المراقبة

منذ 2014-04-04

إذا كان الله معك بقدرته وتوفيقه، رزقك حسن العمل وصرف عنك سوء الأعمال والمنكرات جزاء لك على صدقك وإيمانك وخشيتك له سبحانه، فلينظر المؤمن إلى علاقته بربه، سيعرِف حينها مكانته عنده وسيعرِِف قدر معيَّته له...

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين...

مراقبة الله عز وجل تصدر عن كل ذي تقوى وورع، وكل مؤمن يرجو رحمة ربه ويخاف عقابه، قال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب من الآية:52]، فالمراقبة لها وجهان:

- أن تعلم أن الله سبحانه رقيبٌ عليك، يعلم كل ما تقوم به من أقوال وأفعال واعتقادات، وأن الله مُطَّلع عليك لا تخفى عليه خافية.

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران:5]، وقال أيضًا: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ} [الحديد من الآية:4].

- أن تراقب الله عز وجل في كل أقوالك وأفعالك في السِّر والعلن.

قال سفيان الثوري رحمه الله: "عليك بالمراقبة ممن لا يخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة".

قال سبحانه: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:218-219].

الذي يراك حين تقوم في ظلمة الليل في المكان الخالي الذي لا يراك فيه أحد، فالله بكل شيء محيط وعلى كل شيء قدير.

الذي يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.

وهنا لا بد لأي عمل من أربع وقفات مع النفس قبل الشروع به حتى تتحققق مراقبة الله فيه:

1- هل هذا العمل خير أم شر؟

2- هل هناك إمكانية للعمل أم لا؟

3- هل هو لله أم لا؟

4- هل أدوات هذا العمل مباحة أم لا؟

فالمُوفَّق هو الذي يجعل خشية الله في السِّر أعظم من خشيته في العلانية، وهنا يكمُن صدق الإيمان والإخلاص مع الله سبحانه.

قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، فإذا وُفِّق العبد للهداية، والإخلاص، والمتابعة فقد ربح وفاز.

ولمن يراقب الله ويتقيه معية خاصة: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف من الآية:90]، فإذا كان الله معك بقدرته وتوفيقه، رزقك حسن العمل وصرف عنك سوء الأعمال والمنكرات جزاء لك على صدقك وإيمانك وخشيتك له سبحانه، فلينظر المؤمن إلى علاقته بربه، سيعرِف حينها مكانته عنده وسيعرِف قدر معيَّته له.

فاللهم اجعلنا ممن يراقبك ويتقيك حق التقوى، واجعلنا ربنا من المؤمنين الموقنين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

صفاء بنت محمد الخالدي

- درست على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( من خلال الأشرطة والكتب ) - حصلت على خمس شهادات في العقيدة والفقه من معهد منارة العلوم الشرعية للدراسة عن بعد - تلقي العديد من المحاضرات والدورس الشرعية في المساجد والدور النسائية

  • 2
  • 0
  • 3,531

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً