الزوجة والحماة.. صراع قلبين على قلب!

منذ 2006-11-17


- الفضائيّات أساءت لسمعة الحماة في المجتمع وصوّرتها كبُعبع.
- المعاملة الحسنة طريق معبّد للوصول إلى قلب أم الزوج.
- باحثة اجتماعية: تراثنا مليء بالحموات العادلات والحازمات.
- غياب بيت العائلة الكبير أحدث شرخاً في قيمنا.

درجت الأسر على استقبال زوجة الابن بالأفراح والزغاريد.. لكن ما أن تمضي شهور حتى يتم إعادة تشكيل العلاقة بين هذه الوافدة الجديدة زوجة الابن (الكَنّة) ووالدة الزوج (الحماة)، وفي تلك اللحظات يتحدّد شكل المسار المستقبلي لهذه العلاقة، فإما أن تسير كعلاقة بين أم وابنتها، أو تبدأ كعلاقة عِدائية يحاول كل منهما أن يلغي الآخر، وينال منه ويقتنص زلاّته، ويصوّره أمام الطرف الثالث (الزوج - الابن) كبُعبع ينبغي الحذر منه بل والخلاص منه أحياناً.

يحكي لنا الآباء والأجداد وكبار السن أن الفتاة كانت تُوصَى يوم زفافها من الجميع -وخاصة أمها - بحماتها (أم زوجها)، وبضرورة طاعتها قبل أن تطيع زوجها.
لكن جيل التلفاز تغيّرت مفاهيمه، وأصبحت الفتاة وأهلها يشترطون على من يتقدم للزواج منها أن يبعد أمه عن ابنتهم.

- الزوجة وأم الزوج، أو الكَنّة أو الحماة أو العمّة، بأيّ الأسماء يحب البعض أن يسميها، قضية اجتماعية مهمة، سعت (الإسلام اليوم) أن تضعها على طاولة البحث، متسائلةً: هل علاقة هذين الطرفين ببعضهما علاقة نزاع وشقاق أم علاقة حبّ وتفاهم؟ وما أسباب توتر هذه العلاقة؟ وما موقف الابن بين الطرفين؟ وهل لوسائل الإعلام دور في هذه القضية؟

تعتقد "أم أحمد" من الرياض(متزوجة وأم لثلاثة أبناء) أن هناك غَيْرَة متبادلة ومشتركة بين القلبين، ومن الصعب أن نقول عكس ذلك، ولكن في أحيان كثيرة قد يكون منشأ هذا الصراع مؤثرات أخرى خارجية مثل أخوات الزوج، فأحياناً - كما تقول (ن. ش) - قد تكون الحماة فيها شيء من الغيرة البسيطة التي يمكن أن تتجاوزها الزوجة، أو تتفهّمها ولكن عندما تكون المسألة متعلقة بأخوات الزوج فإن غالبية إثارة الحماة تكون عن طريقهن..

خدمة سوبر ستار

وتبدي (أ .ع) تعجّبها الشديد من الشكل الذي تصوّر به الفضائيات صورة (الحماة) وتقول: إن الكنّة (زوجة الابن) تستطيع أن تكسب حماتها إذا أحسنت معاملتها، واستعرضت مع (الإسلام اليوم) تجربتها؛ ففي الأيام الأولى لزواجها كانت أم زوجها شديدة للغاية في معاملتها وقاسية في تصرفاتها, فرغم أن لها شقة منفصلة عن بيت العائلة إلا أنها تجبرها أن تمكث عندها كل النهار، لتقوم لها بالأعمال المنزلية، واستقبال الضيوف، والعديد من الأعمال الشاقّة الأخرى، ومع ذلك فقد تحلّت زوجة الابن بالصبر إلى أن شاءت الأقدار أن تقع أم زوجها طريحة الفراش، فلم تجد من يقوم بخدمتها غير زوجة ابنها، فوقفت زوجة الابن إلى جانبها في أزمتها، ومكثت بجوارها إلى أن استعادت صحّتها، وشعرت الأم بمقدار اهتمامها بها، ومن ذلك الوقت وهي تعاملها بأسلوب حسن، واستطاعت أن تستقلّ بمنزلها الخاص، ولم يمنعها ذلك من تلبية حاجات أم زوجها من وقت لآخر.

غيرة بالإكراه..


ومثلما تنظر بعض الفتيات إلى (العمّة) - باللهجة العراقية - كامرأة ظالمة, فإن صورة زوجة الابن تعكس نفسها في داخل العمة, وهذا ما ثبّتته إحدى العمّات أو الحموات بصراحة تامة، بأنها تغار من زوجة ابنها عندما تدخل معه إلى غرفة النوم أو إذا تسامرا أو ضحكا! وهي تحاول جاهدة التخلّي عن هذه الأحاسيس لكنها تأتيها رغماً عنها، وتضيف بأنها سعت في زواج ابنها لابنة أختها حتى لا تشعر بالغيرة في حال إذا كانت الزوجة غريبة، لكن كونها خالة وعمّة في آن واحد فهذا أمر صعب عليها.

مبالغات بعيدة عن الصِحّة..


س . ر (من فلسطين) تتفق في أن أم الزوج ليست دائماً الوجه السيّء، فهي تسمع العديد من القصص التي يردّدها الناس عن أعمال الحموات وأفعالهن بالرغم من أن زوجات الأبناء قد يكنّ أكثر قسوة على أمهات أزواجهنّ، وتتساءل: لماذا تكون الحماة هي الضحية دائماً؟!
وتوضّح في حديثها أنها لم تجد ما يسيء لها من قبل أم زوجها، فحماتها - كما تقول - سيدة فاضلة جديرة بالاحترام، وتعاملها بكل حب واحترام، وهي تبادلها الشعور نفسه.

جانب مشرق


وعلى الرغم من الصورة التقليدية السيّئة التي يُروّج لها إلا أن السيدة هدى (25 عاماً من العراق) عبَّرت عن سعادتها بحماتها التي طالما أحسنت معاملتها، فحماتها اشترت لها قلادة من ذهب غالية الثمن تعبيرًا عن حبّها, وعندما سألنا حماتها (أم علي) أجابت بأن كَنّتي (أي زوجة ابني) تعاملني أحسن معاملة، كما أنها تراعي زوجها وتقوم بواجبات ابني الآخر غير المتزوج، فأحببت أن أكافئها وأعبر لها عن امتناني لها، وتختم حديثها: "أتمنى أن تحصل جميع الحموات على زوجات لأولادهن مثل زوجة ابني".

لؤم وخداع..

وعلى الجانب المضادّ تقف الحاجة رئيفة أبو السعد (من مصر)؛ فزوجة ابنها رفضت أن تقيم معها في منزل الأسرة، وتمسّكت بأن تكون لها شقة جديدة ومستقلة، وبالفعل ضغطت على زوجها حتى استأجر لها شقة بعيدة يتطلب الانتقال إليها استخدام أكثر من وسيلة مواصلات، ولذلك فلم يكن هناك مجال كبير لزيارتهم. ولم تكتف زوجة الابن بذلك بل أخذت تعمل على أن تفصل بين زوجها وأشقائه مع أنهم يعملون في مجالات عمل متصلة ببعضها، ورفضت أن يشارك زوجها إخوته، وطلبت أن يشارك أصهاره بدلاً عنهم. وتحكي "أم السعد": "عندما نزورها تصرّ على استقبالنا في الصالون استقبالاً رسميًا، وتنشغل بالمهام المنزلية، أي أنها تريد أن تقول: إنكم لستم مرغوبين عندي ولا في بيتي".

دعوة على فراش الموت..

مثل آخر وصورة إيجابية لتعامل الزوجة مع أهل زوجها يرويه الشيخ رجب سالم -إمام وخطيب وخريج كلية الشريعة من مصر - فيقول: تزوج أشقائي وشقيقاتي، وسافرْتُ للعمل في الخارج، ورافقتني زوجتي عدة سنوات في السفر، ثم بقيت هي والأولاد في منزل الأسرة مع والدي ووالدتي المسنّيْن، وعملت على خدمتهم بطريقة جعلتهما يدعوان لها ليلاً ونهارًا، بل أقول: إنهما أحبّاها أكثر من بناتهما؛ لأنها أكرمتهما، وكان أبي يقول لي: لا نريدك طالما معنا زوجتك، ومات أبي وهو يدعو لها على فراش الموت.

الواقع يكذّب التلفاز..

وتتفق سامية المنجد - وهي مهندسة بهيئة التلفونات المصرية - مع من يقول بأن الحموات لسن كلهن سيئات، وأن علاقتهن مع زوجات أبنائهن ليست علاقة ضد, فحماتها تحبّها وهي تعاملها مثل أمها تماماً, وكانت سامية المنجد تعتقد في بداية زواجها أن حماتها تخصها وحدها بهذا الحب دون زوجات أبنائها الأخريات, لكن بمضي الزمن أدركت أن ديدن حماتها نشر الحب على الجميع, فالكل يلتف حولها ويبثّ إليها همومه فلا تبخل عليهم بالنصح الجميل والرأي السديد, لذلك كان موت هذه الحماة يوماً عصيباً على كل الأسرة, وبكتها زوجات أبنائها كما لو كنّ فقدْن أمهاتهن، بل وأطلقت إحداهن اسمها على ابنتها الصغيرة التي وُلدت بعد وفاتها.

أغار.. ولكني أتودّد..


نوع آخر من التعامل الحسن ترويه لـ(الإسلام اليوم) "أم طيف" من السعودية, فرغم الغيرة المشتركة بينها وبين أم زوجها على الابن, إلا أنها لم تتعدّ حدود المعقول، وظلت خامدة لا تثير المشاكل, وعملت كل من زوجة الابن والأم على بقائها -أي الغيرة - في إطار محدّد، بل حاولتا التخلص منها؛ فوالدة الزوج تحاول قدر طاقتها أن تخفي هذه الغيرة، أما زوجة الابن فكانت تتودّد لحماتها بالهدايا والمعاملة الحسنة، وبذلك سارت العلاقة داخل البيت تسودها المحبة ومراعاة كل واحدة منهما للأخرى.

هل أكون عاقاً؟!


يقع الزوج غالباً في حرج تعامله مع القلبين، فهو يريد أن يكون بارًّا بوالدته، ومحبًّا بما يرضي الله لزوجته، يتمثل هذا الإشكال في أكبر جوانبه في جانب الأعطيات، والهبات؛ إذ يجد الزوج حرجاً دائماً أمام زوجته وأمّه.. وهنا يرى المستشار النفسي (فهد السنيد) أنه لا يجب العدل بين الزوجة والأم، فالزوجة لها نفقة خاصة بعقد النكاح؛ لأن فيه استمتاع، ولا يُلزَم المرء أن ينفق على أمّه كلما أنفق على زوجته، إلا إذا كانت الأم بحاجة إلى نفقة وكان الابن غنياً، فالأم ليست بِضَرّة حتى يعدل بين زوجته وبينها في الكسوة والسفر، والمبيت، ونحو ذلك.. الأم لها نفقة خاصة بشرط أن تكون محتاجة ويكون الابن غنياً، أما الزوجة فلها نفقة واجبة بكل حال، ولو كانت غنية والزوج فقيراً. ويستطرد السنيد: "لكن في حالة الغيرة الشديدة من الأم بسبب ما ينفقه الزوج على زوجته فلا شك أن الأحسن أن يداري أمه، ولا يُظهر لها أنه أنفق على زوجته، وإذا جعل ذلك سراً ولم تعلم به فهذا طيب، ومع ذلك لا ينسى أمّه من الهدايا ونحو ذلك، وإذا كانت محتاجة فيجب عليه أن ينفق عليها.

أنماط مستوردة


تُرجع الباحثة في العلوم الاجتماعيّة (أميمة نوير) جذور مشكلة الحماة مع زوجة الابن (الكَنّة) إلى أن العرب والمسلمين درجوا على استيراد أنماط لا تتناسب ولا تعبّر عن مجتمعاتهم؛ فهناك أسر لا تستطيع أن توفر سكنًا خاصًّا لابنها الشاب المقبل على الزواج خاصة في القرى، ولذلك يتحتّم أن تسكن زوجة الابن مع حماتها وتختلط بها. وترى أميمة نوير أن مجتمعاتنا فقدت الكثير من القيم يوم فقدنا بيت العائلة الكبير؛ فهذا المنزل كانت الأم فيه "ملكة متوّجة"، وكان لكل ابن حجرة خاصة مع زوجته، أمّا الآن فجاءت الشقق الصغيرة الخانقة، وتفرّق الأبناء، وكبرت الأم فلم تجد صدرًا حانيًا. بالرغم من أن تراثنا مليء بالحموات الحازمات العادلات اللاتي كنّ مضرب المثل. وتقول الباحثة: أنا لم أرَ حماتي؛ فقد ماتت قبل أن أتزوج ولكن أسمع عنها كل خير، ولا أدري من أين جاء الإعلام بهذه الافتراءات.


الرياض - عبد الفتاح الشهاري
القاهرة - ليلى بيومي
بغداد - ضحى الحداد
غزة - إبراهيم الزعيم
 

  • 12
  • 4
  • 132,165
  • الحاجه ام رانيا

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبتنى صور بعض الذين يتكلمون الحق عن الحماه لاتها مظلومه مع زوجة الابن. [[لم يعجبني:]] اما الذين يحاولون ان يشوهوا صوره الحماه بكلام كاذب اقول لهم حرام عليكم الحماه سيده كبرت فى العمر ويجب علينا ان نرحم ما بقى لها من العمر براحه ونفسيه صافيه وشكرا
  • روميساء

      منذ
    [[أعجبني:]] مقالة جيدة لكن هناك الحماه التى لا تخاف الله فاختى مكثت فى البيت الكبير ثم طلقهازوجها"الملتزم"بعد شهرين من زواجهما لان امه انزعجت من ارتداء اختى الحجاب داخل البيت مع العلم ان لديهم الكثير من الرجال الاجانب فارضى الزوج امه فى غير طاعة الله و ضلم زوجته
  • مسلمه

      منذ
    [[أعجبني:]] نصراحه ما اريد ان اقوله هوه ان هناك العديد من الحماوات المحترمات [[لم يعجبني:]] ساقول ما فعلته حماني لي وانا متزوحه ابنها 5 اشهر لا اسكن بقربها ولكن اذهب الى زيارتها كل شهرين مره وكل مره اذهب الى هناك يجب ان تفعل شيء يغضبني وانا لا اتحمل ذالك وتحدث مشكله بيني وبين زوجي الى ان كل مره يريد ان يطلقني بسبب امه والمشكله انهالا يعجبها ما افعله في بيته وتريدني ان افعل المزيد وانا افعل كل شيء في بيتها وتريدني ان افيق باكرا من الفراش شساعه 7 او8 لاشتغل لها في البيت واعمل كل شيء لها قبل ان تاتي من ممارسه الرياضه التي تقوم بها كل يومودائما تحاول ان تقول لي ولزوجي انتما في بيتي لستما نتزوجين...والمزيد من المشاكل العديده وانها ما تريده مني ان اكون الخادمه لها في بيتها.
  • مسلمه

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى هذا الكلام كثيرا عن الحموات وانا اتمنى يوماان تكون لى حماه طيبه لكن ده بقى صعب شويه نسالكم الدعاء [[لم يعجبني:]] الحقيقه ان ف حموات بجد وصلت بيهم انهم يكونوا اكثر قسوه من الصوره اللى بتيجى ف وسائل الاعلام انالى اخت تزوجت رجل وحيد ووالدته من اول يوم بتعاديهاعلشان حاسه انها اخدته منها مع انها هيه اللى مختاراهاووصلت انها ارغمته ع انه يطلقها وبالفعل حصل الطلاق يبقى مين الضحيه حسبى الله ونعم الوكيل
  • Bouftila

      منذ
    [[أعجبني:]] كل ما جاء في النص اعجبني فلقد تطرقتم لكل الجوانب التي تهم العلاقة بين الحماة والكنة . وادا تحدثت عن نفسي فسوف اقول بان علاقتي مع حماتي متقلبة فاحيانا تفيض حبا وحنانا واحيانا اخرى مشاكسة وتبحث عن المشاكل ولكنني لا اسايرها في هدا لانني اعلم انها لا تعي ما تفعل بموجب جهلها بتعاليم ديننا الحنيف وايضا لمعناتها بمرض السكري وكل ما استطيع قوله هو الحمد لله على كل حال ففي بعض الاحيان تقول كلاما لا اقدر على استعابه وهو عندما يحدثني زوجي تطلب منه ان ينظر اليها.وايضا في الايام السابقةكنت مريضة وصلت الى درجة الغثيان وطلبت من زوجي الدهاب الى المستشفى في ساعة متاخرة ولبرودة اعصابها لم تكلف نفسها حتى بسؤالي ما الدي اصابك ومما تشتكين ؟ واشياء اخرى لا ضرورة لدكرها وكل ما اطلبه من الله سبحانه وتعالى هو ان يهديها لما هو خير واصلح .
  • فاطمة الزهراء

      منذ
    [[أعجبني:]] التعامل مع الحمات بالود والاحترام كي تكسب زوجها وبيتها والحمات بمتابة امها التانية وسياتي يوم وتكون حماتا ايضا ان شاء الله [[لم يعجبني:]] الغيرة على زوجها من امه
  • رشا لبيب عبدالله

      منذ
    [[أعجبني:]] ((الزمن دائن تدان)) كاتن هذه نصيحة والدتي رحمها الله لي في يوم زفافي وكانت تعني معاملتي لوالدة زوجي أي انه كما سأعاملهالاآنسوف يأتي الزمن الذي تعاملني فيه زوجة إبني او زوج ابنتي. والمعني واضح جدا. وهذه هي حكايتي . كان لزوجي أخ كبير متزوج ولديه ابن وكان هذا الطفل أول حفيد لحماتي ومن المعروف دائما غلاوة الحفيد الأول. فكانت تغدق عليه الهدايا وتميز بين زوجة الابن الأول وبيني مع أنني حملت منذ أول يوم لزواجي ولكنها ( حماتي ) كانت تفرق في المعاملة بيننا بحجة أنها تعلم زوجة الابن الأكبر أكثر مني وعاشرتها أكثر مني وهكذا إستمر التفريق مد طويلة ولكن كنت أعمل بنصيحة والدتي رحمها الله فكنت أعاملها أفضل معاملة وكنت أهديها أغلي الهدايا وإذا زارها ضيف أقوم بعمل الواجب وأكرم الضيف حتي يخرج وهو شاكرا لي أنا حسن إستقبالي له مع العلم أنني لي بيتي المستقل عن حماتي ولكننا نزورها دائماوذات يوم مرضت هي مرضا شديدا فطلبت من أقاربها الإتصال بزجة الابن الاكبر التي اعتقدت انه حان وقت رد الجميل لها حيث كانت تعامله حماتي أحسن معاملة وشبه أن أخذتها من بيت والدها بشنطة ملابسها كما يقال.وجهزتها أحسن جهاز علي أنها إبنتها. وحانت اللحظة فعندما إتصل بها أقربائ حماتي كي تأتي وترعي حماته لأنها ليس لديها بنات وتعتبرها مثل إبنتهاوترد لها بعض من المعروف فكان الرد أحبائي كلاآتي : (( والله كان بودي لكن انتم عارفين ان أناعندش شغلي وإبني والبيت والله مش فاضية خالص لو ضروري حد يرعاها ممكن حد يوصلها لحد عندنا أو أفضل تكلموا إبنها الثاني)). وعندما إتصلوا بي فلم يكن مني والله يعلم صدق كلامي إلا إنني إعتذرت لإخواتي الذين كانوا في بيتي وقتها بأن علي الذهاب فورا لرعاية والدة زوجي وذهبت وقمت برعايتها حق رعايةمع العلم بأنني كنت حامل في الشهر السابع وكنت أخدمها وأخدم ضيوفها وأقاربها وكنت في عز الشتاء في يناير أضع البطانية علي الأرض وأنام بجوار سريرها خشية أن تريد طلبا بالليل ولا تجد من يلبيه لها وكنت أطلب من زوجي أن ينام هو مرتاح في سريره لأنه عنده عمل في الصباح وأخذت أنا إجازة من عملي لمدة 15 يوم مع العلم أنني موظفة قطاع خاص وزوجة الابن الأكبر موظفة حكومة والمعني مفهوم. واستمر الحال حوالي شهروأنا أراعيها هي وزوجي وحملي والبيت والزوار ويعلم الله أنني لم أقل لها كلمة تحسسها أنني امن عليها برعايتي بل كنت دائما أقول لها هذا واجبي وانت بدلا من أمي فهل لوكانت أمي مكانك سوف أتركها وبالتالي لن أتركك أبدا . ومضيت الحمد لله فترة مرضها بسلام وعندما أفاقت منه قالت لي لم يكن عشمي في زوجة....ان يكون هذا ردها للجميل فهي لم تأت إلا مرة واحدة علي مدار الشهر حتي تراني بحجة أنها تخاف علي الولد من العدوي مع أنها كانت دائما تذهب للعمل وتتركه معي وهي ساكنة بعدي بمحطتين وأنتم بعيدين عني جدا في السكن وتركتم بيتكم وحالكم لتراعوني وحينها بكت حماتي فلم يسعني إلا أن أبكي أيضا وأقبلها وأخفف عنها وأضع الأعذار لزوجة الإبن الأكبر لربما الولد مريض أو لديها مشاكل في العمل فاهتمي بصحتك انت هذا هو المهم الآن. ومن هذه اللحظة تغيرت معاملت حماتي لي وتبدل الحال معي وأصبحت لا تطيق البعد عنا أنا وزوجي فإن لم نذهب لها تأتي هي محملة بالهدايا والأشياء لنا ودائمة في أي مجلس تذكرني بالخير والأصل الطيب وتدعو لوالدتي وبل وأصبحت كم يقال تتمني لي الرضادائما حتيي إنني إذا مررت بأزمة صحية أوي أي ضيق فسرعان ما تحاول التخفيف عني والوقوف بجانبي وبجانب زوجي أيضا وعندما يضايقها تقول له تكرم علشان زوجتك .والحمد لله الآن فنحن معروفين في الأسرة بكاملها بأننا أنا وحماتي كاالام وابنتها لانفترق إلا علي الخير ولا نجتمع إلا علي الخير حتي أنها إذا اشترت طعام طيب لا تريد أن تأكله حتتي نأتي لزيارتها وتعده لنأكله معها. وعندما إبتسمت لها ذات مرة وقلت لها انت فعلا ياماما بتحبيني ردت قائلة جدا والله يعلم بأنه إن كان لدي إبنة لم أكن لأحبها مثلما أحبك انت. وعندما سألها زوجي لم تغيرت معاملتك لزوجتي يأمي فضحكت ضحكة رضا وقالت (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)) عفوا فإنني أعلم انني أطلت في رسالتي عليكم أعزائي ولكني كنت أود أن أوضح أن المعاملة الحسنة لابد وأن ترد بأحسن منها مهما طال الزمن . وللقائمين علي مرجعة رسالتي الشكر حيث أنني أود أن يختصروا رسالتي هذه ولكن مع توضيح ما أريد توصيله للأخوة القراء وجزاكم الله عني كل خير وعفوا مرة أخري لإطالتي الرسالة.(( مهندسة/ رشا لبيب) [[لم يعجبني:]] مهاجمة الحماة لزوجة إبنها والعكس أيضا دون أن يحاول كل منهما أن يعطي فرصة للآخر بحسن المعاملة والصبر علي الطرف الآخرحتي يكون جزاء الإحسان هو الإحسان.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً