موت الموت! ... خلود محيي أو خلود مُشقي!

منذ 2014-02-19

الخلود لا يكون إلا بموت الموت!, وهذا لا يكون في تلك الدنيا التي يزاحم الموت "حياتنا" فيها!, إلا أننا الآن نسير قُدما مُسرعين في طريقنا إلى بوابة قصر الخلود, تلك البوابة التي نسميها في دنيانا "الموت".

الخلود لا يكون إلا بموت الموت!, وهذا لا يكون في تلك الدنيا التي يزاحم الموت "حياتنا" فيها!, إلا أننا الآن نسير قُدما مُسرعين في طريقنا إلى بوابة قصر الخلود, تلك البوابة التي نسميها في دنيانا "الموت"، فما أن نجتازها إلا وسلكنا أحد سبيلين: 

إما سبيلا يفقد الموت فيه معناه, فنحيا بعده في جنةٍ لا معنى للموت فيها! حياةً هي خالصةٌ صافيةٌ من أي شائبة ولا كدرة موت! حياةً بحق! لأنها سعيدة, فإن الحياة إن لم تغمرها السعادة تصبح شيئا آخر غير الحياة!!

{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ[هود: ١٠٨]

وإما سبيلا يفقد الموت فيه وظيفته إلا أن كآبته تبقى حية! ذلك هو سبيل جهنم - أعاذنا الله منها - ففيها يخلد الأشقياء مزاحمين للموت يأتيهم من كل جانب إلا أنهم ليسوا بميتين! فقد فقد الموت وظيفته!
{مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم: 16-17].
فيظلون عالقين خالدين في حالة كئيبة شقية لا هي حياة ولا هي موت!! 

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [فاطر: 36].

فحتى طلب راحة الفناء غير مُجاب!, ولا أمل في النجاة، إلا أن يشاء الله. 

{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ}  [الزخرف: 77].

اللهم نجنا من شقاء جهنم واكتب لنا حياةً - تسعدنا فيها بكرمك - بعد موتنا, حياةً لا نرى فيها الموت ولا ظلاله ولا حتى ذكراه, حياةً هي الحياةُ بحق!!

اللهم آمين. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 2,987

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً