أسرى .. وأمهات وزوجات وأبناء
منذ 2005-04-21
تتجدد هموم وآلام الشعب الفلسطيني التي لا تتوقف لحظة واحدة، شبكة (الإسلام اليوم) التقت عدداً من ذوي الأسرى فقرّرت نقل معاناتهم للعالم من خلال هذا التقرير...
تتجدد هموم وآلام الشعب الفلسطيني التي لا تتوقف لحظة واحدة، شبكة
(الإسلام اليوم) التقت عدداً من ذوي الأسرى فقرّرت نقل معاناتهم
للعالم من خلال هذا التقرير.
لم أره منذ أشهر
"لم أرَ ابني منذ أشهر؛ لأن قوات الاحتلال لا تسمح لأحد بالزيارة إلا للأب والأم، وأنا وزوجي مريضان، ولا نستطيع الذهاب لزيارته، لذلك عليهم أن يسمحوا لإخوانه وأخواته بزيارته حتى نطمئن عليه"، بهذه الكلمات بدأت أم الأسير أيمن الفار حديثها معنا. وتضيف أم أيمن الذي حُكم عليه بالسجن (99) عاماً، وقضى منها في المعتقل (15)عاماً، فتقول: "إنني أناشد الدول العربية والإسلامية أن تقف مع الشعب الفلسطيني، وأن تفعل كل ما بوسعها من أجل إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، فيكفيهم ما تعرضوا له من عذاب، ويكفينا ما تعرّضنا له من ألم وعذاب نتيجة فراق فلذات أكبادنا. هل أيديهم ملطخة بالعسل؟!"
بعد هذا اللقاء قرّرنا الالتقاء بأم الأسير غازي النمس الذي حُكم عليه بالسجن (100) عام، فتوجّهنا إليها، وألقينا عليها التحية، فرحّبت بنا قائلة: "أهلاً وسهلاً يا ولدي"، وبعد أن سألناها عن ظروف اعتقال غازي، سردت لنا الحكاية من البداية فقالت: " في ليلة من ليالي عام 1977 طرق جيش الاحتلال باب بيتنا، فقلت: من؟ قالوا: جيش افتح الباب، فقلت: انتظر، حتى طرق الباب ثلاث مرات، وفي الأخيرة فتحت لهم، وتجوّلوا في غرف المنزل، وسألني أحدهم عن كل غرفة قائلاً: من في هذه الغرفة، وكنت أجيبه، إلى أن وصل إلى الغرفة التي ينام فيها غازي وشقيقه، وكنت قد أخبرت غازي بالخبر، وطلبت منه أن يغادر المنزل فرفض، فرفعوا الغطاء عن غازي وأيقظوه، وسألوه عدة أسئلة، ثم قالوا له: نريدك ربع ساعة، وخرجت وراءهم، لقد اعتقلوه بتهمة قتل يهود، كما اعتقلوا في نفس الليلة عدة شباب، فخرج بعضهم وبقي بعضهم، ولا يزال ابني في الأسر في سجن نفحة حتى هذه اللحظة". وتقول أم غازي: "إن معنويات الأسرى عالية، ونحن كذلك، ففلسطين تستحق أن نقدم لها كل ما نملك"، مضيفة -وقد اتضحت عليها معالم الغضب-: " لم أزره منذ عامين، فأحد الجنود اتهمني بأني قلت له: "الله ياخذك، الله ياخذهم"( أي يأخذك ويأخذهم، دعاء عليهم بالموت)، "هم من قلة ما فعلوا بنا، لقد جرفوا أرضنا، وقتلوا أبناءنا، دم واحد منا يشرف كل أمريكا وإسرائيل، هل أيديهم ملطخة بالعسل؟ أيديهم ملطخة بدماء الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الذي قتل رابين اعتقلوه أياماً وأطلقوا سراحه، لم لا يعاملون أبناءنا مثل قاتل رابين، ليس لديهم إحساس، بل ليس لديهم دم أو شرف، معنوياتنا عالية، سندافع عن أرضنا وعن قدسنا. الفرج قريب".
بعد أن ارتفعت معنوياتنا من معنويات أم غازي التقينا بأم الأسير هادي عواد فسألناها: "ماذا تقولي لولدك؟"، فقالت: "يا ولدي يا هادي الفرج قريب، اصبر يا أمي، السجن شرف وكرامة لكم، والله قلبي وعقلي معاك، ولا تفارقني دقيقة". بدأت دموع أم هادي بالهطول كحبات المطر، حينها قلنا: "ليتنا لم نسألها هذا السؤال"، وسرعان ما استعادت أنفاسها ورباطة جأشها، وأكملت حديثها قائلة: "في قيام الليل يا ولدي أتذكرك وأدعو لك ولباقي الأسرى والأسيرات"، واستطردت قائلة: "هادي يحب السمك، وقد كنت أعمل له السمك دائماً، يا ولدي صدّقني كلما جاء أحد أصدقائك أطعمته السمك لأجلك".
اعتقلوه قاصراً
أم الأسير خالد محمد قالت لنا: " ولدي خالد اعتقل منذ تسع سنوات بتهمة طعن جندي، وهو الآن في سجن نفحة، وقد كان قاصراً حينما اعتقلوه، فانتظروا إلى أن أصبح سنه قانونياً وحكموه (13) عاماً، وما يضايقني أني ممنوعة من الزيارة". أم خالد التي تعاني من المرض هي وزوجها، تضيف بحرقة وألم: "البيت فارغ علينا أنا ووالده فقد استشهد شقيقه، ولا يوجد غيرنا فيه، نريده حتى يملأ علينا البيت. الاحتلال لا يرحمنا".
أما زوجة الأسير نافذ حرز والذي حكم عليه مدى الحياة فتقول: لقد اعتقل زوجي في عام 1985، وهو يعاني من المرض، ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال لا ترحم مرضه أو كبر سنه، كما أنها لا ترحمني، ولا ترحم أطفاله الستة الذين فقدوا أباهم، حتى إنها لا تسمح لي بزيارته مطلقاً بحجة المنع الأمني. بعد كل هذه المعاناة هل سيستيقظ ضمير هذا العالم الأعمى والأصم والأبكم لنجدة الأسرى في سجون الاحتلال؟ وهل سيتحرك المواطن العربي والمؤسسات الشعبية والرسمية لرسم البسمة على وجوه أمهات، وأبناء، وزوجات الأسرى؟" سؤال يجيب عنه المواطن والمسؤول العربي!!
لم أره منذ أشهر
"لم أرَ ابني منذ أشهر؛ لأن قوات الاحتلال لا تسمح لأحد بالزيارة إلا للأب والأم، وأنا وزوجي مريضان، ولا نستطيع الذهاب لزيارته، لذلك عليهم أن يسمحوا لإخوانه وأخواته بزيارته حتى نطمئن عليه"، بهذه الكلمات بدأت أم الأسير أيمن الفار حديثها معنا. وتضيف أم أيمن الذي حُكم عليه بالسجن (99) عاماً، وقضى منها في المعتقل (15)عاماً، فتقول: "إنني أناشد الدول العربية والإسلامية أن تقف مع الشعب الفلسطيني، وأن تفعل كل ما بوسعها من أجل إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، فيكفيهم ما تعرضوا له من عذاب، ويكفينا ما تعرّضنا له من ألم وعذاب نتيجة فراق فلذات أكبادنا. هل أيديهم ملطخة بالعسل؟!"
بعد هذا اللقاء قرّرنا الالتقاء بأم الأسير غازي النمس الذي حُكم عليه بالسجن (100) عام، فتوجّهنا إليها، وألقينا عليها التحية، فرحّبت بنا قائلة: "أهلاً وسهلاً يا ولدي"، وبعد أن سألناها عن ظروف اعتقال غازي، سردت لنا الحكاية من البداية فقالت: " في ليلة من ليالي عام 1977 طرق جيش الاحتلال باب بيتنا، فقلت: من؟ قالوا: جيش افتح الباب، فقلت: انتظر، حتى طرق الباب ثلاث مرات، وفي الأخيرة فتحت لهم، وتجوّلوا في غرف المنزل، وسألني أحدهم عن كل غرفة قائلاً: من في هذه الغرفة، وكنت أجيبه، إلى أن وصل إلى الغرفة التي ينام فيها غازي وشقيقه، وكنت قد أخبرت غازي بالخبر، وطلبت منه أن يغادر المنزل فرفض، فرفعوا الغطاء عن غازي وأيقظوه، وسألوه عدة أسئلة، ثم قالوا له: نريدك ربع ساعة، وخرجت وراءهم، لقد اعتقلوه بتهمة قتل يهود، كما اعتقلوا في نفس الليلة عدة شباب، فخرج بعضهم وبقي بعضهم، ولا يزال ابني في الأسر في سجن نفحة حتى هذه اللحظة". وتقول أم غازي: "إن معنويات الأسرى عالية، ونحن كذلك، ففلسطين تستحق أن نقدم لها كل ما نملك"، مضيفة -وقد اتضحت عليها معالم الغضب-: " لم أزره منذ عامين، فأحد الجنود اتهمني بأني قلت له: "الله ياخذك، الله ياخذهم"( أي يأخذك ويأخذهم، دعاء عليهم بالموت)، "هم من قلة ما فعلوا بنا، لقد جرفوا أرضنا، وقتلوا أبناءنا، دم واحد منا يشرف كل أمريكا وإسرائيل، هل أيديهم ملطخة بالعسل؟ أيديهم ملطخة بدماء الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الذي قتل رابين اعتقلوه أياماً وأطلقوا سراحه، لم لا يعاملون أبناءنا مثل قاتل رابين، ليس لديهم إحساس، بل ليس لديهم دم أو شرف، معنوياتنا عالية، سندافع عن أرضنا وعن قدسنا. الفرج قريب".
بعد أن ارتفعت معنوياتنا من معنويات أم غازي التقينا بأم الأسير هادي عواد فسألناها: "ماذا تقولي لولدك؟"، فقالت: "يا ولدي يا هادي الفرج قريب، اصبر يا أمي، السجن شرف وكرامة لكم، والله قلبي وعقلي معاك، ولا تفارقني دقيقة". بدأت دموع أم هادي بالهطول كحبات المطر، حينها قلنا: "ليتنا لم نسألها هذا السؤال"، وسرعان ما استعادت أنفاسها ورباطة جأشها، وأكملت حديثها قائلة: "في قيام الليل يا ولدي أتذكرك وأدعو لك ولباقي الأسرى والأسيرات"، واستطردت قائلة: "هادي يحب السمك، وقد كنت أعمل له السمك دائماً، يا ولدي صدّقني كلما جاء أحد أصدقائك أطعمته السمك لأجلك".
اعتقلوه قاصراً
أم الأسير خالد محمد قالت لنا: " ولدي خالد اعتقل منذ تسع سنوات بتهمة طعن جندي، وهو الآن في سجن نفحة، وقد كان قاصراً حينما اعتقلوه، فانتظروا إلى أن أصبح سنه قانونياً وحكموه (13) عاماً، وما يضايقني أني ممنوعة من الزيارة". أم خالد التي تعاني من المرض هي وزوجها، تضيف بحرقة وألم: "البيت فارغ علينا أنا ووالده فقد استشهد شقيقه، ولا يوجد غيرنا فيه، نريده حتى يملأ علينا البيت. الاحتلال لا يرحمنا".
أما زوجة الأسير نافذ حرز والذي حكم عليه مدى الحياة فتقول: لقد اعتقل زوجي في عام 1985، وهو يعاني من المرض، ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال لا ترحم مرضه أو كبر سنه، كما أنها لا ترحمني، ولا ترحم أطفاله الستة الذين فقدوا أباهم، حتى إنها لا تسمح لي بزيارته مطلقاً بحجة المنع الأمني. بعد كل هذه المعاناة هل سيستيقظ ضمير هذا العالم الأعمى والأصم والأبكم لنجدة الأسرى في سجون الاحتلال؟ وهل سيتحرك المواطن العربي والمؤسسات الشعبية والرسمية لرسم البسمة على وجوه أمهات، وأبناء، وزوجات الأسرى؟" سؤال يجيب عنه المواطن والمسؤول العربي!!
المصدر: موقع الإسلام اليوم - إبراهيم الزعيم
- التصنيف:
ابو الطيب
منذ