أمَدُ القَهْرِ
يلزمنا الشرع أن نعتبر في كل فعل بما يترتب عليه من مصالح أو مفاسد..
ولا ريب أننا نخطئ -خطأًً جسيماً- إن نحن أهملنا بعض تلك المصالح والمفاسد عند تقويمنا لعملٍ ما؛ إذ الواجب استقصاء هذه وتلك استقصاء إحصائياً، وإلا لحق تقويمنا خللٌ لا ينجبر..
من هذه المفاسد -التي أرانا أهملنا اعتبارها -: مفسدة طول أمد القهر.. حيث تأتي تقويماتنا وتقديراتنا وموازناتنا - حيال دفع القهر ورفعه عن الأمة - خلواً من إدراج تلك المفسدة ضمن ما نرصد ونحصي.
ولعمر الله إنها لمفسدة عريضة، قد ترجح - مع أخواتها من مفاسد تأجيل الدفع -، ومن ثم يختلف الحكم والقرار -بشأن توقيت دفع الاستبداد والطغيان- من الإحجام إلى الإقدام، تفادياً لمضاعفات تطاول زمن القهر، وما ينجم عنه من عوامل تخريب الإنسان (الذي هو موضوع التغيير وأداته)..
وقد تقرر في أصول الشريعة أن المفسدة الأعلى تدفع بتحمل المفسدة الأدنى.
ذلك أن الأمة التي يَطُولُ قهرها توشك أن تستمرئ الخنوع والهوان، شأنها شأن كل مريض يُترك فريسة لداء يطول عليه الأمد فيه، فيستشري ويستعصي ويستأصل في جسده فتعزّ مداواته، ويتعذّر علاجه إلا أن يشاء ربي شيئاً.
بل قد يستحيل الخنوع والهوان ثقافة وفلسفة لتلك الأمة، فلسفة تبرر إيثار السلامة والدعة على المبدأ والغاية، وتسوّغ جلب المصالح الشهوانية وإنْ كانت بالمذلة، وتميع قضايا العقيدة والدين لأجل عرض من الدنيا قليل، وتفرط في أحكام الحلال والحرام لمجرد الشهوة والهوى؛ استسلاماً - من الأمة المقهورة - للمستبد المتجبر، وخضوعاً لقهره، واتقاءً لأذاه!!
ألم تر كيفَ تُهدَر كراماتُ الشرفاء في أقسامِ الشرطة، ومقار المباحث، وعلى نقاط المرور، بل وفي المحاكم وسراي النيابة في كثير من الدول العربية, ومع ذلك يصمتون، ويتغاضون، ويمررون ببلادة - أو قليل تضجّر - أشنع صور الإهانة والإذلال؟!
ألم تر كيف تذبح "الحرية" - التي يتشدّقون بها - فوق منصّة "العدل"، وتسحق إنسانية الإنسان - لا حقوقه فحسب - باسم الشرعية والقانون؟!
ألم تر كيف يُتّخذ الآدمي المكرم غرضاً لفنون التعذيب، فيستحيل بين يدي الجلادين إلى ذبيحة تعبث بها آلات شيطانية، بينما "رجال" أمن الوطن يتغامزون ويسخرون ويقهقهون؟!
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَـؤُلاَءِ لَضَالُّونَ} [المطففين:29-32].
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}[الأحزاب:58].
ولو ترى إذ الناسُ يُظلمون ويداسون، ويُبلون في أموالهم وأنفسهم وأبنائهم وحرياتهم.. ورغم ذلك يصبرون، ويكظمون، ويصمتون..
وإمعاناً في إظهار الخنوع - ربما - لجلادهم يصفّقون، وباسم الطاغية يهتفون؟!
يُعتدى على دينهم وحرماتهم، وأقدس مقدساتهم، فيكتفون - في أحسن الأحوال - بالحوقلة والاسترجاع، والدعاء على المارقين سراً!!
وربما يبررون للطغاة ظلمهم ويُسوِّغون للجلادين جرمهم، نفاقاً أو تملقاً أو اتقاءً لشرهم.. ويزعمون ذلك فطنة وحكمة وحصافة وسياسة!!
يسكتون على الباطل، ويصمتون عن الحق، ويطأطئون الرؤوس ذلاً، ويَلزَمون أضيق الطريق صغاراً!!
ثم يعيبون على الأبيِّ الكريم عزّة نفسه، يرون ذلك حماقة، وغباء وإلقاءً بالنفس إلى التهلكة!!
فما أجدرهم بقول أبي الطيب المتنبي:
يــرى الجبناء أن العجز عقلٌ وتـلكَ خديعةُ الطبع اللئــيــم
ومن الحِكَم السائرة - في منطق الناس اليوم - أنْ "تحيا في حالك"، و"تسير بجوار الحائط"، أو حتى بداخله، وأن "تعيش جباناً كي تموت مستوراً ً"..
ولستُ أدري ما السترُ الذي يعنون، إلا أنْ يكون موتاً تحت التعذيب في سراديبَ لا ترى النور!!
ومن الفطنة - في منطق الناس اليوم - أن لا تعرّض نفسك لغضب طاغية، صغيراً كان أو أصغر، لأجل ذلك عليك أن تتحمل أقسى الإهانات، وأحط صور الإذلال، وأبشع أشكال إهدار الكرامة، وأشنع أساليب انتهاك الحرمات، وإبطال الحقوق، وسلب الممتلكات.. ثم تقدم التحية لـ "الباشا" أو "البيه" أو"السيد"!
هذا إن شئت أن تتفادى غضب "فخامته" أو"معاليه" أو"سموه"، ولِتجنبَ نفسك ومن وراءك ومن تعول تلفيق قضية -أو قضايا - تتهم فيها بجريمة شرف أو"تطرّف" أو "إرهاب"، أو تغيب - بلا تهمة - متنقلاً بين السجون وأقسام الشرطة إلى أجل غير مسمى، أو حتى الممات!!
إلى آخر ما نرصده من مظاهر الخنوع والهوان، بقدر ما ترصده منظمات حقوق الإنسان من انتهاكات وجرائم وفظائع تشيب لهولها الولدان.. وما ذاك المرصود إلا بعض الحقيقة لا أكثر.
ألا يدلنا هذا على خطورة امتداد أزمنة القهر، وأهمية تقصير أمده ما أمكن؟
ولكننا نتجاهل هذه المفسدة العظيمة أو نذهل عنها في تقويماتنا.. فنؤخر دفع القهر لأقل مفسدة متوقعة، وكأن مفسدة خنوع الأمة وهوانها على نفسها مرجوحة أو غير معتبرة، والحق أنها الإشكالية الكبرى التي تواجه المجددين عند استنهاض الأمم ومحاولة بعثها، والعقبة الكئود التي تعترض إمكان استنفار الشعوب لنيل حقوقها.
وتأمّل معي كيف أن طول أمَدِ داءٍ ما -أي داء - يفضي إلى استفحاله واستشرائه واستعصائه حتى يعزّ الشفاء..
قال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد:16].
قال ابن عباس - في تفسير هذه الآية -: إن اللهَ استبطأَ قلوبَ المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن فقال: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}..
أي أن الله جل وعلا يعاتبهم أن تأخرت قلوبهم في تحصيل الخشوع عند ذكر الله ولما أنزل من الكتاب والهدى؛ إذ لا ينبغي أن يطول أمد الرقي بالقلوب إلى هذه المنزلة الإيمانية وإلا ضربت عليها القسوة والعياذ بالله. ثم أورد لهم المثل - في ذلك - بما ذكره عن أهل الكتاب.
قال الحافظ ابن كثير: "وقوله تعالى: {وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى لما تطاول عليهم الأمد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم واشتروا به ثمناً قليلاً، ونبذوه وراء ظهورهم، وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال المؤتفكة، وقلدوا الرجال في دين الله، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، فعند ذلك قست قلوبهم، فلا يقبلون موعظة ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد {وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} أي في الأعمال، فقلوبهم فاسدة وأعمالهم باطلة كما قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:13]، أي فسدت قلوبهم فقست، وصار من سجيّتهم تحريف الكلم عن مواضعه، وتركوا الأعمال التي أمروا بها وارتكبوا ما نهوا عنه، ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية ". تفسير القرآن العظيم: (4/311).
وخذ مثلاً آخر يدلّك - أيضاً - على أن طول الأمد في سلوك معين، أو تطاول العهد على حال معين من شأنه أن يُصعِّب الخروج منه إذا دعت إلى ذلك مصلحة أو فريضة..
وقد قلت - مرة - في بعض ما كتبت: "الاستنامة إلى الركون والدعة، واستمراء القعود والانكفاف، من شأنه أن يؤدي إلى إلف السلامة والعافية، وتهيّب ما يتوقع منه الضر والأذى، واستصعاب التكاليف الجالبة للمشقات، بل واستصعاب كل تكليف يخرج عن المألوف المعتاد.. ولقد نبه الله تعالى إلى هذا في كتابه حيث قال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً . أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَا لِهَـؤُلاءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} [النساء:77-78].
فلطبيعة مراحل الاستضعاف - وإن قصرت - تأثير على نفسية المعايش لها، ما يقتضي تقصير أمدها ما أمكن، على أن تستثمر جوانبها الإيجابية بأقصى مدىً وأعمقه، فإن لكل مرحلة سماتها التي تسهم في صياغة شخصية المسلم وتُعِدُّهُ وتؤهله بوجه من الوجوه.
مثلاً: في الآيات السابقة يورد السياق بعض صفات من ذكر الكلام على ألسنتهم.. بعد أن شخص دوافع ما قالوا.. {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ} أي بعد أمد من الاقتصار على تكاليف لا يُخشى من ورائها ضر {إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} وهذه هي العلة الباطنة لإحجامهم ورجائهم التأجيل، الذي يقابله اليوم في واقعنا التسويف والمطل، {وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}.. ثم يقرر القرآن وجه المداواة لهذا الداء: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} أليس هذا هو ما يشد الناس إلى خلف ويثنيهم عن الإقدام؟
كما قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} [التوبة:38]. ثم يعقد في أذهانهم مقارنة بين ذلك الذي يرغبون فيه وما يرغبون عنه {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى} وتلك هي التجارة الرابحة يقينا، فلا يخشى فيها خسارة أو غبناً، ولا يخاف ظلماً ولا هضما {وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}.. حتى إذا استقر هذا المعنى في قلوبهم بعدما سلم في أذهانهم، طفق القرآن العظيم يداوي جانباً آخر من الداء، ألا وهو كراهية الموت، ومظنة إمكان الفرار منه إن هم نكلوا عما عاهدوا الله عليه - مما أمروا به على خلاف ميلهم وهوى نفوسهم-: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}.. وأن النفع والضر كلاهما من عند الله، وعليه فإن امتثال أمر الله إن جلب عليهم ضراً فإنما هو بتقدير الله عز وجل الذي بيده الضر والنفع كله.
هذا على الرغم من أن السلوك التي كانوا عليها، والحال التي كانوا فيها - من الكفّ وإرجاء فرضية الجهاد - سلوك وحال محمودان، لأنهما كانا الواجب الذي خوطبوا به آنذاك، وكلفوا بامتثاله، ولا يسعهم -شرعاً - الخروج منه، أو الانتقال إلى غيره إلا بوحي يوحى..
والذي أعنيه - بالعمل على تقصير زمن القهر إلى أقصر مدى ممكن- هو التقليل من آثاره ومضاعفاته ما أمكن، ذلك أن ما يتسنى للمصلحين اليوم - من تقويم الناس وإصلاحهم - قد لا يتيسر لهم غداً، فمداواة مجتمعاتنا من أمراضها في بداياتها لا ريب يكون أهون وأيسر، وندرك أن الأمة اليوم - فيما حلّ بها من خنوع - ليست كما كانت قبل حقبة العلمانية، وحيث ذلك كذلك فإنني أخشى عليها إن تُركت فريسة لأنظمة الاستبداد والقهر وطال عليها أمد الخنوع والهوان، أن تصير غداً أسوأ مما هي عليه اليوم، وإذاً لعظم المصاب وعز الدواء، وتعذر على المطببين العلاج..
وأضع يدي على قلبي، وأنا أتابع حركة الشارع في بلادنا..
أخشى أن تلين العزائم أمام تعنّت الطغاة وتجبرهم، أو أن تضعف النفوس أمام قمعهم وتنكيلهم، فيجد الشيطان فرصته في التخذيل والتخويف {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}..
ولكني أؤمّل في المؤمنين أن يهتفوا من قلوبهم وملء حناجرهم: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فينالوا شرف التأسي بالصالحين قبلهم، وينقلبوا بنعمة وفضل، مثلهم كمثل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173-174].
فاعلم بأنك لن تنال جسيمة حتى تجشّم نفسك الأهوالا
أجل.. أخشى أن تطوع لنا أنفسنا إيثار السلامة والدعة، فتعود الجموع إلى كمونها وسلبيتها، متعلقة بأوهام الحفاظ على مكاسبها الدعوية والحزبية!!
أخشى أن يستمر نظام القهر ينخر في عزة الأمة وإبائها أكثر مما نخر..
أخشى، وأتوجّس خيفة..
إلا أنني أوقن بأن الفجر مقبل بإسفاره، مهما طال الليل وادلهم إظلامه.. فانهضي وثوري وأقدمي يا أمة القرآن..
- التصنيف: