في بيتنا مكّار

منذ 2014-04-16

أخطر ما يضعف مجتمعاتنا هو سوء ظن الكبار في الصغار وسوء توقعات الصغار من الكبار ،ولردم الهوة على يد الكبار أن يغيروا نظرتهم للجيل الجديد ،ويستبدلوا النقد والتركيز على الأخطاء بالتشجيع والتقدير ،والتركيز على الحسنات ،والمشاركة في الرأي على اتخاذ القرارات

عرضنا من قبل عرض لكتاب (في بيتنا مكّار) وهانحن الآن نقتطف لكم منه أهم العبارات المختصرة التي هي أغلى من الذهب والتي إن عملنا بمقتضاها جاءت لنا ولفلذات أكبادنا بالخير كل الخير، ولأمتنا الإسلامية إن شاء الله.

* إن تربية الأبناء في عهود الانفتاح هي كالإبحار في المحيطات بقارب متواضع، والأخبار تنقل إلينا أن الملاحين المهرة المدربين هم فقط من ينجحون في هذه المهمة .

* سلوك الأبناء له جذور كامنة مستترة تدفعه وتوجهه نحو أغراضه.

* سلوك (خالف تعرف) هو سلوك سلبي للفت الانتباه يطوره الطفل عندما لا يشبع الوالدان حاجته للانتماء إليهما وحبهما، وتلقي الحب منهما بالطرق السوية الصحيحة.


* التمرد على النظام والعناد ووضع العقبات في طريق قرارات الوالدين هي سلوكيات يطورها الطفل عندما لا تشبع حاجته لتقدير قوته، والاحتفال بإنجازه والاعتراف بجميله بطرق سوية صحيحة.
* سلوكيات الانتقام والتخريب للممتلكات هي سلوكيات يطورها الأبناء عندما لا تشبع حاجاتهم للحرية، وعندما تفشل البيئة في إشراكهم في صناعة القرارات التي تخصهم.
* عندما تكون البيئة جافة غير مشجعة، وعندما يركز الوالدان على النقد وعلى أخطاء الطفل، فإن الطفل سيكون حاضراً معهما بجسمه، لكنه سيكون منسحباً بعقله وفؤاده، وسيتحين الطفل مع هذا الجو الناقد الفرص للانسحاب من الأنشطة الأسرية بسبب ما يجلبه له نقد الوالدين وسلبيتهما له من أكدار وضيق.

* إن السلوك الإنساني هادف ومتجه نحو إشباع حاجات الفرد، وتقوم الثقافات المختلفة بتزويد الأفراد بالوسائل والأنشطة المشروعة لإشباع حاجاتهم، وتعززها عن طريق اعتمادها والاعتراف بها وسيلة للحصول على الحاجات وقد يكون من تللك الوسائل والأنشطة ما لا يليق بالأسر الرصينة المحترمة مثل الصراخ أو الاعتداء البدني أو السخف أو أخذ الأشياء غصباً أو غير ذلك من الأشياء.
* تجبر البيئة الأسرية الطفل على سلوك بعض الطرق الملتوية لإشباع حاجاته وذلك بسبب عدم تيسر إشباعه لحاجاته بالطرق السوية، والمطلوب هو وعي الوالدين بحاجات الصغير وتلمسهم لها، وتيسير الطريق أمامه للإفصاح عنها، كما أن المطلوب من البيئة الأسرية هو تنويع وسائل إشباع الحاجات، واقتراح صور جديدة للإشباع أو الإيحاء بها للأبناء.
* ذات الطفل الضخمة غير المهذبة (بشكل طبيعي فطري) ستبحث عن مخرج عندما تنضغط، والطفل سيكون في سعي دائب لإيجاد حلول ذكية للمشكلات التي تسببها ضغوط الكبار.

* سلوك السواء لا يكافأ في بيئاتنا بدرجة كافية ومشبعة لحاجات الأبناء الأمر الذي يجعله يضمر ويتنحى وتحل محله سلوكيات أقل سواء لكنها أكثر لفتاً لانتباه الكبار.
* الحب سلوك وليس مجرد مشاعر وهو المغذي لمعظم الحاجات.
* أبرز نتائج الحب السلوكي: الانتماء للنظام والولاء له، والانصياع الطوعي لقوانينه.

* عندما يحبنا أطفالنا فإنهم سيحرصون على محاكاة نماذجنا وتقليد سلوكياتنا، وسنضمن انتقال ثقافتنا التي ارتضيناها إلى أجيالنا، ذلك لأن المحب لمن يحب مطيع.
* في محبة أبنائنا لنا وإعجابهم بنماذجنا ضمان لانتمائهم لنا، وانخفاض مستوى التوتر في بيئاتنا الأسرية، وانضباطهم بالنظام بل وتبنيهم له وتحقيق السعادة للجميع.
* سينسحب الشاب أو الفتاة من جو الأسرة عندما لا يجدان جواً مريحاً أي عندما يغلب على الكبار من حولهما النقد والتجريح والتركيز على الأخطاء.

* أخطر ما يضعف مجتمعاتنا هو سوء ظن الكبار في الصغار وسوء توقعات الصغار من الكبار، ولردم الهوة على يد الكبار أن يغيروا نظرتهم للجيل الجديد، ويستبدلوا النقد والتركيز على الأخطاء بالتشجيع والتقدير، والتركيز على الحسنات، والمشاركة في الرأي على اتخاذ القرارات.
* الرسائل السلبية التي يبثها الآباء قد تكون مدمرة وقد تحدث في شخصيات أبنائهم قروحاً لا تندمل وآثاراً يصعب على المدى زوالها.

* خوف الطفل من خسرانه لمحبة والديه وإعجابهما به هو الذي يلجئه للكذب مبكراً، وانفعالات الوالدين وإشاراتهما الغاضبة ستلجئ الطفل إلى حماية نفسه بتغيير الحقيقة، إن الأمر بحاجة إلى أن يراجع الوالدان نفسيهما ويقدرا سلطاتهما وما يمكن أن تحدثه من آثار خطيرة مدمرة على ابنهما.

* إشباع حاجة الحرية للأبناء إنما يكون بإيجاد الوالدين لجو مريح محاور يؤسس الولاء للقيم باستخدام صمغ المحبة، وبالتالي يتحدد بهدوء وثقة تعريف الحرية وحدودها ومثل تلك الممارسة تجعل سلطات الوالدين محترمة عند أبنائهما.
* المألوفات سجن لا قضبان له يحبس الإنسان وهو يظن نفسه حراً طليقاً، وقد لا يكتشف المرء أبداً حقيقة ما يجري حوله بسبب توهيمه نفسه.
* إن الشخص غير المنضبط في انفعاله يسهل التحكم فيه حتى إن أبناءه سيزدادون مناعة ضد انفعاله.

* سمو قدر النفس إنما يرفعه شعور المرء بتحقق توقعاته وآماله في الواقع الملموس كما يخفض قدر النفس ويحبطها شعور المرء ببعد الشقة بين توقعاته وواقعه.
* في ثنائية الصبر والذكر تكون الآلة التي نرتحل بها إلى الحياة السعيدة ،قال تعالى {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [البقرة: 45] 

* وقال تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28] وقوله سبحانه {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: 45] وقال تعالى {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10] وقوله تعالى {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً} [طه: 124]
* تذكر أنك والد وأنك مسئول وأنك سلطة راعية ونموذج يحتذى من قبل أبنائك.

* مشكلات أبنائنا هي حلولهم المبتكرة للخروج من مآزق يعيشونها بسبب إغفالنا إشباع حاجاتهم بالطرق الصحيحة.

* إن الوالد المتفهم لحاجة الطفل إلى الاحتضان وإشباع الحاجات، يعرف تماماً متى يرقى بالحوار مع أبنائه بما يوّفر لهم الأمن النفسي والاجتماعي كما أنه لا يعرف تماماً متى يأتي بكلمة (لا).
* إن الطفل كما هو بحاجة إلى الرعاية المادية والإنفاق هو بحاجة أشد لأن يشعر بالسلام والأمن النفسي مع من حوله وبالذات أمه وأبيه.
* قد يظن كثير من أبنائنا أننا لا نحبهم وذلك بسبب ما يستقر في أذهانهم من كثرة توجيهنا لهم أو صرامتنا تجاه بعض سلوكياتهم التي قد تصل أحياناً لحد القسوة.

* يختلف مفهوم العدالة عند الأطفال تبعاً للمرحلة العمرية التي يمرون بها، التقبيل والضّم والحنان وتفهم المشاعر هي أعلى درجات العدالة عند طفل الثالثة في حين يحتاج طفل الثامنة لمزيد من نظرات الحب والتقدير وحسن التوقع، أما المراهق فهو يحتاج منّا إلى إظهار الاهتمام لما يطرحه من أفكار ووجهات نظر حتى يشعر بالأمان والعدالة تجاه النظام الأسري الذي ينتمي إليه.

* تعتمد معركتنا في هذه الحياة على كيفية إعداد ذواتنا وقدرتنا على التحكم فيها، وكلما كان الإنسان أكثر ضبطاً لنفسه استشعر الهدوء والاطمئنان النفسي وفي الذكر والصلاة علاج ناجح لهذه المسألة.
* قدرة الإنسان على الاستماع فيها تهذيب للنفس بضبطها وعدم اتباعها في شهوة التحدث بلا ضابط والتي قد تتسبب في انصراف أبنائنا عنّا.

* إن الابن سيعيش عيشة ضنكاً وعنتاً يتلقى إشارات سلبية من والده تدل على سوء ظن، أو توقعات دونية عن قدراته.

* يجب أن ينظر المربي لمن يقوم بتربيته نظرة -لا نقول عادلة- بل رحيمة، فلا ينتظر منه القبيح فيكون أشبه بالذباب بل ينظر بعيني نحلة ترى الرحيق في الزهور وتغفل تماماً عن وجود الأشواك فيها.
* يجب أن نطور البيئات التعليمية التي يوضع فيها المتعلم بحيث نحتفظ بأكبر قدر من تركيزه في المادة العلمية التي تقال للصلة الوثيقة بين التركيز والقدرة على التحصيل الدراسي.
* إن قاعدة احترام النفس تقتضي أن يعرف الأب والأم الحد الفاصل بين ذاتيهما وذوات أبنائهما.

محمد المصري

معلم وباحث إسلامي مهتم بالقضايا التربوية والاجتماعية ،وله عديد من الدراسات في مجال الشريعة والعقيدة والتربية الإسلامية.

  • 2
  • 1
  • 2,826

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً