إنا لله وإنا إليه راجعون
منذ 2008-02-12
اللهم اغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم وسع له في قبره، ونور له فيه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
اللهم اغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم وسع له في قبره، ونور له فيه.
اتسمت الآونة الأخيرة بوفاة عدد كبير من علماء الأمة، تاركين فراغًا كبيرًا يؤذن ببسط الجهل ورفع العلم، فإن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعًا من صدور العلماء، ولكن يقبضه بموت العلماء فإذا ما ماتوا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
قال حذيفة -رضي الله عنه-: "لو شئتم لأخبرتكم بأول علم يُرفع من الناس، قال الخشية".
ومن أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر، وهم أهل البدع كما قال ابن المبارك -رحمه الله-
لقد عاش الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- حياة حافلة بتعلم العلم وتعليمه، حيث تخرج في كلية الشريعة بالرياض وكان ترتيبه الأول، ونال شهادة الماجستير والعالمية العالية (الدكتوراه).
وتحصل على عشرين إجازة.
وتم تعيينه مدرسًا وخطيبًا بالمسجد النبوي الشريف.
واختير وكيلاً لوزارة العدل وعضوًا في اللجنة الدائمة للإفتاء وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
كما صار رئيسًا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي.
وترك الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- عشرات المؤلفات في العلوم المختلفة، والتي تدل على تبحره وسعة إطلاعه -رحمه الله-، ونرجو أن تكون سببًا لامتداد أثره بعد مماته، «فإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، والموت حق، وخروج الروح لحظة فارقة بين الحياة والممات.
ولكن تظل آثار العلماء والصالحين باعثة على طلب العلم النافع ومتابعته بعمل صالح، وتستحث طلاب العلم وذوي الهمم على سد الفراغ والثغرة التي تحدث برحيل أهل العلم والفضل.
وعدم الاكتفاء بالكتب والدراسات الموضوعة على شبكة المعلومات، فهذا لم يمنع من بسط الجهل ورفع العلم، والعلم لا يناله الإنسان براحة الجسم، «ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقًا إلى الجنة»، ويحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
كان البعض يقول: "إني لأسمع بموت الرجل من أهل السنة فكأنما قطع عضو مني".
وكان أبو الدرداء -رضي الله عنه- إذا رأى جنازة يقول: "اغدوا فإنا راحون، وروحوا فإنا غادون، موعظة بليغة وغفلة سريعة، يروح الأول ولا يعتبر الآخِر".
إن المصاب كبير وعلى كل منا أن يتذكر مصابه في وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
نسأل الله -تعالى- أن يعوض الأمة في مصابها خيرًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
موقع صوت السلف
www.salafvoice.com
المصدر: صوت السلف
- التصنيف: