مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه

منذ 2018-05-16

{ {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } } [الزمر 22]

{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} :

لا يستوي من شرح الله صدره للإسلام فتلقى كلمات الله بالقبول و العمل و سارع في تنفيذ الأمر و بادر باجتناب الحرام  ,فاستظل بنور الله و عاش في كنفه.

 لا يستوي هذا أبداً و من اشمئز من كلمات الله و كره أوامره أو تكاسل عنها و عاش مبتعداً  وقد قسى فلبه وضل سعيه.

قال تعالى:

{ {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } } [الزمر 22]

قال السعدي في تفسيره:

أي: أفيستوي من شرح اللّه صدره للإسلام، فاتسع لتلقي أحكام اللّه والعمل بها، منشرحا قرير العين، على بصيرة من أمره، وهو المراد بقوله: { {فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} } كمن ليس كذلك، بدليل قوله: { {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} } أي: لا تلين لكتابه، ولا تتذكر آياته، ولا تطمئن بذكره، بل هي معرضة عن ربها، ملتفتة إلى غيره، فهؤلاء لهم الويل الشديد، والشر الكبير.

{ {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} } وأي ضلال أعظم من ضلال من أعرض عن وليه؟ ومن كل السعادة في الإقبال عليه، وقسا قلبه عن ذكره، وأقبل على كل ما يضره؟"

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء
المقال التالي
الله نزل أحسن الحديث