مقاطع دعوية منوعة - المجموعة85

منذ 2016-11-06

هل بعد هذا العقاب الذي تعيشه الأمة اليوم من عقاب حروب وصراعات ... دماء تسفك وأرض تغتصب ومقدسات تدنس وقلوب قد امتلأت قسوة، وضعف سياسي واقتصادي وعسكري وتنكر للقيم والمبادئ والأخلاق وعصبية أوغرت الصدور وظهر حب الدنيا والمنصب والجاه والقبيلة والطائفة وطغى على حب الله ورسوله...
==== 
جعل الإسلام الحب عقيدة راسخة في النفوس بها يقبل الدين ويصح العمل، وقال - تعالى-: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24]، قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: " أي إن كانت هذه الأشياء أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ أي انتظروا ماذا يحل بكم من عقابه"
========= 
كان ابن عمر يدعو على الصفا والمروة وفي مناسكه: "اللهم اجعلني ممن يحبك، ويحب ملائكتك، ويحب رسلك، ويحب عبادك الصالحين. اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين".
======== 
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
(( لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن اتصدق بألف دينار ! )) .
===== 
حبّ الله في الإسلام يعني حبّه - سبحانه وتعالى- وحب رسله وحب دينه وحب المؤمنين، وحبّ الخير للبشريّة، جميعا وحب القيم السامية والأخلاق النبيلة ولقد وقف القرآن مع الّذين لا يعرفون قيمة الحبّ الإلهي، يؤنِّبهم ويهدِّدهم، بأنّهم إن أعرضوا عنه، فسوف يأتي بآخرين يحبّهم ويحبّونه.
==== 
من حبّ الله يبدأ الحبّ في الإسلام فهو أعظم حبٍ في الوجود.. وضّح القرآن هذه الحقيقة الجوهريّة في عمق الإسلام، بقوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]
====== 
على المحتسب أن يعلم أنه لا انتهاء لزمن الحسبة، بل يسعى دائماً محتسباً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتى يكتب الله الخير على يديه أو على يد غيره ممن يحتسب على أمر قد تم تمهيده
==== 
قصة التي ذكرها ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في كتابه التوابين حيث روى بسنده إلى ثابت البناني أنه قال: "كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبان فيتعبد فيها، فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون، قال: فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفراً، فجازوا النهار عن الطريق، وناموا الليل! متى يقطعون سفرهم؟! قال: فكان كذلك يمر بهم ويعظهم، قال: فمر بهم ذات يوم، فقال لهم: هذه المقالة، فقال شاب منهم: يا قوم، إنه والله ما يعني بهذا غيرنا، نحن بالنهار نلهو، وبالليل ننام، ثم اتبع صلة، فلم يزل يختلف معه إلى الجبان، ويتعبد معه حتى مات -رحمهما الله
====== 
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع:«أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس. ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والاستبرق» (رواه البخاري)
-------

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
المجموعة 84
المقال التالي
المجموعة 86