اخدموا الناس!

منذ 2014-04-14

خدمة الخلق وهضم حظوظ النفس وتقديم الغير على الذات؛ من الصفات النادرة التي لا يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم.

خدمة الخلق وهضم حظوظ النفس وتقديم الغير على الذات؛ من الصفات النادرة التي لا يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم. وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم مواقف الواحد منها يُغني عن ألفِ كلمة وألف موعظة ومن هذه المواقف تخيرت هذا الموقف العظيم الذي يحتاج لتأمُّل وتكرار فكل كلمة فيه وكل تصرُّف يساوي آلاف الدروس.

روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي قتادة، وفيه -في قصَّة نومهم عن صلاة الفجر-: "...قال ودعا بالميضأة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأبو قتادة يُسقيهم -أي أصحابه- فلم يَعْدُ أن رأى النَّاس ماءً في الميضأة تكابُّوا عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسنوا الْمَلَأَ كلُّكم سيَرْوى». قال: ففعلوا. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثمَّ صبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «اشرب!». فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله. قال: «إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا». قال: فشربت، وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتى النَّاس الماء جامِّين رِوَاء[1]".

ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- (جامِّين رِوَاء: مستريحين قد رووا من الماء. انظر: لسان العرب؛ لابن منظور).

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 1
  • 0
  • 1,381

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً