مع القرآن - أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ

منذ 2016-03-12

دعاوى باطلة يزكون بها أنفسهم
هكذا دائماً أهل التعصب و الغرور 
سنة سيئة بدأها اليهود و النصارى ثم تلقفتها بعض الطوائف من أمة محمد صلى الله عليه و سلم 
يزعمون الأفضلية المطلقة و يتعصبون لمسمياتهم أو جماعاتهم أو أحزابهم أو مذاهبهم أو شيوخهم و يعتقدون في أنفسهم الأفضلية و ينظرون لغيرهم نظرة دونية .
تأمل بداية طريق الضلال :
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }  [المائدة 18] . 
قال السعدي في تفسيره :
من مقالات اليهود والنصارى أن كلا منهما ادعى دعوى باطلة، يزكون بها أنفسهم، بأن قال كل منهما: { نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } .
والابن في لغتهم هو الحبيب، ولم يريدوا البنوة الحقيقية، فإن هذا ليس من مذهبهم إلا مذهب النصارى في المسيح.
قال الله ردا عليهم حيث ادعوا بلا برهان: { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ } ؟
فلو كنتم أحبابه ما عذبكم [لكون الله لا يحب إلا من قام بمراضيه]  .
{ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ } تجري عليكم أحكام العدل والفضل { يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ } إذا أتوا بأسباب المغفرة أو أسباب العذاب، { وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } أي: فأي شيء خصكم بهذه الفضيلة، وأنتم من جملة المماليك ومن جملة من يرجع إلى الله في الدار الآخرة، فيجازيكم بأعمالكم.

أبو الهيثم

 

  • 1
  • 0
  • 5,941
المقال السابق
آية معجزة: جمعت أحكام الطهارة
المقال التالي
عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً