ناجحة ومؤثرة، وكان هذا أول درس عملي لهم.

• تحضير المتدربين للتعاون مع الصليبيين

لم يكن عرض إصدارات الدولة الإسلامية إلا مرحلة أولية في تهيئة المتدربين نفسيا للتعاون مع الصليبيين والقتال إلى جانبهم ضد الدولة الإسلامية، فقبيل نهاية الدروس العملية بدأت مرحلة جس نبض المتدربين للتعاون المباشر مع القوات الصليبية، إذ بدأ الضباط الأمريكيون يجتمعون مع المتدربين ويناقشونهم طارحين عليهم أسئلة غريبة بالنسبة لهم في ذلك الوقت (قبل سنتين ونصف)، ويقول مهند: «كانوا يسألوننا: هل ستقاتلون معنا عندما ندخل الشام لمساعدتكم؟ وهل تتقبلون فكرة وجود قواعد للقوات الصديقة -يقصدون التحالف الصليبي- في مناطقكم؟ وهل ستؤمّنون الحماية للقوات الأمريكية التي ستساعدكم؟».

كل هذه الأسئلة وغيرها كان من الغريب طرحها في ذلك الوقت، لأن مواجهة النظام النصيري بنظرهم لم تكن تحتاج سوى شحنات من الأسلحة المتطورة وكميات من مضادات الطيران المحمولة على الكتف، فما حاجة دخول الصليبيين؟! وهذا ما طرحه مهند على الضابط الأمريكي، الذي أجابه بأن دخولهم لن يكون لقتال النظام النصيري بل لقتال الدولة الإسلامية التي أذاقهم جنودها المر العلقم في العراق، ساردا لهم قصصا وسيرا عن جحيم الأمريكيين في الأنبار والفلوجة وغيرهما.

ومع تخريج كل دفعة من المتدربين كان كل من الجباوي والزعبي يلتقون بالمتخرجين ويحرضونهم على التركيز على النيل من الدولة الإسلامية وتلميع صورة فصائل صحوات الردة، بالرغم من أن القتال بين الدولة الإسلامية وفصائل الردة في الجنوب لم ينشب بعد، في ذلك الوقت.
...المزيد

رموز أم أوثان؟! (4) [2/2] فإذا كان مدح المنافق مغضبا لله -عزّ وجل- كما قال صلى الله عليه وسلم: ...

رموز أم أوثان؟! (4)

[2/2]
فإذا كان مدح المنافق مغضبا لله -عزّ وجل- كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم عز وجل) [رواه أبو داود بإسناد صحيح]، فما بالك بمدح من أظهر الكفر، وعمل به، ودعا الناس إليه وهو يحسبُ أنه يُحسن صُنعاً؟!

ولم يكتف المدّاحون عند هذا الحد من تزكية أئمة الضلال، بل تعدّى بهم الأمر إلى تحريف أحكام الشريعة، أو كتمانها على الأقل في سبيل أن لا يضطرهم الأمر إلى إسقاط تلك الأحكام على أولئك «الرموز»، وذلك خوفا من إغضاب أتباعهم، أو استفزاز الجهّال من الذين يعرفون الدين بالرجال، ويعتبرون أي مسٍّ بهؤلاء الرجال الذين يقدّسونهم ويقلّدونه اعتداء على الإسلام وشريعته.

ومن ذلك أنهم بدّلوا كثيرا من أحكام الشريعة، أو اشترطوا لها شروطا غير شرعية، أو وضعوا موانع لتلك الأحكام كي يخرجوا من دائرة الحرج في تطبيق تلك الأحكام على أولئك «الرموز»، كزعم بعضهم أن الحكم بالقوانين الوضعية الجاهلية هو كفرٌ دون الكفر المخرج من الملّة، كي يحكموا بإسلام رجب أردوغان ومحمد مرسي وإسماعيل هنية وأشباههم من الطواغيت (الذين أخذوا دينهم من إمامهم حسن البنا فساروا على دربه واتبعوا نهجه وأطاعوه في ضلاله)، وذلك بجعل هذا الفعل المكفّر معصية من المعاصي التي يجوز اقترافها عند الضرورة، بل يتحول شرك أولئك الطواغيت إلى واجب يثابون على فعله، ويأثمون على تركه، ومنهم من يحكم بكفر الفعل، ولكن يمتنع عن إيقاع الحكم بالكفر على فاعله عذرا لأولئك «الرموز» بالتأويل وعدم قصد الكفر والاضطرار وغير ذلك من موانع تكفير من وقع في الشرك الأكبر، التي لا اعتبار لها إلا في شريعة المرجئة ومن لفّ لفيفهم.

فتجد المنحرفين عن الصراط المستقيم يحرصون في ردّهم على أهل الضلال أن لا يمسّوا «رمزا» من رموزهم مهما بلغ جرمه، وعظمت فتنته، بخلاف سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أتاه من وحي القرآن، حيث تنزلت الآيات التي تسفّه «رموز» المشركين من أهل مكّة، كأبي جهل، وأبي لهب، والوليد بن عقبة وغيرهم، حتى اشتكى أولئك المشركون مما اعتبروه هجاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم، وما كان ذلك بهجاء الشعراء، إن هو إلا كلام رب العالمين.

لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يشهدوا بالحق على كل إنسان ولو كان على أنفسهم، فقال سبحانه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135]، وليس من الإقساط في شيء أن يعظم رأس الضلالة، كما إنه ليس من الإقساط في شيء أن يحكم على التابع بحكمٍ بناءً على سيره في طريق ضلال، وينجو من ذلك الحكم من يقوده في طريق الضلالة تلك ممن يزعم العلم والبصيرة، ويتصدر لقيادة الأمة وهداية العالمين.

إن المنهج الذي سار عليه أهل الحديث في الجرح والتعديل كي يعرف الناس عمّن يأخذون دينهم، ويأمنوا سلامة نقل العلم إليهم، لهو منهج واجب اتباعه في الحكم على أهل الحق والضلال على حدّ سواء، فيعرّف السنّي بما لديه من الحق، ويُنهى عما لديه من الأوهام إن وجدت، ويعرّف الضالّ بما لديه من الضلالات، وينهى عن الأخذ منه.

وليكن رائد كل مسلم في بحثه عن الهدى قول علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق، تعرف أهله».


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
لقراءة المقال المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً