والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض

ستبقى تفكر كثيرا أمام هذه الكلمة  {والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف}   {الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عِوجا}
المنكر هو ما أنكرته وأنكرت قبحَه الفطرةُ والشرائع.. يأمرون به.
والمعروف ما تعرف صحتَه وحسنَه الفطرةُ والشرائع.. ينهون عنه.
ستراه في والد يأمر بناته بالسفور، وأم تسعى لتزيين ابنتها أمام الناس وتعريتها ونزع حيائها..
ستراه في شيخ يدعو الى رد المواعظ ورد الشرائع ويرى التشريع من دون الله اجتهادا، وقتل المسلمين هيبة للدولة، وهتك الأعراض ادعاء.
وتراه في سياسي وإعلامي وأستاذ جامعي يرى في الكفار أصدقاء وفي الصهاينة نموذجا وفي الإسلام وأهله خطرا..
تراه في منهج تعليمي يزور التاريخ ويزعزع العقائد ويغيب الحقائق..
وتراه في إعلام وفن وصحافة يصر أن يراها عوجا ويصنعها عوجا ويعلم الأجيال والقطاعات وملايين الناس معنى العوج وطعم العوج وحياة العِوج..!
المنكر والعوج في العقيدة المغيبة والمفهوم المضطرب، والإصرار على التعري، وتعليم الزنا، وجر المجتمع الى الفجور..
في إعطاء صورة مزيفة للمجتمع يقولون فيها لمن بقي على طهارة وخيرٍ لماذا أنتم متأخرون..؟! لقد انغمس الجميع في الفواحش ورأورها حبا، وانغمسوا في الربا ورأوه عائدا على الاستثمار، وانغمسوا في الإلحاد ورأوه حرية، وانغمسوا في التحلل من القيود الأخلاقية ورأوها تحرر وتقدما، وانغمسوا في الأنانية والأثرة والكبر والانتفاخ الشخصي وانتهاز الفرص وتدمير الآخرين، ورأوا هذا اقتناصا للفرص.. فلماذا تتمسكون ببقايا الأخلاق .. تلك رسالة يومية في كل إعلان ومشهد ومسلسل وفيلم وأغنية ومقال صحفي ومقابلة تليفزيونية وموعظة شيخ..!!
يقولون هذا وأضعافه.. هذه فقط جمل بسيطة، لكن طريق (العوج) لا حدود له ولا لمساربه وتعوجاته إلا أن يصب بالناس في قبورهم ثم في نار جهنم.. خسروا الدنيا والآخرة.
هذا صنف من الناس {يبغونها عوجا} { يصدون عن سبيل الله} {يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف}
هنا قد تعرف لماذا يجب أن تقرأ بتدبر وحضور قلب {من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس}. 
نعم من الجِن شياطين، ومن الإنس شياطين. ولكل منهما معاملة جاء بها الشرع.