فداك يا كتاب الله

منذ 2005-05-14

{ <span style="color: #800000">وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس</span> }

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..

صفعات متوالية تلك التي تنهال على أمة الإسلام في وقت رعى الذئاب الغنم, ولم يعد لها راع سوى تلك الذئاب.

هانت الأمة حتى وصل الحال بأعدائها إلى المساس بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, إهانة لأمة هجرت كتاب ربها وليس إهانة للكتاب, فحاشى إخوان الخنازير وأعوانهم أن يصلوا لكتاب الله, ولكنهم استطاعوا الوصول لإهانة الأمة تحقيقاً لسنن الله في كونه, من إدالة الظالمين على الظالمين بما كسبت أيديهم, { وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }..

أمة الفضائيات الهابطة, والأكاديميات الداعرة, والعري الفاضح, والقوانين الكافرة, والأضرحة المنتشرة في ديار المسلمين تتخذ من دون الله آلهة..

أمة أصبح المسلمون فيها غرباء مطرودون والكفار أولياء مقرّبون, فأصبحت الرابطة رابطة علماني, وأصبح الولاء ديموقراطياً, وأصبح العمل لاهوتياً؛ فلا تكاد تفرق بين بيوت كثير من المسلمين وبيوت النصارى, فالزوجة في كلا البيتين عارية، وصوت الفضائيات والأغاني ينبعث من البيتين كليهما, وترك الصلاة هنا وهناك, فبماذا يكون التمييز إذاً؟؟

ولا شك أننا عندما نرى شباب الصحوة كالنور يتلألأ في دياجير هذه الظلمات ينتعش القلب فرحاً, كما يحزن القلب من التفرق المشين بين أبناء الصحوة, وبين البعد الكبير عن التطبيق الصحيح لمنهج الإسلام، الذي لو اتُّبِع على حقيقته لما وجدنا هذا التفرّق.

فعلى الأمة أن تعود إلى منهج ربها وتنتهي من هذا الفصام النكد بينها وبين التطبيق الصحيح لشريعة ربها. وعلى حكّام الأمة أن يطبقوا شريعة ربهم, فما هانوا وهانت معهم أمتهم إلا بتركهم لأصلهم والتمسّح في كل أصل بديل, والارتماء على أرجل وأعتاب كل ذليل.

وليعلم الجميع أن هذه الثلة الصالحة المباركة، التي يدنّس شرفها وتهان كرامتها في سجون الدعار, سواء في كوبا أو العراق أو إسرائيل، أو حتى في سجون الطواغيت المتسلطين من أبناء الجلدة..

نقول للجميع بان هؤلاء هم الأعلون رغم ما هم فيه من سجن, وأن أعداءهم هم الأذلاء, ولنتذكر قول عمر في رده على أبي سفيان بن حرب بعد غزوة أحد " قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"..

ولنعلم أن دولة الإسلام ستقوم بعز عزيز وذل ذليل { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس }.

ولكنها -مسؤولية النهوض بالأمة- قد اشتدّت فوق الأكتاف, فماذا عسانا أن ننتظر بعد أن تعرض كتاب ربنا للإهانة في سجون الدعار, أبناء ثقافة العهر, وديانة المادة, على كل مسلم أن يتحرك لدينه بتغيير ما حوله, بالعلم الصحيح وخاصة المعتقد الصافي, والدعوة الصادقة, وتغيير المنكر بما ليس منكر, والسعي لنشر دين الله في الأرض وتطبيق شريعته.

وعلى حكام الأمة أن يتذكروا أن التاريخ لن ينسى لهم بحال أن أعداء الله استهانوا بهم لدرجة تدنيس أقدس المقدسات, بلا هيبة لهم ولاخوف منهم.

رحم الله صاحب هذه الكلمات.. "من هارون أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم, لك ما ترى دون ما تسمع يا بن الكافرة".

لك الله يا أمة المسلمين يوم غاب قادتك العظام, فأين عمر يستلم مفاتيح القدس؟ وأين خالد يغزو الروم؟

وأين صلاح الدين يطهّر بيت المقدس؟

وأين عمر بن عبد العزيز يحكم بشريعة الإسلام فلا يجد من يستحق الزكاة؟!

إلى الله المشتكى.. اللهم ارزقنا الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل, اللهم قيد للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل أهل المعصية، ويأمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر, اللهم حكّم شرعك في الأرض.
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 28
  • 1
  • 34,913
  • ايات

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبت بالغيرة على الاسلام وخاصة الكلام الذي قيل عن الخذلان الموجود اليوم في هذا الزمان الذي غاب عنه القادة العظام.فنتمنى أن يعود مثل هؤلاء القادة لرفع لواء الاسلام
  • abou leila

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيك على المقال فقد شخصت داء الأمة الإسلامية وألمحت وأشرت الى الدواء في سطور قليلة، كما قرره أهل العلم من السلف والتابعين أن العز والتمكين يأتي بنصرة دين الله تعالى ، كتاب الله و سنة المصطفى بفهم سلف هذه الامة في أنفسنا ابتداءا ومن إسترعانا الله عليه.اذافحسب الواحد منا الاستقامة ثم ما بقي يأتي تبعا لذلك و الله الموفق والهادي. [[لم يعجبني:]] المسلمون اخوة والفرقة شر وهلاك. ولزوم الجماعة هي دعوة كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولو أنفقنا مافي الأرض جميعا ماألفنا بينهم ولكن الله تعالى ألف بين المومنين وجعلهم اخوة متحابين متى استقاموا على ماكان عليه الرسول الصحابة، رحم الله الجميع ووفقهم
  • tyu

      منذ
    [[أعجبني:]] لله درك يا شيخنا نعم الغيرة هي الغيرة على الدين والقرآن نسأل الله العافية لأمتنا مما بليت به
  • داوود

      منذ
    [[أعجبني:]] الصلاة والسلام على رسول اللة حبيبنا محمد صلى اللة علية وسلم. الهم اني اشكو لك ضعف قوتي وقلت حيلتي الهم اهدي امة محمد لدينك وكتابك ورسولك الهم اهديهم الى الصراط المستقيم.انصروا اللة ينصركم يا اخوت الاسلام تخلوا عن الشهوات وعن عادات الغرب وتقربوا من اللة وتحلوا بصفات الرسول واتبعوا القران والسنة حتى ينصركم اللة جل جلالة.
  • kamha78

      منذ
    [[أعجبني:]] يقول الله تعالى (ياايها الذين امنوا عليكم انفسكم لايضركم من ضل اذا اهتديتم).فالتغيير لابد ان ينبع من داخل كل فرد لقد هان علينا القران قبل ان يدنسه الكافرون،وهانت علينا انفسنا حتى ولينا عليها الظالمونز
  • خالد ابواحمد

      منذ
    [[أعجبني:]] حقائق لابد ان تكتب بماء من ذهب. [[لم يعجبني:]] لم يبقى من الرجال إلا القليل. ألله اكبر,ألله اكبر,ألله اكبر
  • إسلام أحمد

      منذ
    [[أعجبني:]] لا يوجد أى عيب فى الموضوع بسم الله ما شاء الله و أرجو من الإخوة العاملين على الموقع أن يحاولوا نشره على الشبكة فى كل مكان ممكن
  • أحمد جلال

      منذ
    [[أعجبني:]] فندت فينا الاحزان وبات الجرح يتصبب دماء بعدما ظننا ان الدنيا قد انسبت عزنا بالقراءن ولله الامر من قبل ومن بعد نحن قوما اعزنا الله بالاسلام فان ابتغينا العزه في غيره ازلنا الله وها نحن قد زللنا وحطت علينا الدنيا باسبابها حزبي الله ونعم الوكيل
  • باغي الخير

      منذ
    [[أعجبني:]] شئ طيب وأصبت كبد الحقيقه حين قلت أن شباب الصحوه متفرقين نسأل الله أن يجمع المسلمين علي قلب رجل واحد فهذا في حد ذاته كفيل بأن يجعل الأعداء يفكرون ألف مره قبل أن يقوموا بأي عمل كهذا ولكن مع غياب ألوا الأمر وضياعهم في غياهب جب العلمانيه والتبعيه للأمريكان الذين ماعادوا يؤمنوا حتي بالمسيح عليه الصلاة والسلام.وأقول ذلك لآنهم يدنسون كتاباذكر فيه المسيح وأمه عليهما السلام
  • sameh

      منذ
    [[أعجبني:]] ان الحمد لله نستعينه ونستهديه ونستغفره جزاك الله خيرا كلها عنا والمسلمين الان [[لم يعجبني:]] للأسف تعودنا ان عمربن الخطاب واحد وان خالد واحد وان صلاح الدين واحد لم نربى ابنائنا على ان من الممكن اى منا ان يكون عمر او خالد او صلاح

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً