بخ بخ: ما عند الله خير
عندما نجد يتيمة لا تجد ما يسترها لتتم نفقات زواجها وكأنها في صحراء جرداء من قطرة رحمة من البشر حولها، إلا من رحم الله..! بينما هناك وبالقرب منها من يتفضل عن ولائمه ونفقاته الزائدة ما يزوج خمس فتيات أو عشرة مثلها! فهل وقفنا جميعًا مع أنفسنا وقفة مراجعة، وتحملنا مسئوليتنا نحو هؤلاء؟!
عندما نرى مريضًا فقيرًا لا يجد ما ينفق على علاجه بالرغم من ثراء أقرباءه وجيرانه..
عندما نرى يتيمًا لا يجد ما ينفق على تعليمه فضلاً عن طعامه وشرابه وملبسه، وله جيران أثرياء وأقرباء غير فضلاء..!
عندما نجد يتيمة لا تجد ما يسترها لتتم نفقات زواجها وكأنها في صحراء جرداء من قطرة رحمة من البشر حولها، إلا من رحم الله..! بينما هناك وبالقرب منها من يتفضل عن ولائمه ونفقاته الزائدة ما يزوج خمس فتيات أو عشرة مثلها! فهل وقفنا جميعًا مع أنفسنا وقفة مراجعة، وتحملنا مسئوليتنا نحو هؤلاء؟!
لكل هذه النماذج أزف هذه البشرى للمنفق في سبيل الله:
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّه سمع أنس بن مالك، يقول: "كان أبو طَلْحَة أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالاً، وكان أحبَّ أمواله إليه بيرحى، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب مِن ماءٍ فيها طيِّبٍ، قال أنسٌ: فلمَّا نزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]، قام أبو طَلْحَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الله يقول في كتابه: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بيرحى، وإنَّها صدقةٌ لله، أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:، «ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعتُ ما قلتَ فيها، وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقسمها أبو طَلْحَة في أقاربه وبني عمِّه" (رواه مسلم:998).
بخٍ: كلمة تقال لتعظيم الأمر وتفخيمه (شرح النووي على مسلم:7/85).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: