رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 1/2 إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

1/2
إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر على تحكيم الشريعة فيهم، وإقامة الحدود على المعتدين منهم هنا، وحكم شريعة الطاغوت في الناس هناك، ولكن الأمر يتعدى إلى كل جوانب العبادة، بل وكل مجالات الحياة.

مهاجرون وأنصار من الذين منَّ الله عليهم بالحياة تحت ظل الشريعة، بعد أن جربوا العيش في ديار الكفر، يتحدثون عن شهر رمضان في الدارين، وعن حال الصائمين تحت حكم الطواغيت.

يقول أحدهم: "كل ما أستطيع قوله عن حياة المسلم في دول الكفر، أنه لا يستطيع أن يؤدي فرائض الإسلام بشكل كامل أو صحيح، إلا من رحم ربي، كأن يكون منعزلا عن المجتمع بشكل كامل".

التقت (النبأ) بعدد منهم، ليرووا لها بعضا من تفاصيل حياة الناس خلال شهر رمضان في ديار الكفر، ويبينوا جانبا من الفروق بين حال الناس في أرض الدولة الإسلامية، وحالهم هناك تحت حكم الطواغيت.

• تعلموا التوحيد قبل أن تنهكوا أبدانكم بالصيام

أبو محمد التركي أشار إلى أن أسوأ ما في ديار الكفر هو انتشار الشرك بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، فهم يصلّون ويصومون ولا يعلمون أنهم لا ينتفعون من عبادتهم هذه بشيء، وأضاف: "والأسوأ من ذلك أن بعضهم يخصص شهر رمضان الكريم بأنواع معينة من الشرك قد لا يفعلها في غيره، كزيارة قبور من يرونهم صالحين بنية دعائهم وطلب الحاجات منهم، وتقديم الذبائح والقربات للأوثان التي تعبد من دون الله".

وأوصى أبو محمد الصائمين في بلاد تركيا أن يحرصوا على تصحيح عقائدهم، وأن يتوب المشرك منهم من شركه قبل أن يباشر الصيام، ويحرم نفسه من الطعام والشراب، لأن الصيام عبادة لا يقبلها الله من مشرك.

وزاد أبو أحمد الإسلامبولي أن المجتمع التركي فريد من نوعه خلال شهر رمضان.

فترى مثلا عبارة "نعتذر عن الإغلاق سنفتح بعد الإفطار" مكتوبة على باب إحدى الخمارات، وكأن الخمر في الليل مباح، ومنهم من كتب على باب إحدى المقاهي، "يمنع الطعام والشراب ولا بأس بالتدخين"، ويقصد في نهار رمضان، حيث يجتمع الرجال على لعب الورق وتعاطي السجائر وهم صائمون.

وقال إن الحال في أرض الدولة الإسلامية مختلف والحمد لله، فالناس هنا تعلموا التوحيد، وشعائرُ الإسلام -ومنها الصيام- معظمةٌ مصونةٌ من عبث العابثين، واستهزاء المستهزئين، ولا تجد أي معصية ظاهرة لا في نهار رمضان ولا في ليله، ولا في غيره من الشهور، وهذا كله من بركة الحكم بما أنزل الله تعالى.

• طواغيت الحكم وعبادة الصيام

أبو إيمان الأنصاري صوّر حال الصائمين في شهر رمضان تحت حكم الطاغوت النصيري، بأنه كان فتنة حقيقية، فالطاغوت لم يكن يمنع الناس من ترك الطعام والشراب في الأحوال العادية، ولكن لتصوم حقا يجب أن تغلق عليك بابك، ولا تخرج إلى الشارع، فالمنكرات في كل مكان، من نساء كاسيات عاريات، إلى خمور تباع في الأسواق، وأهل الفسق والفجور يجاهرون بمعاصيهم وفطرهم في نهار رمضان، دون أن يجرؤ أحد أن ينكر على شيء من ذلك.

وأضاف: "كان النصيرية والنصارى وغيرهم يتعمدون إظهار فطرهم في رمضان، فيمشي أحدهم في الشارع وهو يدخن، أو يحمل زجاجة عصير، كنوع من إظهار تميّزهم عن المسلمين، واستهانتهم بما يعظمونه من شعائر".

وبيَّن الأنصاري أن أحد أبواب استهزاء الطواغيت بشعائر الإسلام، أن القانون الكفري الذي يحكم به النظام النصيري ينص على معاقبة من يجاهر بالفطر في رمضان بالحبس، ككثير من قوانين الحكومات الطاغوتية، وقال: "ما ذلك إلا للتلبيس على الناس، وإظهار الاحترام لدين الإسلام الذي ليس هناك انتهاك له أكبر من هذه القوانين الوضعية التي تحكم بها محاكمهم الكفرية".



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

غزوة مانشستر المباركة درس جديد لطواغيت الدول الصليبية أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد ...

غزوة مانشستر المباركة
درس جديد لطواغيت الدول الصليبية


أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد جنود الخلافة لدولة الكفر والمكر بريطانيا الجدل مجددا في الدول الصليبية، حول جدوى حربهم التي يخوضونها منذ سنوات ضد الدولة الإسلامية، وبات أعداء الله يعترفون بكل وضوح أن هذه الحرب لم توقف هجمات الموحدين عليهم في عقر ديارهم، بل ويصرحون علنا أنها الوقود الذي يزيد النيران المشتعلة في ديارهم لهيبا.

لقد ظن طواغيت بريطانيا أنهم آمنون من ضربات المجاهدين، وغزوات الموحدين، يحميهم البحر الذي طالما اتكلوا عليه في عزل أنفسهم عن كل ما ينوب الدول الأوروبية من كوارث، وأن خروجهم من الاتحاد الأوروبي سيقيهم مصائر إخوانهم في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، حتى استفاقوا من أحلامهم في حالك ليلهم، وقد بثَّ جندي فذ من جنود الدولة الإسلامية الرعب على امتداد بلادهم، فهرعوا ينشرون الجيش في المدن، ويحشدون الشرط وعناصر الأمن في الشوارع، خوفا من هجوم جديد هو آتٍ حتما بإذن الله تعالى، لتبقى حالة الاستنفار المنهكة المكلفة مستمرة في مدن بريطانيا وقراها، كما هي في أرض جارتها فرنسا.

إن طواغيت أوروبا كلهم يتناسون حقائق واضحة صارخة، منها حقيقة تاريخ العلاقة بين أهل الإسلام وبينهم، وأنها صبغت بالحرب والعداوة المستمرة، منذ أن رفض عظيمهم هرقل أن يجيب داعي الله، فيؤتيه أجره مرتين، وفضّل أن يرفض دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بالإسلام، فكان عليه إثم الأريسيين، وأننا وإياهم تداولنا القوة والقهر، فنلنا منهم قرونا، ونالوا منا قرونا، كما قال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ومن الحقائق التي يتناساها أيضا طواغيت الصليبيين في أوروبا، أن أمريكا التي تقودهم اليوم في حربهم ضد الدولة الإسلامية، ستنكفئ قريبا -بإذن الله- وراء حدودها، لتتركهم في مواجهة أعدائهم الكثيرين، وعلى رأسهم -وبلا شك- الدولة الإسلامية، التي لا تدخر جهدا في قتالهم، وتحرض الموحدين على الإثخان فيهم، ما داموا كفارا حربيين، ليس لهم عند المسلمين عهد ولا ذمة.

وهذا التناسي للحقائق، والتغافل عن مجريات الأحداث، بالإضافة إلى الكبر الذي سيطر على نفوسهم، فأعمى أبصارهم، وطمس على قلوبهم، هو الذي سيؤدي بهم إلى المصير الذي نرجوه بإذن الله، فيذوقوا من الكأس التي طالما سقوا منها المسلمين.

وإننا نعلم يقينا أن الحكومات البريطانية مهما تغيرت أسماء الأحزاب التي ينتمي إليها رؤساؤها، لا تطيق الخروج عن طوع أمريكا، ولا أن تحبس جيشها عن مشاركة الجيش الأمريكي في أي حرب صليبية يخوضها ضد المسلمين، حتى وهي موقنة أن استمرارها في هذا الطريق لن يؤدي بها إلى غير الهلاك، بل هي عاجزة عن اتخاذ أي إجراء قد ينقذ حياة رعاياها ما لم تستأمر واشنطن، وتأخذ الإذن من البيت الأبيض، وما قصة تخليهم عن (جون كانتلي) عنا ببعيد، ولا قضية استمرارهم في الحرب على الدولة الإسلامية رغم ما أصاب رعاياهم في تونس وغيرها من أذى بفريدة من فرائد تاريخهم.

وما دام حكام بريطانيا وأخواتها مستمرين في طريقتهم، وبقوا على كفرهم وعدوانهم، فإننا مستمرون في ضربهم والنكاية فيهم ما استطعنا، إلى أن يحكم الله بيننا، فليتربصوا بنا ما شاؤوا، فإنا بهم أبدا متربصون، قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِہِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد والحقائق
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

أَنْوَاعُ الأدبِ * و‌‌الأدب ثلاثة أنواع: • أدب مع الله سبحانه • وأدب مع رسوله -صلى الله عليه ...

أَنْوَاعُ الأدبِ

* و‌‌الأدب ثلاثة أنواع:

• أدب مع الله سبحانه
• وأدب مع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وشرعه
• وأدب مع خلقه


▪ فالأدب مع الله ثلاثة أنواع

أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.

الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.

الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه.

ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة، متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا.


▪ وأما الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-

فالقرآن مملوء به، فرأس الأدب معه: كمال التسليم له، والانقياد لأمره.

وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يحمله معارضة خيال باطل، يسميه معقولا.

أو يحمله شبهة أو شكا، أو يقدم عليه آراء الرجال، وزبالات أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم، والانقياد والإذعان، كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل، والإنابة والتوكل.


▪ وأما الأدب مع الخلق

فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم، بما يليق بهم، فلكل مرتبة أدب، والمراتب فيها أدب خاص.

فمع الوالدين: أدب خاص، وللأب منهما: أدب هو أخص به، ومع العالم: أدب آخر، ومع السلطان: أدب يليق به، وله مع الأقران أدب يليق بهم. ومع الأجانب: أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه، ومع الضيف: أدب غير أدبه مع أهل بيته.


وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب.

[مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 الافتتاحية: فزت وربّ الكعبة 1/2 يحسن بنا بين ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
الافتتاحية:

فزت وربّ الكعبة
1/2

يحسن بنا بين الفينة والأخرى مخاطبة أنفسنا وإخواننا بخطاب مباشر من وحي النصوص والآثار، بعيد عن زحمة الأحداث والأخبار، تسليةً وتذكيرًا وتواصيًا، فلكل مقام مقال، لكن مقامنا ومقالنا على كل حال لن يبتعد عمّا ندعو إليه ونحرّض عليه من التوحيد والجهاد لأنه طريق الفوز في الدنيا والآخرة.

ولمّا كان المسلمون في القرون المفضّلة لا يتعلقون بالمطامع المادية ولا ينشغلون بالغايات الدنيوية، وكانت غايتهم وشغلهم الشاغل نيل مرضاة الله ونصرة دينه؛ سارعوا وسابقوا لبلوغ أعلى مرتبة في الإسلام وذروة سنامه وهي الجهاد في سبيل الله تعالى.

ولأجل ذلك استعذبوا القتل في سبيل ربهم وأخلصوا لذلك نيّاتهم، ولم يكن في حساب أحدهم أنّ القتل في هذا الطريق خسارة! وحاشاهم أن يظنوا هذه الظنون، وهذا ما تعلّموه ونهلوه من المعين الصافي؛ الكتاب والسنة، فهما ينصان على أنّ القتل والقتال في سبيل الله تجارة رابحة لن تبور، وأنّ بيع النفس رخيصة لإعلاء كلمة الله تعالى من أعظم أسباب الفوز والحبور، كيف لا والله جلّ جلاله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ... ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، كيف لا والله سبحانه يقول: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ... وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، يقول الإمام القرطبي: "نزلت الآية في بيعة العقبة الكبرى.. وذلك أنهم اجتمعوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند العقبة، فقال عبد الله بن رواحة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: اشترِط لربك ولنفسك ما شئت؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم)، قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: (الجنة)، قالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل". أهـ.

هكذا كان جواب الصحابة صريحا واضحا وهم يعلنون بيعتهم فداء لدين الله تعالى وتوحيده، دون الالتفات إلى ما ستؤول إليه أحوالهم بعد هذه البيعة من مفارقة الأهل والتعرض للأذى والأسر والقتل وكل صور التضحية والبذل؛ فهم باعوا نفوسهم لله وحده، وعدوا ذلك بيعا رابحا، لأنهم ابتغوا ما عند الله تعالى وزهدوا في الفانية ولم يقدّموها على الباقية، وهذا نابع من يقينهم بأنّ ما عند الله خير وأبقى، ولذلك صاروا مضرب المثل في الفوز والربح وفقا لحسابات الإسلام لا حسابات الجاهلية.

وتروي لنا السيرة النبوية موقفا خالدا من مواقف الفوز وفقا لحسابات الإسلام، فهذا أنس ابن النضر -رضي الله عنه- عندما اضطربت صفوف المسلمين يوم "أُحد" بعدما أشيع مقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- واهتز لذلك كبار الصحابة؛ انطلق أنس منفردا وانغمس في صفوف الأعداء وقاتل حتى قُتل ومُثّل بجثته، والشاهد في القصة أنّ أحدا من الصحابة لم يقل عنه: لو أنه رجع مع مَن رجع لما قُتل، ولكنهم قالوا: لم نستطع ما فعل! فنسبوا التقصير إلى أنفسهم وأقرّوا له بالفضل، لأنه رسخ واستقرّ في قلوبهم أنّ القتل على تلك الحالة فوز لا يُمارى فيه، كيف لا وقد ثبت وقاتل رجاء ما عند الله تعالى نصرة لدينه وعلى طريق نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

موقف آخر من مواقف الفوز تجلّى يوم حادثة "بئر معونة" عندما غُدر بقرّاء الصحابة وقُتل سبعون منهم، ويروي الإمام البخاري عن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- ما حدث مع أحدهم فقال: "لما طُعِن حرام بن ملحان وكان خاله، يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربّ الكعبة!". أهـ. لقد قتل وتخضب بدمه وكان أول ما تبادر إلى ذهنه قبل خروج روحه أنه حقق الفوز بل أقسم على ذلك، لأنه كان على يقين بأن التضحية والقتل في هذا الطريق فوز.

هكذا كانت حسابات المسلمين في القرون المفضّلة، على عكس حال أهل زماننا، فإن الغالب عليهم هو اليقين بالماديات واللهث وراء الملذات والانكباب على الشهوات، لأن الفوز بالنسبة إليهم هو بقدر ما يحصّلونه من هذه الحطام الفانية، هكذا هي حساباتهم وفقا للميزان المادي الذي يؤمنون به ويزنون به الأشياء، ولذلك تراهم يحكمون على المجاهدين بالخسارة لهجرتهم بلادهم وأهليهم وأموالهم ومفارقتهم للدعة والراحة، ونفيرهم نحو ميادين الجهاد وساحات الجلاد؛ يقاسون فيها الغربة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يَقتلون ويُقتلون، ولسان حال هؤلاء القاعدين الطاعنين في المجاهدين: لو أنهم رضوا بالعيش والقعود كحال بقية الناس لكان خيرا لهم!


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 494
السنة السادسة عشرة - الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة الافتتاحية كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

مَكمنُ الخطرِ فِي الحروبِ النفسية وتكمن خطورة الحروب النفسية اليوم في أنها عالمية تدخل كل مكان ...

مَكمنُ الخطرِ فِي الحروبِ النفسية

وتكمن خطورة الحروب النفسية اليوم في أنها عالمية تدخل كل مكان وتصل كل فرد وتلطم كل من أذعن لها، ولذلك نهت السنة النبوية عن استشراف الفتن والتعرُّض لها، وهو ما يقوم به البعض اليوم فلا يُبقي شبهة إلا ولجها، ولا ريبة إلا أتاها ثم أنّى ينجو منها؟

ومن بين الأهداف الكثيرة للحرب النفسية، يكاد يكون الهدف الأبرز هو ضرب "الروح المعنوية" فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بهذه الحرب التي يشنها العدو بهدف تدمير نفسية الخصم وإضعاف معنوياته وتحطيم إرادته ودفعه للتراجع، وصولا لاستسلامه أو استمالته أو على الأقل تحييده.

ولعل من أخطر أهدافها بث الريبة وضرب الثقة داخل الجماعة المسلمة، وجعل الفرد يفقد ثقته بطريقه ومساره، وفي نهاية المطاف التأثير عليه ونسف قناعاته وتغيير سلوكه.


افتتاحية صحيفة النبأ "الحروب النفسية" 493
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الجهاد في سبيل الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن في الجنة ...

الجهاد في سبيل الله

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ». رواه البخاري

من أحكام الصيام في شهر رمضان * فيما يباح للصائم فعله • صب الماء على الرأس والغطس في الماء ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

* فيما يباح للصائم فعله
• صب الماء على الرأس والغطس في الماء للتبرد، قال الإمام البغوي رحمه الله: "ولو صب الماء على رأسه، أو انغمس في ماء، لم يفسد صومه، وإن وجد برده في باطنه، روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصب الماء على رأسه وهو صائم من العطش، أو من الحر.
وقال أنس: لي أبزن أتقحم فيه، وأنا صائم، وبل ابن عمر ثوبا فألقي عليه وهو صائم" [شرح السنة].

• تذوق الطعام عند صنعه، فمع أن الطعام من مبطلات الصيام بالإجماع، إلا أن التذوق اليسير لا بأس به، فيجوز لمن صنعه أن يتذوق الطعام إذا اضطر إلى ذلك، قال الإمام ابن تيمية: "وذوق الطعام يكره لغير حاجة؛ لكن لا يفطره. وأما للحاجة فهو كالمضمضة" [مجموع الفتاوى].

• ويباح الكحل والطيب والبخور والدهن، قال ابن تيمية رحمه الله: "وإذا كانت الأحكام التي تعم بها البلوى لا بد أن يبينها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيانا عاما، ولا بد أن تنقل الأمة ذلك، فمعلوم أن الكحل ونحوه مما تعم به البلوى كما تعم بالدهن والاغتسال والبخور والطيب، فلو كان هذا مما يفطر لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما بين الإفطار بغيره، فلما لم يبين ذلك عُلم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن، والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساما، والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله ويتقوى به الإنسان، وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة، فلما لم ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطييبه وتبخيره وادهانه وكذلك اكتحاله" [مجموع الفتاوى].

* عقوبة من تعمد الفطر في نهار رمضان من غير عذر
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالِمٌ بتحريمه استحلالاً له وجب قتله، وإن كان فاسقاً عوقب عن فطره في رمضان" [مجموع الفتاوى].

وختاما نذكِّر المسلمين بأن الصوم ليس إمساكا عن الأكل والشرب والنكاح، وإطلاقا للجوارح -من لسان وعين وأذن ويد ورجل- تسرح وتمرح في المعاصي والمحرمات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [رواه البخاري].
وأخرج الإمام النسائي –رحمه الله- في السنن الكبرى: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر).


اللهم بلغنا رمضان، وأعز فيه الإسلام، واجعله شهر نصر وفتح وتمكين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 3/4 * مفسدات الصوم • الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

3/4
* مفسدات الصوم
• الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم، فقال: (الله أطعمك وسقاك) [رواه أبو داود وغيره]، فهذا الرجل بيَّن أنه أكل وشرب ناسيا فلم يفسد صومه.

• إخراج المني بجماع أو بغير جماع سوى الاحتلام: وذلك لأن الاحتلام وقع من غير إرادته في حال نومه، فرفع عنه حكم بطلان صومه لأنه غير مختار، بخلاف الجماع وغيره.

• القيء عمدا دون أن يغلبه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].

• الردة عن الدين بقول أو فعل أو اعتقاد: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].

• نية الإفطار في القلب ولو لم يأكل أو يشرب: فمن نوى الإفطار أفطر لحديث (إنما الأعمال بالنيات).

* من أفسد صومه بجماع في نهار رمضان فتجب عليه الكفارة وهي على الترتيب:

عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، إذ قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)، قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا)، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر -والعرق المكتل- قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها، فتصدق به) فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: (أطعمه أهلك) [رواه البخاري].

* مكروهات الصوم
• مباشرة الزوجة بالقبلة والمعانقة لمن لا يملك إربه: عن أبي هريرة، أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم، فرخَّص له، وأتاه آخر، فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّص له شيخ، والذي نهاه شاب [رواه أبو داود].

• المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) [رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة].

• التفحش في الكلام والسب والشتم والغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم...) [متفق عليه].

* من يرخص له الإفطار في رمضان مع القضاء أو الفدية
• الغازي في سبيل الله: ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوه لفتح مكة: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عزمة، فأفطرنا [رواه مسلم].

فإفطار الغازي في سبيل الله قوة له وللمجاهدين، ويستحب كلما اقترب المجاهد من قتال عدوه فيكون أولى من الصيام، كما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإفطار لما اقترب القتال.

المريض والمسافر: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

• الحائض والنفساء: عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) [رواه مسلم].

• الحامل والمرضع: فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع) [رواه أحمد والنسائي].

فالغازي في سبيل الله والمريض والمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع إذا أفطروا يقضون يوما عن كل يوم.

أما كبار السن الذين لا يطيقون الصيام فعليهم الإطعام دون القضاء: فعن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يُطَوَّقُونَهُ فَلاَ يُطِيقُونَهُ فدية طعام مسكين قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا" [رواه البخاري].

ويلحق بهذا الصنف: أصحاب المرض الذي لا يرجى برؤه.

فائدة: لا يشترط التتابع في قضاء الصوم، قال الإمام البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: "لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}" [البقرة: 184].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 2/4 * فضائل وأعمال في شهر رمضان • فقد أنزل فيه القرآن: قال الله ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

2/4
* فضائل وأعمال في شهر رمضان
• فقد أنزل فيه القرآن: قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

• وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].
وأعد الله الأجر الجزيل لمن قامه إيمانا واحتسابا: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].

• وفيه تُفتَّح أبواب الجنة وتُغلَّق أبواب جهنم وتسلسل الشياطين: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين) [متفق عليه].

• ومن الأعمال الصالحة المسنونة فيه: الاعتكاف في العشر الأواخر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [متفق عليه].

• والجود بالخير ومدارسة القرآن: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة" [متفق عليه].

* فضائل الصيام
الصيام وقاية من الإثم والعذاب ولا يدخله حظ ابن آدم وأجره لا يعلمه إلا الله: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) [متفق عليه].

يدخل الصائمون من باب في الجنة يسمى الريان: فعن سهل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].

* مستحبات الصيام
• السحور: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) [متفق عليه].

• تأخير السحور: عن زيد بن ثابت -رضي الله عنهما- قال: " تسحرنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) [متفق عليه].
• تعجيل الإفطار: عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) [متفق عليه].

• الإفطار على رطبات وإن لم يجد فعلى تمرات وإن لم يجد فعلى ماء: عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [رواه الإمام أحمد وأبو داود].

• الدعاء عند الفطر: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) [رواه أحمد والترمذي].

وعن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) [رواه أبو داود والنسائي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 1/4 الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

1/4
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع الأركان، وجعل للمفطر بعد صومه فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه الرحمن.

فهذه جملة من الأحكام التي تتعلق بشهر القرآن، شهر رمضان، نسأل الله تعالى الأجر والعتق من النيران.


* تعريف الصيام
هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات بنية الصيام، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

* حكم صيام رمضان
صيام رمضان واجب لأنه ركن من أركان الإسلام، وفريضة فرضها الله على المسلمين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

وعن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه].

* شروط وجوب الصيام
• الإسلام: لأن الكافر لا يقبل عمله ولا يصح. والبلوغ والعقل: فلا يجب على الصبي ولا على المجنون. لحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رُفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" [رواه أحمد وأصحاب السنن].
• والقدرة والإقامة: فلا يجب على المريض ولا على المسافر، لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

*شروط صحة الصيام
أولا: نية صيام الفريضة من الليل: فعن حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي]، إذ لا يصح عمل أو عبادة إلا بنية لحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) [متفق عليه]، ومحل النية القلب، ووقتها من بعد غروب الشمس حتى الفجر إذا كان الصوم فرضا، ولا تبطل النية بأكل أو شرب أو جماع بعد ذلك، وقد يتساءل المرء: هل تكفي نية واحدة للصوم، أم يجب تجديد النية كل ليلة؟ والجواب أن المسألة فيها خلاف، والراجح أن الصوم المتتابع كصوم رمضان تكفي فيه نية واحدة، ولكن إذا طرأ طارئ كحيض أو نفاس أو مرض أو سفر وانقطع الصوم فيلزم تجديد النية حين انتهاء مانع الصوم.

ثانيا: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى الغروب: قال الله تعالى: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

ثالثا: طهارة المرأة من الحيض والنفاس: فلا يجب على حائض أو نفساء، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم، فذلك نقصان دينها) [رواه البخاري]، وعلى المسلمة أن تقطع صومها متى ما رأت دم الحيض أو النفاس وإن كان ذلك قبل أذان المغرب بقليل، ثم تقضي ذاك اليوم، وعلى المرأة إن حاضت أو نفست ثم طهرت قبل الفجر أن تنوي الصيام، أما إذا نامت مثلا ولم تنتبه لطهرها متى كان؛ أَقَبْل الفجر أو بعده، فعليها أن تمسك وتصوم، وتقضي ذاك اليوم لاحقا. وإذا طهرت خلال النهار وقبل انقضاء اليوم فعليها القضاء دون الإمساك على الأرجح والله أعلم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82 الافتتاحية: الإمام جُنّة يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82
الافتتاحية:

الإمام جُنّة
يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى به..

خلق الله -تعالى- البشر جميعا، وعرَّفهم الصراط المستقيم، فمنهم من اهتدى إليه، ومنهم من ضلّ عنه، ولم يجعلهم -سبحانه- أمّة واحدة، فكانت إرادة الله أن يبقوا مختلفين لحكمة منه، فقال: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس: 19].

ولِيقيَ عبادهُ من التفرّق وشرّہ، أمرهم -جل جلاله- بالاعتصام بحبله المتين، وهو جماعة المسلمين، وبيَّن لهم نعمته عليهم بإقامة هذه الجماعة، ووقايتهم بها من المهالك، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحذيفة رضي الله عنه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها) [رواه مسلم].

وأمرهم -سبحانه- بطاعة أئمة المسلمين بالمعروف، في المنشط والمكره، وبين أن وجود الإمام رحمة بالعباد، إذ يقيهم الله ببأسه بأس عدوهم، ويقيهم بسلطانه تعدِّي بعضهم على بعض، ويقيهم باجتماع الناس عليه الفتن بمختلف أنواعها، فقال عليه الصلاة والسلام: (ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنّة، يقاتل من ورائه، ويُتّقى به) [رواه البخاري].

وأكثر ما يعرف المسلمون نعمة وجود إمام للمسلمين في وقت الفتن، إذ تجتمع عليه الأمة، ويسمعون له ويطيعون، وإن كان فيما يكرهون، أو في خلاف ما يرون ويشتهون، ولعل أفضل نموذج لهذا ما حدث للصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتنة مانعي الزكاة من مرتدي القبائل، إذ وقاهم الله من الاختلاف والافتراق باجتماعهم على رأي إمامهم، وطاعته، رغم ما كان منهم من معارضة قتالهم في بادئ الأمر، فقاتلوا من ورائه، وحفظوا بذلك جماعتهم، وكسروا شوكة المرتدين، وأخمدوا فتنتهم.

قال أبو هريرة، رضي الله عنه: (لما كانت الردة قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا أفرِّق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلنَّ من فرَّق بينهما، قال: فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدا) [رواه أحمد].

ولقد عاين المسلمون الحال التي سادها التفرق والاختلاف، والتنافس والتنازع بفقدان الإمام، وغياب جماعة المسلمين، التي منعت اجتماعهم، وذلك بتحول أي خلاف في الرأي، أو شكاية من مظلمة، أو تنازع على شيء من الدنيا، إلى خصومة، تُبنى عليها تحزبات تشقّ الصفوف، وتفرق الشمل، بل وتؤدي غالبا إلى التعادي والاحتراب، والتنابذ والاقتتال، الأمر الذي كان دائما في مصلحة الأعداء، بانشغال المسلمين عن قتالهم، وإضعافهم صفَّهم بأيديهم، والابتعاد بذلك دائما عن تحقيق أهدافهم.

كما عاينوا اليوم -بفضل الله- حالهم تحت ظل الخلافة، وبوجود الإمام الذي تكونت بالاجتماع عليه جماعة المسلمين من جديد، وقد وقاهم الله -تعالى- به من الوقوع في كثير من الفتن، التي سببها اختلاف في الدين، أو شهوة في دنيا، أو أخطاء ومظالم تقع هنا وهناك، فترفع كل هذه الأمور إلى الإمام أو من ينوب عنه، ويقضي هو فيها بالمعروف، فيسمع له المسلمون ويطيعون، فيما رضوا وكرهوا على حد سواء، ويجتنبون بذلك أن يرفعوا سيوفهم في كل أمر يختلفون فيه، وكل شيء يتنازعون عليه، فيطيعون بذلك ربهم، ويحفظون دماءهم وأموالهم، وتدوم لهم جماعتهم ودولتهم.

وإن من واجب كل مسلم أن يشكر الله على هذه النعمة، ويتذكر حاله قبل أن ينعم الله عليه بها، ويحذر أن تزول عنه، وما شكرها إلا بطاعة الله فيها، بأن يجتنب كل ما يؤدي إلى شق صف المسلمين، ويزهد في كل ما يتنازع الناس عليه، وأن يلين بأيدي إخوانه، ويذلّ لهم، ولا يعتزّ عليهم، وأن يسمع ويطيع في المنشط والمكره، ويحسن الظن بمن ولي أمره من المسلمين، ويردّ إليهم كل أمر، ولا يتبع خطوات الشيطان، فيهلك نفسه، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ
...المزيد

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين ...

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال

من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين في ميدان المناصرة: أن هؤلاء الأبطال هم من أحق الناس بهذا الوصف المشرّف، فهم مَن نصر حقاً وبرهن نصرته بالعمل، فليأسَ المناصرون بهذه النماذج المشرقة للنصرة على منهاج النبوة ممن قلّ كلامه وكثر عمله، وأتبع العلم العمل ولم يخص مع الخائضين، بل خاض غمار الموت نصرة لدينه وإعلاء لشريعة ربه سبحانه، فهم منا ونحن منهم أينما كانوا وحلوا، ولقد أتموا بيعتهم، ووثقوها بدمائهم وهل يعلو فوق بيعة الدم بيعة؟ فإنها أصدق البيعات وأوفاها وأعلاها وأصحها سنداً، وأوثقها صلة، ومن كان مبايعاً فليكن هذه بيعته، ومن كان متأسياً فليكن هؤلاء الأبطال أسوته.

هم منا ونحن منهم، تجمعنا بهم رابطة العقيدة والأخوة والولاء للمؤمنين، ونتعاون معهم على البر والتقوى والعداء والنيل من الكافرين، وكل بيعاتهم ماضية لو أسرّوها، تقبل الله منهم وأتمّ أجورهم وأمضى جهادهم، ولو تناءت الأجساد والبلاد فقد أدنتهم أخوة الدين حتى كأن دماءهم اختلطت بدماء إخوانهم في دار الخلافة وشتى ولاياتها، هم منا ونحن منهم والله نسأل أن يجمعنا وإياهم في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربِّ العالمين.

مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 450
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً