على شفا جُرف هارٍ لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، ...

على شفا جُرف هارٍ


لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، كلما وضعوا خطة لعلاجه، انتكست حالته مجددا فعادوا من حيث بدأوا، فهم في الحقيقة من أزمة إلى أخرى، لأن الأساس الذي بنوا عليه اقتصادهم؛ أساس متصدع متداع يتضمن كل أسباب السقوط والانهيار، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}.

ختاما، زعم الأهوج "ترامب" مرارا أنه انتصر في محاربة الجهاد، وبينما هو الآن منهمك في محاربة السيارات الألمانية والبضائع الصينية! ومقبل على المزيد من هذه المعارك التجارية؛ يبقى الجهاد المستفيد الأكبر من هذه المعارك التي اندلعت بين هذه الدول الكافرة، لأن جميعها عدو للجهاد الذي هو قدر الطائفة المنصورة إلى يوم الدين.


افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

معركة الجمارك الأمريكية بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على ...

معركة الجمارك الأمريكية

بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على أوروبا، ها هو يلقي في "حديقة الورود" قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي بأسره! مستهدفًا حلفاءه قبل أعدائه! عبر فرض تعريفات جمركية خيالية، يريد من خلالها "إنقاذ" الاقتصاد الأمريكي من الغرق، مكرِّرًا بذلك سياسات أسلافه التي زادتهم رهقًا وغرقًا.

فما فعله "ترامب" ليس جديدا على عالم السياسات الأمريكية الفاشلة في علاج أزماتهم المزمنة، فقد سبقه وشابهه قانون "سموت هاولي" للتعريفات الجمركية الذي فرضه الطاغوت "هربرت هوفر" قبل نحو قرن لنفس الأسباب التي يتعلل بها "ترامب" اليوم، إلا أن ردود الفعل المضادة على تلك التعريفات، أحدثت العكس وزادت المركب الأمريكي غرقا، وهو ما يتكرر اليوم.

يبرر "ترامب" خطوته المتشنجة بأنها تهدف إلى تجاوز "العجز التجاري" الأمريكي وإحداث "توازن" مع الدول المنافسة، خصوصا الصين والاتحاد الأوروبي، عبر تطبيق سياسة "العين بالعين" أي المعاملة بالمثل.

المعاملة بالمثل ستدفع الدول المتضررة إلى تطبيق نفس السياسة مع أمريكا، وبالفعل، فالرد الصيني والأوروبي لم يتأخر وجاء قويا وموازيا، وهو ما يهيئ الفرصة لاندلاع مزيد من المعارك الاقتصادية المتبادلة بين أعداء الإسلام، وتعمُّقها وانتقالها إلى ميادين جديدة خارج الميدان الاقتصادي.

إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون بيوتهم بأيديهم.


افتتاحية صحيفة النبأ العدد 491 - معركة الجمارك الأمريكية
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

واجب المسلم تجاه القوانين الدولية إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ...

واجب المسلم تجاه القوانين الدولية

إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ومؤسساته، ليس بسبب ظلمه وفساده وعدم صلاحيته لقيادة البشرية فحسب، وليس بسبب إجحافه تجاه فلسطين أو غيرها، بل إن المسلم مأمور بالكفر بالمحاكم الدولية حتى لو أعادت القدس ودمشق إلى أهلها! لأن الكفر بهذه القوانين والمحاكم الجاهلية، واجب توجبه العقيدة الإسلامية كونه من الكفر بالطاغوت الذي لا يتم الإيمان إلا به، وعلى المسلمين أن يعلّموا أهليهم وأبناءهم ومن حولهم هذه العقيدة التي بدأت تندرس بين ضلالات "الإسلاميين" المتراكمة وانحرافات "الجهاديين" المتفاقمة، فهذه القوانين الجاهلية بدساتيرها ومجالسها البرلمانية، قد انتشر واستطار شرها بعد أن هوّن دعاة الضلالة من شأنها وجرفوا الناس إلى طوفانها، يوم أن صوّروا لهم أنها مجرد "وسائل وأدوات عصرية" لتنظيم شؤون الحياة لا علاقة لها بالإيمان أو الكفر!


افتتاحية صحيفة النبأ - كذبة القانون الدولي - العدد 490

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

المصلحةُ المطلقةُ فِي امتثالِ أمرِ اللهِ إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم ...

المصلحةُ المطلقةُ فِي امتثالِ أمرِ اللهِ

إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم وأحزابهم، متكيفة حسب ظروفهم، ولا يريدون أن يتجشموا عناء أن يكيّفوا ظروفهم حسبها، أو يقيدوا واقعهم بقيودها، أو أولئك الذين يريدون إقناع أنفسهم أن الإسلام روحانيات بين العبد وربه لا علاقة لحكم الدنيا به ولا علاقة له بها، هم في الحقيقة يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض، سواء أقروا بذلك أم لم يقروا، وسواء تعللوا بالعلل الفاسدة أو تحججوا بالمصالح المتوهمة التي نراها يوما بعد يوم تتبدد وتبطل هنا وهناك.

أما المسلم الحق الذي خضع واستسلم وانقاد بالكلّية للإسلام، يعتقد أن امتثال وتعظيم أمر ربه تعالى فيه المصلحة المطلقة في كل حال، وأن طاعة الله تعالى ورسوله أنفع له من المصالح والمفاسد المتوهمة التي اتخذها كثير من المتعالمين والإسلاميين متكأ يردون به الآيات المحكمات التي لا تقبلها نفوسهم المريضة، ولا تتوافق مع عقولهم القاصرة.

افتتاحية النبأ "وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ" ٤٨٩

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

الطائفة المنصورة فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين ...

الطائفة المنصورة

فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين آمنوا، وينيبوا إلى ربهم وليظهر من عدوهم ما ظهر منه من البغي والمكر والنكث والخروج عن شرائع الاسلام فيقوم بالمؤمنين ما يستوحون به النصر وبصدورهم ما يستوجب به الانتقام". الفتاوى.

والنصر ومعالمه في كتاب الله وسنة رسوله أوسع من أن تُختزل في جمل قصيرة وهو موضوع شيق وهام والحاجة له ماسة في هذا الوقت وها نحن أمام أية جامعة شاملة نتوقف معها لتكون محور هذه الكلمات قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

قال ابن القيم رحمه الله: "فأمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء ما اجتمعت في فئة قط إلا نصرت وإن قلت وكثر عدوها:

1- أحدها الثبات.
2- والثاني كثرة ذكر الله.
3- والثالث طاعته وطاعة رسوله.
4- والرابع اتفاق الكلمة وعدم التنازع.
5- والخامس ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه وهو الصبر.

قال: "فهذه خمسة أشياء تبنى عليها قبة النصر، ومتى زالت أو بعضها، زال من النصر بحسب ما نقص منها وإذا اجتمعت قوَّى بعضها بعضًا وصار لها أثر عظيم في النصر"، وقال: "ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمة من الأمم وفتحوا الدنيا ودانت لهـم العباد والبلاد، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل" [كتاب الفروسية]

العدد (١٤٤)- ذو الحجة ١٤٣٩ هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه ...

أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ

عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفيِفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ) [رواه مسلم]

• (وأهل الجنة ثلاثة)

أي أنّ أكثر أهل الجنة من أهل هذه الصفات الثلاث الجامعة لخصال الخير، وقد بوّب الإمام النووي في "شرح مسلم" على هذا الحديث: "باب الصفات التي يُعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النّار".

▪ (ذو سلطان مقسط متصدق موفق)

قال ابن رجب: "هو من كان له سلطان عَلَى الناس فسار في سلطانه بالعدل، ثم ارتقى إلَى درجة الفضل"، فهو له سلطة يديرها بشرع الله العدل، محسنٌ إلى الناس، موفَّقٌ من الله لما فيه صلاح رعيته، ويدخل فيه كل راع كالأب ورب العمل ونحوه.

▪ (ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم)

قال ابن رجب: "الرحيم الرقيق القلب الَّذِي لا يخص برحمته قرابته، بل يرحم المسلمين عموما"، وهو بالضرورة شديد على الكفار، لقوله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.

▪ (وعفيف متعفف ذو عيال)

قال ابن رجب: "هو من يحتاج إِلَى ما عند الناس وهو يتعفف عنهم، وهذا أحد نوعي الجود، أعني العفة عما في أيدي الناس، لا سيما مع الحاجة"، وهو كقوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 492
السنة السادسة عشرة - الخميس 26 شوال 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

بابا الأزهر وشيخ الفاتيكان [2/2] وليس بعيدا عن ذلك ولا مستغربا، موقف الأزهر الذي نعاه "أخا ...

بابا الأزهر وشيخ الفاتيكان

[2/2]

وليس بعيدا عن ذلك ولا مستغربا، موقف الأزهر الذي نعاه "أخا وصديقا"، وأشاد بدوره في "حوار الأديان!" وخدمة "الرسالة الإنسانية!" وتوقيعه وثيقة "الأخوة الإنسانية!" وتطويره العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، ولعل من دواعي هذه العلاقة وجود ما يجمعهما غير "الإنسانية"، فالبابا منسوب إلى طريقة الرهبنة المسماة بـ "الجزويت" وهي خليط من "التأمل الصوفي والجهد الاجتماعي" فهو من هذا الوجه أزهري الطريقة!

العجيب أن هذا الطاغوت الذي نال إعجاب وإطراء الأزهر، متهم داخليا بالانحراف والتفريط، كرفضه إدانة الشواذ وقوله لما سُئل عنهم: "من أنا حتى أدينهم؟"، لكن ذلك الموقف الذي أنكره عليه بعض رؤوس النصرانية، لم يكبح الأزهر عن مدحه والثناء عليه، لأن "الإنسانية" تجبّ ما بعدها! وتستر ما تحتها! وتعلو ولا يُعلى عليها!

ومن شمائله الإبليسية التي أشادت وسائل الإعلام بها كثيرا، رفضه ربط الإرهاب بالإسلام، فالإرهاب لا دين له!، هكذا حكم "شيخ الفاتيكان وبابا الأزهر"، ومعلوم أنّ الإرهاب إذا أُطلق أريد به التوحيد والجهاد الذي لا يدين به الأزهر ويخشاه الفاتيكان على حاضره ومستقبله لأنه بالنسبة إليهم زوال ملكهم وكسر صليبهم.

وفي المقابل، هذا الإعلام الجاهلي الذي صوّر البابا رمزا وبطلا ومثلا، هو نفسه الذي يصور أبطال الأمة الحقيقيين "تكفيريين وخوارج" خرجوا عن تعاليم "الرسالات السماوية!"، التي اتضح أنها لم تكن سوى تعاليم الأزهر والفاتيكان ومَن في حكمهما من الحوزات والمراجع الجاهلية.

إن سحرة الإعلام الجاهلي يهدفون من خلال ذلك إلى ضرب قداسة الإسلام في النفوس، وجعله كأنه مجرد طريقة صوفية أزهرية، وليس دينا حقا متفردا، لن يقبل الله من عبد دونه صرفا ولا عدلا، كما يهدفون لضرب رابطة الأخوة الإيمانية التي توالي وتعادي في الدين، وإبدالها بـ "الأخوة الإنسانية" التي تهدم أوثق عرى الإيمان، إنهم يقولون لك إن "الإنسانية" هي المعيار وليس الإسلام.

ومن أهدافهم الخبيثة إبدال الرسالة النبوية القائمة على التوحيد والكفر بالطاغوت، بـ "الرسالة الإنسانية" التي تلغي ذلك بل تعاديه، حتى أنهم أوشكوا أن يساووا بين رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ورسالة البابا، فكلاهما بالنسبة للأزهر ومشتقاته، جاءا بالرحمة والعدل والإنسانية؟!

إن خطورة هذا الطرح مضاعفة بسبب غفلة الناس عن خطورة الأزهر على عقيدتهم! ودوره في تمييع الإسلام وضرب أصوله، وبالمناسبة فالأزهر المصري لا يقل خطورة عن "مدينة الإعلام" المصرية فتلك تهدم الأخلاق وهو يهدم العقيدة!، إنها أدوار متبادلة وحلقات متكاملة من الحرب على الإسلام، يتشارك فيها "الشيخ" و "الفنان" كما تورط فيها الأزهر والفاتيكان.

أما بالنسبة لأولي البصائر، فإن البابا يمثل الوجه الآخر للغزو الصليبي، إنه الغزو الفكري والسلاح الناعم التنصيري الذي يبدو أنه فعل بالناس أكثر مما فعله بهم الغزو العسكري.

من زاوية أخرى، يفضح ذلك حجم التناقض بين موقف البعض من النصارى وباباواتهم، وموقفهم من اليهود وحاخاماتهم؛ مع أن حكمهم في كتاب الله واحد، وقد أمرنا الله بمفارقة سبيلهما ومعاداتهما، كما في سورة الفاتحة التي يقيم الناس حروفها ويهملون أحكامها.

إن "التعزية" تتعدى إلى أبعادها المنهجية التي تعكس ضعف المفاصلة بين أمة التوحيد والإيمان وأمة التثليث والكفران، وتعكس اهتزاز مكانة العقيدة في نفوس كثيرين ممّن يعادون اليهود ولا يعادون النصارى خلافا لما تقرر في أمّ الكتاب.

ولذلك أنت ترى العامة تصف من يتعامل مع اليهود بالخيانة، بينما من يتعامل مع النصارى ليس كذلك! وتراهم يهاجمون "الحاخامات" لكنهم يخنسون عن "الباباوات"، مع أن بغضهم لليهود وحاخاماتهم ليس بغضا دينيا صرفا، بل مشوبا بكثير من الوطنية تأثُّرا بـ "القضية الفلسطينية" التي نشأت وطنية وما زالت كذلك، تائهة هائمة بعيدة عن غاية الإيمان بُعد "الأقصى" عن "الطوفان"، إنها صورة حية للانحراف المنهجي المركب الذي يطغى في آخر الزمان في عصر "بابا الأزهر وشيخ الفاتيكان"، فمن لم يحفظ حق الله عليه بالتوحيد ومعاداة أعدائه وموالاة أوليائه، كيف سيهتدي لصراطه ويقف في فسطاطه في زمن الفتنة والملحمة؟!


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 492
السنة السادسة عشرة - الخميس 26 شوال 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

بابا الأزهر وشيخ الفاتيكان [1/2] إن الصورة التي نحتها الأزهر والإعلام، لوثن البابا النصراني في ...

بابا الأزهر وشيخ الفاتيكان

[1/2]
إن الصورة التي نحتها الأزهر والإعلام، لوثن البابا النصراني في أذهان الناس، تكاد تنسيهم كفره ونصرانيته ودعوته للتثليث!، تحت ذريعتين ثنتين طغتا على المشهد؛ إنسانيته المزعومة، وموقفه من غزة المكلومة، وكأنهما معيار التفاضل تجُبّان ما بعدهما! أما الإسلام فقد أخرجوه من المشهد تماما!

إذْ لم يتوقف هؤلاء عند حدّ تهنئة النصارى بأعيادهم الباطلة تحت ذرائع الدعوة والزمالة الكاذبة، حتى ضموا إليها التعزية بموت كبرائهم وأئمة كفرهم ممّن قضوا حياتهم في الصد عن سبيل الله تعالى والدعوة إلى الشرك في عبادته وتزيين الكفر به، ولم يتوقف أمرهم عند حد التعزية، بل تعدّاه إلى الإشادة والثناء والمدح والتمجيد والتبجيل، كأنهم أبواق فاتيكانية! ودعاة إلى الباباوية!، فعمدوا إلى نسج وبثّ نسخة من "الشمائل الباباوية" عبر وسائل الإعلام، قد تضاهي ما لأئمة الإسلام في كتب السير والأعلام!

فقدّمته وسائل الإعلام، زاهدا متواضعا محبا للفقراء والمساكين والمهجرين!، زاهدا في لباسه التقليدي وصليبه الحديدي فلم يتقلّد الذهبي! وفضّل الكنائس الفقيرة ليبقى قريبا من الفقراء، وأوصى بدفنه في كنيسة شعبية وليس في المدافن الفارهة المخصصة لأمثاله، فدفنوه في كنيسة قرب محطة السكك الدولية وسط روما، ليبقى قريبا من الناس حتى بعد مماته!!

لم تتوقف سفالة الإعلام عند هذا الإسفاف، بل تمادت أكثر حتى جرّت غزة إلى سفر "الشمائل الباباوية!"، فغزة "كانت آخر وصاياه!"، ولم يتوقف عن ترديد ترنيمة "وقف الحرب على غزة" حتى لفظ أنفاسه، ولا ندري هل شفع ذلك لغزة؟ أم هل شفعت له غزة؟ كونها في عُرف الدراويش "خافضة رافعة!" وفي عرف إخوانهم الجهاديين "معيار الإيمان!"

وشارك في الترويج لهذه النسخة الباباوية، بعض الحركات التي أدمنت الانحراف وأصرت عليه حتى في أحلك ظروفها التي لم تمنعها من المسابقة إلى التعزية بالبابا، والأعجب أنها "ثمّنت مواقفه في تعزيز حوار الأديان!"، وفي هذا رد على من يتوهم أن هذه الحركات الجاهلية تنزع إلى مثل هذه المواقف اضطرارا لا رغبة واختيارا، فمن الذي اضطر هؤلاء إلى مثل هذا الموقف في مثل هذا الظرف؟ وما شأنهم بـ "حوار الأديان؟" وهل يشمل ذلك الديانة اليهودية التي لا يعادونها لكنهم يعادون جيشها وحكومتها؟! إنّ الذي يجهله من يرقّع لهذه الحركات، أنها تتمذهب الباطل وتتبناه راغبة مختارة، تماما كما يتمذهب أهل الحق الحق، ومن شبّ على شيء شاب عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه.

وليس بعيدا عن ذلك ولا مستغربا، موقف الأزهر الذي نعاه "أخا وصديقا"، وأشاد بدوره في "حوار الأديان!" وخدمة "الرسالة الإنسانية!" وتوقيعه وثيقة "الأخوة الإنسانية!" وتطويره العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، ولعل من دواعي هذه العلاقة وجود ما يجمعهما غير "الإنسانية"، فالبابا منسوب إلى طريقة الرهبنة المسماة بـ "الجزويت" وهي خليط من "التأمل الصوفي والجهد الاجتماعي" فهو من هذا الوجه أزهري الطريقة!

العجيب أن هذا الطاغوت الذي نال إعجاب وإطراء الأزهر، متهم داخليا بالانحراف والتفريط، كرفضه إدانة الشواذ وقوله لما سُئل عنهم: "من أنا حتى أدينهم؟"، لكن ذلك الموقف الذي أنكره عليه بعض رؤوس النصرانية، لم يكبح الأزهر عن مدحه والثناء عليه، لأن "الإنسانية" تجبّ ما بعدها! وتستر ما تحتها! وتعلو ولا يُعلى عليها!

ومن شمائله الإبليسية التي أشادت وسائل الإعلام بها كثيرا، رفضه ربط الإرهاب بالإسلام، فالإرهاب لا دين له!، هكذا حكم "شيخ الفاتيكان وبابا الأزهر"، ومعلوم أنّ الإرهاب إذا أُطلق أريد به التوحيد والجهاد الذي لا يدين به الأزهر ويخشاه الفاتيكان على حاضره ومستقبله لأنه بالنسبة إليهم زوال ملكهم وكسر صليبهم.

وفي المقابل، هذا الإعلام الجاهلي الذي صوّر البابا رمزا وبطلا ومثلا، هو نفسه الذي يصور أبطال الأمة الحقيقيين "تكفيريين وخوارج" خرجوا عن تعاليم "الرسالات السماوية!"، التي اتضح أنها لم تكن سوى تعاليم الأزهر والفاتيكان ومَن في حكمهما من الحوزات والمراجع الجاهلية.

إن سحرة الإعلام الجاهلي يهدفون من خلال ذلك إلى ضرب قداسة الإسلام في النفوس، وجعله كأنه مجرد طريقة صوفية أزهرية، وليس دينا حقا متفردا، لن يقبل الله من عبد دونه صرفا ولا عدلا، كما يهدفون لضرب رابطة الأخوة الإيمانية التي توالي وتعادي في الدين، وإبدالها بـ "الأخوة الإنسانية" التي تهدم أوثق عرى الإيمان، إنهم يقولون لك إن "الإنسانية" هي المعيار وليس الإسلام.

ومن أهدافهم الخبيثة إبدال الرسالة النبوية القائمة على التوحيد والكفر بالطاغوت، بـ "الرسالة الإنسانية" التي تلغي ذلك بل تعاديه، حتى أنهم أوشكوا أن يساووا بين رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ورسالة البابا، فكلاهما بالنسبة للأزهر ومشتقاته، جاءا بالرحمة والعدل والإنسانية؟!


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 492
السنة السادسة عشرة - الخميس 26 شوال 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 75 قصة شهيد: أبو سليمان الشامي (تقبله الله) بين عشق الشهادة.. وطمس ...

صحيفة النبأ العدد 75
قصة شهيد:

أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز

4/4
• الشهادة.. عشق لا ينطفئ

عِظَم نفعه للمسلمين لم يخفف من إلحاحه في طلب العملية الاستشهادية، وكثرة انشغاله في طلب العلم والدعوة لم يطفئ شوقه إلى جبهات القتال وخطوط الرباط، فكلما وجد إخوانه يخططون لمشروع جديد يمازحهم أن ينفذوا ما يخططون لوحدهم، ويتركوه خارج الخطة ليتفرغ للتخطيط لعمليته الاستشهادية.

وفي أيامه الأخيرة، عمل مع الشيخ أبي محمد على إنجاز مشروع مجلة (رومية)، التي كان الهدف منها توسيع مجال النشر، ليشمل العديد من اللغات الأعجمية الأخرى، وضبط مواعيد صدورها، وتوحيد مواقيت نشرها، وقد نجح المشروع بفضل الله تعالى، وصدرت رومية، مجلة شهرية تصدر في وقت واحد بثمان لغات أعجمية، ليغيظ الله بها الكفار، ويفرح الموحدين، وينصر بها دولة الإسلام والمسلمين.

وبعد صدور العدد الأول منها قُتل الشيخ أبو محمد الفرقان -تقبله الله- بغارة صليبية في مدينة الرقة، فحزن لفراقه أبو سليمان أشد الحزن، وظهر ذلك عليه واضحا، فكان في أكثر أوقاته شارد الذهن، حائر النظرات، لا تكاد الابتسامة تعرف إلى وجهه سبيلا، وذلك لعظم مكانة الشيخ أبي محمد في نفسه، ومعرفته بمكانة الشيخ في الدولة الإسلامية وبين أمرائها وجنودها.

فزاد إلحاحه في طلب الخروج إلى الرباط والمشاركة في المعارك، حتى أذن له أميره بذلك، فخرج يطلب أقرب نقاط الرباط من الأعداء، وأشدها خطورة على المقاتلين، فهداه إخوانه إلى جبهة القتال في شمال مدينة الطبقة، فثبت في إحدى القرى مع عدد قليل من إخوانه تحت قصف الطائرات الصليبية، حتى قدر الله له القتل بقذيفة أصابت المنزل الذي تحصنوا فيه، ليتحقق له ما تمنى، وتنتهي قصة جهاده كما أرادها في بدايتها، شهيدا في سبيل الله، في الصف الأول، لم يلفت عن لقاء عدوه وجها، ولم يولهم دبرا، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

رحل أبو سليمان الشامي الذي لم يهنأ براحة بال ولا جسد مذ صاحب شيخه الهمام أبا محمد الفرقان، تقبلهما الله.

رحل وبقيت صورته مطبوعة في ذهن إخوانه عاكفا على حاسوبه في ساعات متأخرة من الليل، وفي أول النهار يحقق مسألة، أو يراجع كتابا، أو يخط مقالا.

رحل أبو سليمان وقد عرف الإعلام دعوة إلى الله، وهداية إلى سبيله، وتحريضا على قتال أعدائه، فعمل بذلك، وأبلى حسنا.

رحم الله أبا سليمان، وجمعنا به في عليين، مع الصديقين والشهداء والصالحين، اللهم آمين.



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 75 قصة شهيد: أبو سليمان الشامي (تقبله الله) بين عشق الشهادة.. وطمس ...

صحيفة النبأ العدد 75
قصة شهيد:

أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز

3/4
• التوقيع.. أبو ميسرة الشامي

وبالإضافة لمسؤوليات أبي سليمان -رحمه الله- في إدارة تحرير مجلة دابق، وإمارته لكل فرق اللغات الأعجمية، كان الشيخ أبو محمد -تقبله الله- يعتمد عليه كثيرا في صياغة الرسائل والمقالات التي توضح منهج الدولة الإسلامية وتفضح أعداءها، نظرا لانشغال الشيخ بأمور الديوان، ومسؤولياته في ولاية أمر الدولة الإسلامية بما فوضه إليه أمير المؤمنين –حفظه الله- من صلاحيات، وكان يعهد لأبي سليمان بصياغة أفكاره على شكل مقالات، لقناعته بحسن صياغته، وجودة صنعته في الكتابة، وتمكنه من العلم الشرعي، وفهمه لمنهج الدولة الإسلامية، ليكتبها أبو سليمان باسم مستعار هو (أبو ميسرة الشامي) تحت إشراف الشيخ ومتابعته.

وهكذا ذاع صيت هذه الكنية التي وجه من خلالها ضربات موجعة لصحوات الردة وشيوخهم من علماء السوء، وفضح بها فصائل الفرقة والضرار المنتسبة للإسلام وقادتها من أهل الأهواء والضلال، وهتك أستار كثير من "الرموز" الذين يعبدهم الناس من دون الله، حتى صار اسم (أبي ميسرة الشامي) مصدر قلق لفصائل الصحوات، وأنصارها، وخاصة علماء السوء المجادلين عن المشركين، الذين اشتكوا منه مرارا، مع عجزهم الدائم عن الرد على تلك المقالات، وبحثهم الدؤوب عن حقيقته، وتقصيهم عن ذلك لدى كل من يقيم لهم وزنا، أو يرفع بهم رأسا، دون أن يصل أيٌّ منهم إلى نتيجة، أو يحصل على معلومة، فقد كان -تقبله الله- كتوما في أقواله، مستخفيا بأعماله، يخشى الرياء، ويتجنب السمعة، ويزهد في الظهور والشهرة.

كان أبو سليمان -تقبله الله- شديد الغيرة على دين الله، شديد الغضب لله، شديد البغض لعلماء السوء، وخاصة من ينسب نفسه منهم للتوحيد والسنة، وعلى رأسهم شيوخ الصحوات ومنظروهم، فلم يكن يترك فرصة إلا ويحذر منهم، ويشهّر بأفعالهم الخسيسة ومواقفهم الدنيئة، بل ويحرض إخوانه وأميره على قتلهم وقطع دابر فتنتهم، ويعرض نفسه لأداء هذه المهمة، وتحقيق هذه الغاية.
كما حرض من خلال كتاباته على قتل كثير من علماء السوء الموالين للصليبيين، وساهم في التخطيط لقتل الأمريكي المرتد (حمزة يوسف) أثناء زيارة له إلى تركيا، ولكن قدر الله له النجاة من أيدي مفارز الدولة الإسلامية العاملة هناك.
علم.. وعمل.. ودعوة

لم يكن علم الشيخ أبي سليمان من ذلك النوع النظري التجريدي، بل كان -رحمه الله- عمليا في علمه فلا يركّز انتباهه إلا على ما ينفعه وإخوانه في دينهم ودنياهم، متبحرا في مسائل التوحيد، عارفا بأقوال الملل والنحل المختلفة قديمها وحديثها، واسع الاطلاع في المذاهب الفقهية، شديد الحرص على اتباع السلف ومن سار على آثارهم، عظيم الحذر من أهل البدع ومقالاتهم، فلا يرفع لهم قدرا، ولا يعلي لهم منزلة، كثير المطالعة في كلام الأوائل من أئمة الدعوة النجدية، محذرا مما علق بهذه الدعوة من ضلالات على أيدي المتأخرين من المنتسبين إليها زورا من الموالين للطواغيت من آل سعود وأذنابهم.

ومن حرصه -رحمه الله- على معرفة الحق والأخذ به كان يقضي الساعات الطوال في تحقيق المسائل العلمية والبحث عن الرأي الراجح فيها أيا كان قائله، ولا يلتفت عند الحق إلى مخالفة إمام معروف أو ترك قول مشهور.

وهذا ما زاد على عاتقه من الأعباء الكثيرة التي أنهكت بدنه، وأشغلت ذهنه، فكان -تقبله الله- يبدأ عمله في الصباح الباكر في تنظيم العمل مع إخوانه في مجلة دابق وفرق الترجمة المختلفة، لينصرف بعدها إلى اجتماعات مطولة مع بعض إخوانه المجاهدين الذين علقت بأذهانهم بعض الشبهات، يوضح لهم ما خفي عنهم من حقائق حول منهج الدولة الإسلامية، ويدعوهم للعودة إلى جادة الصواب، ثم يعود بعد ساعات منهِكة من الحوارات والنقاشات ليغوص في البحث والتحقيق والكتابة والمراجعة، حتى ساعات متأخرة من الليل، فينقلب إلى أهله وقد أنهكه التعب، وأضناه السهر، وأضعفه الجوع، إذ كان أحيانا لا يذوق طوال يومه سوى لقيمات معدودات، يقمن صلبه.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 75 قصة شهيد: أبو سليمان الشامي (تقبله الله) بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز ...

صحيفة النبأ العدد 75
قصة شهيد:

أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز

2/4
• إن نفساً لن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها..

تحت راية الدولة الإسلامية في العراق والشام عمل الشيخ أحمد أبو سمرة (وهو اسمه الحقيقي) كعامة الجنود، لا يتعالى عليهم بعلم، ولا يترفع عليهم بلقب، بل ينتقل بين خطوط الرباط ومواقع القتال، وقد جدد الالتحاق بقوافل الاستشهاديين، وزاد من إلحاحه على الأمراء أن يأذنوا له بالتنفيذ، حتى وجدوا له هدفا مناسبا وهو تجمع كبير لأنصار الطاغوت بشار في قلب مناطق النظام النصيري في مدينة حلب، وتم التخطيط لتنفيذ الهجوم بحزام ناسف يلبسه ويتسلل به إلى وسط التجمع ليمزق به المرتدين، ولكن نفسا لن تموت حتى تقضي أجلها ورزقها، فقدر الله له أن يعثر عليه الشيخ أبو محمد الفرقان -تقبله الله- ويلتقي به ويتعرف عليه أكثر فأكثر، فأمره بعدم الذهاب للعملية المخطط لها، ليرسل الإخوة بديلا عنه إليها، وقرر ضمه إلى ديوان الإعلام في الدولة الإسلامية الذي كان الشيخ أبو محمد يسعى لتقوية أركانه، وتوسيع نشاطه، ورفده بالكوادر العلمية والفنية المؤهلة للقيام بذلك.

• الموعد دابق..

فكانت البداية الفعلية لنشاط أبي سليمان الحلبي (وهي الكنية التي كان يتحرك بها ويعرفه بها الكثير من المجاهدين في ديوان الإعلام) هي العمل مع فريق اللغات الأعجمية الذي بدأ الشيخ أبو محمد الفرقان بتجميعه وتنظيمه لإطلاق حملة دعوية هدفها تعريف المسلمين في الشرق والغرب بالدولة الإسلامية، وتحريضهم على الهجرة إليها، من خلال الإصدارات المتنوعة التي بدأ بإطلاقها (مركز الحياة للإعلام) الذي أنشئ خصيصا لهذا الغرض، فكان يجهد مع إخوانه في الترجمة من اللغة الإنجليزية وإليها، ثم بدأت فكرة إصدار مجلة موجهة للناطقين بهذه اللغة تبلورت بعد النجاح الذي حققته نشرة "تقرير الدولة الإسلامية" (IS Report)، ليقرر الشيخ أبو محمد تحويل المشروع إلى مجلة دورية حققت -بفضل الله- شهرة عالمية، ونجاحا منقطع النظير، وهي مجلة (دابق) المباركة، وفي الوقت نفسه بدأت تبرز مواهب الشيخ أبي سليمان في الكتابة والتأليف، وتظهر قدراته المعرفية، ويتجلى نور العلم الشرعي فيما يقوله ويكتبه، والشيخ أبو محمد يراقب ذلك، ويقيِّمه، ويدرس كيفية توظيفه في خدمة دين الله، وهو جنديه المطيع، الذي لا يعصيه في معروف، ولا يتقدّمه في فضل، ولا يبخل عليه بمشورة.
وهكذا خرجت (دابق) التي اختار لها الشيخ أبو محمد اسما يغيظ به الروم الصليبيين، ويبلغهم من خلاله بنهايتهم المحتومة -بإذن الله- كما أخبر بذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويذكر المجاهدين بوعد الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- للمسلمين بأن الشرارة التي انطلقت في أرض العراق لن تنطفئ -بإذن الله- حتى تحرق الصليبيين في مرج دابق، وتسلَّم الشيخ أبو سليمان الشامي إدارة تحريرها.

فكان يكتب المقالات المتعددة فيها، ويراجع ما يكتبه إخوانه المحررون الآخرون في المجلة، ويدقق ما يُترجم من مواد للنشر فيها، وينفق في ذلك الوقت الطويل، والجهد الكبير، والشيخ أبو محمد ملازم لهم في مختلف نواحي عملهم، بل كان لفرط حرصه على أن تظهر بأفضل حلة، وأن توصل رسائل الدولة الإسلامية بأبهى مظهر، كان يراجع مع أبي سليمان أكثر المواد، بل ويوجههم غالبا في قضايا التحرير والتصميم، حتى كتب الله لهذه المجلة النجاح، وبات ما ينشر فيها حديث الإعلام.

فتم توسيع المشروع لنشر مجلات بلغات أعجمية أخرى، فظهرت مجلات المنبع (بالروسية) والقسطنطينية (بالتركية) ودار الإسلام (بالفرنسية)، وفي الوقت نفسه زاد ضخ (مركز الحياة) من الإصدارات المتنوعة، ونشطت عملية الترجمة للإصدارت المنشورة باللغة العربية إلى الكثير من اللغات الرئيسة والثانوية في العالم، حتى لم يكد قوم من أقوام الأرض إلا وتصلهم إصدارات الدولة الإسلامية ومنشوراتها بلغتهم وبلسانهم، بفضل الله وحده.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 75 قصة شهيد: أبو سليمان الشامي (تقبله الله) بين عشق الشهادة.. وطمس ...

صحيفة النبأ العدد 75
قصة شهيد:

أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز

1/4
لا نفع من عالم يكتم علمه في صدره، فلا يصدع بالحق ولا يدعو إليه، ولا نفع ممن لم يوافق عملُه علمَه، بل العالم الرباني هو الذي أخذ العلم بحقه، مخلصا لله فيه، قائلا به وعاملا، وما أقلهم في زماننا هذا الذي كثر فيه كنز العلم في الصدور، والمتاجرة به عند أقدام الطواغيت، والاستكثار به من المريدين والأتباع.

أبو سليمان الشامي -تقبله الله- طالب علم من الصنف النادر من العلماء، عرف الإيمان عملا لا يقوم بغير علم، فطلبه ليقيم إيمانه، وعرف أن الفقه في الدين خير يؤتيه الله من شاء من عباده، فسعى في طلب ذلك الخير بالإكثار من الصالحات، وأيقن أن زكاة العلم تبليغُه للناس، فجهد في ذلك ما أمكنه بقلمه ولسانه، وخاف أن يكون ممن يقول بغير عمل فسعى لينال ما كان يدعو الناس إليه، فكانت خاتمته ما أراد، قتلة في سبيل الله، في الصف الأول، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

• رحلة البحث عن أهل الحق

لم تغره الدنيا وزينتها، ولم تقيِّده الشهادات العلمية وزخارفها، ولم تفتنه عن دينه زوجة ولا مال ولا ولد، بل جعل ذلك كله وراء ظهره لمّا عرف التوحيد، وعلم أن الجهاد في سبيل الله هو أفضل شهادة له بالولاء للمسلمين، والبراءة من المشركين، والذين ولد بينهم وعاش طفولته وشبابه بين ظهرانيهم.

وكان قد أنهى دراسته لعلوم الحاسوب في جامعة (ماساتشوستس) في بوسطن، وتخرَّج منها مهندسا ومبرمِجا، قبل أن يعزم على النفير في سبيل الله مع بعض أصدقائه، فخرجوا مهاجرين إلى الله من غير تنسيق لرحلتهم أو تحضيرات للوصول إلى المجاهدين، فطافوا باليمن وباكستان والعراق وهم يأملون أن يجدوا من يوصلهم إلى المجاهدين، فلما أعياهم أن يجدوا الطريق، وخافوا أن يثيروا ريبة أجهزة المخابرات، عادوا إلى أمريكا، وهم يسألون الله تعالى أن يهيِّأ لهم من أمرهم رشدا.

فما طال به المقام إلا وقد همّ بأن يجعل من أرض أمريكا ساحة لجهاده واستشهاده، فخطَّط مع اثنين من رفاقه لتنفيذ عملية تستهدف أمريكا في عقر دارها، ورسموا الخطط لعمليتهم المنشودة التي أملوا أن يغتنموا السلاح اللازم لها من أيدي الصليبيين أنفسهم، لينفذوا به هجومهم الذي طمحوا لأن يسبب مقتلة عظيمة في صفوف المشركين، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فكُشف أمرهم قبل أيام من موعد العملية، فيما نجاه الله من الوقوع في الأسر بأن خرج من أمريكا قبل أن تحصل المخابرات الأمريكية على معلومات عنه وتعمِّم أمر اعتقاله على الحدود والمطارات، فعاد إلى مسقط رأس أبيه في الشام، ومكث فيها سنوات يترقب موعد نفيره الجديد، قضاها في مدينة حلب، يطلب العلم، ويدعو إلى التوحيد أهله وأصدقاءه، متجنِّبا عيون المخابرات، ومجالس علماء السوء الموالين للطواغيت، وأصدرت الولايات المتحدة بحقه مذكرة بحث دولية، ووضعت على رأسه مكافأة بعشرات الآلاف من الدولارات.

• الوصول إلى الدولة الإسلامية..

مع بدايات الجهاد في الشام خرج يبحث عن أهل التوحيد بين الفصائل المقاتلة، وقاتل في صف إحدى الفصائل حتى أصيب في معركة مع النصيرية في أحد أحياء مدينة حلب، فلما سمع بوصول جنود الدولة الإسلامية إلى الشام، الذين كانوا حينها يعملون في الشام تحت مسمى (جبهة النصرة لأهل الشام) انضم إليهم، والتحق بأمراء الجبهة وهو يعلم أنهم من جنود الشيخ أبي بكر البغدادي -حفظه الله- أمير دولة العراق الإسلامية آنذاك، وطلب منهم أن ينقلوه إلى العراق فلم يجيبوه، فألح عليهم بأن يأذنوا له بتنفيذ عملية استشهادية على النصيرية فأجّلوه، فمكث يعطي دروسا في العقيدة لمن معه من المجاهدين ويرابط معهم على جبهات مدينة حلب، ويشارك معهم في الغزوات على مواقع النصيرية، حتى جاءت فتنة الغادر الجولاني، فظهر له من القائمين على الجبهة ما كانوا يخفون، وبان له منهم ما كانوا يكتمون.

فلما أنكر عليهم غدرهم بالدولة الإسلامية، ونكثَهم لعهدهم وبيعتهم لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي، حفظه الله، وصار يفضح للجنود حقيقة المؤامرة، ويكشف لهم ما خفي عنهم من تبعية الجبهة للدولة الإسلامية، ويبين لهم أنهم جنود لأمير المؤمنين لا يسعهم الخروج عليه، ولا نقض بيعته ما لم يروا منه كفرا بواحا، ضاق أهل الغدر به ذرعا، وراموا التخلص منه بأي وسيلة، فكان أن تذكروا إلحاحه القديم عليهم بالإذن له بعملية استشهادية، فأبدوا له الموافقة، وعرضوا عليه التنفيذ، فعرف غايتهم، وكشف خطتهم، وأعلن لهم براءته منهم، وخرج من صفوفهم ليجدد بيعته لأمير المؤمنين، ويكون من جديد جنديا من جنوده.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً