مع القرآن - وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا

منذ 2017-08-21

{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } [الفرقان 51 - 52]

الله تعالى قادر على إرسال الرسل إلى جميع المجتمعات و في سائر الأوقات , و لكنه شاء سبحانه أن يجعل رسالة خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم رسالة عامة للناس عربهم وعجمهم و فرض عليهم الدعوة إليه فقام الدعاة و العلماء مقام التبليغ عن رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم .

و لن يضره و لن يضر أتباعه كفر الكافرين أو عناد المعاندين أو استكبار المستكبرين , طالما تسلحوا بكلمات الله و ثبتوا على الإيمان بها و تطبيقها و الدعوة إليها .

{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } [الفرقان 51 - 52]

قال السعدي في تفسيره :

يخبر تعالى عن نفوذ مشيئته وأنه لو شاء لبعث في كل قرية نذيرا، أي: رسولا ينذرهم ويحذرهم فمشيئته غير قاصرة عن ذلك، ولكن اقتضت حكمته ورحمته بك وبالعباد -يا محمد- أن أرسلك إلى جميعهم أحمرهم وأسودهم عربيهم وعجميهم إنسهم وجنهم.

{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ } في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به. { وَجَاهِدْهُمْ } بالقرآن {جِهَادًا كَبِيرًا } أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا
المقال التالي
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا