توحدوا يرحمكم الله
قال الله عز وجلّ: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46]، المتأمل في حال التيار الإسلامي في مصر الآن سيجد بذورًا للفتنة تزرع ببطء شديد يغرسها الإعلام أحيانًا، و صفحات مجهولة المصدر أحيانًا، و كتب و نشرات و فيديوهات أحيانًا أخرى بدعوى اختلاف في السياسة أو اختلاف في الرؤية.
قال الله عز وجلّ: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46]، المتأمل في حال التيار الإسلامي في مصر الآن سيجد بذورًا للفتنة تزرع ببطء شديد يغرسها الإعلام أحيانًا، وصفحات مجهولة المصدر أحيانًا، وكتب ونشرات وفيديوهات أحيانًا أخرى بدعوى اختلاف في السياسة أو اختلاف في الرؤية.
هناك من يصرّ على زرع هذه الفتنة بدءًا من أسفل إلى أعلى، بدءًا من صغار السن وقليلي العلم رويدًا رويدًا حتى تصل كرة الثلج إلى حجم لن يقوى أحد على منعه، وليس هذا بالأسلوب الجديد على عدونا الذي يعلم أنه ضعيف وأن قوته دائمًا في اختلافنا و تناحرنا، وحقًا من له القوة على التصدي لأكثر من مليار مسلم يعيشون في مركز العالم حيث ما يزيد عن نصف ثروة العالم!!
وحين ندرك الحقائق كما هي بدون تزييف، سنعلم أن مصر بالفعل هي قلب التغيير في العالم العربي والإسلامي. إذا نجح التغيير في مصر فسيتغير العالم، وإذا فشل فليس لنا إلا رحمة الله. منذ بدأت الثورة وبرغم كل ما تعرضنا له من كوارث و تهديدات، فلم يكن هناك يومًا يأس أو قنوط من رحمة الله، وكان أكثر الأشياء بعثًا على التفاؤل هو هذا الوعي من قبل التيار الإسلامي تحت كل مسمى، وهذا الإصرار من قبلهم على التوحد والترابط وإظهار ذلك للعالم أجمع. هذا ما بعث على التفاؤل وقتها، أما الآن فإني أجد من ينزلق ببطء إلى هاوية النزاع، ويؤجج بدون قصد نارًا ستأتي أولًا على من أشعلها ثم باقي الوطن، في الإعلام المأجور، في الصحف، وعلى صفحات الإنترنت يعمل أصحاب هذا السياسة ببطء وصبر، فيرفعون يومًا من قيمة الأزهر ويهاجمون البقية، ثم يهاجمون تشدد السلفيين ويمدحون اعتدال الإخوان، ثم يزيدوا في التزييف فتأتي إلينا صورة مشوهة عن جماعة كاذبة و مخادعة ويقولون هؤلاء هم الإخوان الذين نرفضهم ولا نريدهم ولكننا نريد السلفيين الصادقين الواضحين.
ومن وقت لآخر نجد هذه الإثارة المتعمدة لعواطف الناس و مشاعرهم نحو أيقونة يخرجونها و يزينوها، رأيناها في الشيخ عماد عفت وفي الدكتور محمد يسري ويقولوا للناس هؤلاء هم الصورة الصحيحة للإسلام و كل ما عدا ذلك هم غير ذلك، يسمونهم متأسلمين مرة وإسلاميين مرة. أي إسم غير الإسم الذي يجمعنا جميعًا: المسلمين. عدونا لا يضيع لحظة واحدة ويعمل بخبث ومكر شديدين، ما يقرب من سنتين من التوتر الدائم ولا يتوقف إلا لالتقاط الأنفاس. هي حرب باردة أتمنى أن يدرك كل من يعمل في التيار الإسلامي هذه الحقيقية، وأتمنى أيضًا أن يعي كل العاملين في المجال الإسلامي في مصر أن كل منا يقف على ثغر من ثغور الإسلام، والاختلاف شيء واقع وطبيعة من طبائع الحياة، جعلها الله لحكمة هو يعلمها، فلا يجب أن نضيع وقتنا و مجهودنا في الاختلاف، بل ندرك أن لكل إنسان مجال يجاهد فيه يختلف فيه عن غيره ولكننا نتفق جميعًا في وحدة الأصل والهدف. فكلنا نعبد الله ونتبع سنة رسوله، وهدفنا في الدنيا الإصلاح و تطبيق تعاليم الله بالعدل و الرحمة، وهدفنا في الآخرة نول رضا الله و الجنة.
أسألك بالله أن تكون سببًا في وحدة الصف المسلم لا سببًا في تفرقه، وكلنا بشر نخطئ و نصيب. فإذا رأيت من أحد خطأ فانصحه ولا تفضحه، ولا تجعل لكراهية إنسان مسلم سبيلًا إلى قلبك بل نكون مثالًا لما قاله رسول الله: «الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وكما قال أيضًا: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
إسلام سامي
- التصنيف: