مع القرآن - عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ

منذ 2016-03-12

اليهود حرفوا شريعتهم و قتلوا الأنبياء و ابتعدوا تماما عن الحق
النصارى حرفوا كتابهم و تفرقوا و صاروا طوائف  كل طائفة تكفر الأخرى إلا القليل من الرهبان هربوا بدينهم .
هكذا كان الحال قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم
العالم في أشد الحاجة لرسالة من الله  سليمة لم ينلها أي تحريف 
و في أشد الحاجة لرسول معلم قائد يقود العالم من ظلماته إلى نور الحق 
وهنا تجلت عظمة الله و أتم نعمته على أهل الأرض بإرسال محمد صلى الله عليه و سلم بالرسالة الخاتمة .
و كان من الواجب على أهل الكتاب أن يكونوا أول المذعنين بعدما ذاقوا نيران التحريف و التفرق و العداء .
قال تعالى :
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة 19]  
قال السعدي في تفسيره :
يدعو تبارك وتعالى أهل الكتاب -بسبب ما من عليهم من كتابه- أن يؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويشكروا الله تعالى الذي أرسله إليهم على حين { فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ } وشدة حاجة إليه.
وهذا مما يدعو إلى الإيمان به، وأنه يبين لهم جميع المطالب الإلهية والأحكام الشرعية.
وقد قطع الله بذلك حجتهم، لئلا يقولوا: { مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ } يبشر بالثواب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. وينذر بالعقاب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها.
{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } انقادت الأشياء طوعا وإذعانا لقدرته، فلا يستعصي عليه شيء منها، ومن قدرته أن أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأنه يثيب من أطاعهم ويعاقب من عصاهم.
أبو الهيثم

المقال السابق
أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
المقال التالي
السنة الملعونة {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ}