الغضب - (3) أقوال السلف والعلماء في الغَضَب

منذ 2014-05-19

الواجب على العاقل إذا ورد عليه شيء بضد ما تهواه نفسه، أن يذكر كثرة عصيانه ربه، وتواتر حلم الله عنه، ثم يسكن غضبه، ولا يزرى بفعله الخروج إلى ما لا يليق بالعقلاء في أحوالهم، ثم تأمَّل وفور الثواب في العقبى، بالاحتمال ونفي الغَضَب..

- قال عمرُ بنُ عبد العزيز: "قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع" (شرح صحيح البخارى لابن بطال:1/368).


- وقال الحسن: "أربعٌ، من كُنَّ فيه عصمه الله من الشيطان، وحرَّمه على النار: مَنْ ملك نفسَه عندَ الرغبة، والرهبة، والشهوةِ، والغَضَب" (شرح صحيح البخارى لابن بطال:1/368).

- وحكي أن الفضيل بن عياض كان إذا قيل له: "إنَّ فلانًا يقع في عرضك، يقول: والله لأغيظنَّ مَن أمره، يعني: إبليس، ثم يقول: اللهم إن كان صادقًا فاغفر لي، وإن كان كاذبًا فاغفر له".
- وقال جعفر بنُ محمد: "الغَضَبُ مفتاحُ كلِّ شرٍّ" (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/363).

- وقال عبد الملك بن مروان: "إذا لم يغضب الرجل لم يحلم؛ لأن الحليم لا يعرف إلا عند الغَضَب" (روضة العقلاء لابن حبان البستي ص:141).
- وقيل لابنِ المبارك: "اجْمَعْ لنا حُسنَ الخلق في كلمة، قال: تركُ الغَضَب" (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/363).

- وقال الحسن: "المؤْمن حَليم لا يَجهل وإن جُهل عليه، وتلا قولَ الله عزَّ وجلَّ: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} [الفرقان:63]، (العقد الفريد لابن عبد ربه:2/278).


- وقال ميمون بن مِهران: "جاء رجلٌ إلى سلمان، فقال: يا أبا عبدِ الله أوصني. قال: لا تغضب، قال: أمرتني أنْ لا أغضب، وإنَّه ليغشاني ما لا أملِكُ، قال: فإنْ غضبتَ، فامْلِكْ لِسانك ويَدَك" (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/368).

- وقال عطاءُ بنُ أبي رباح: "ما أبكى العلماءَ بكاء آخرِ العمرِ من غضبة يغضبُها أحدُهُم، فتهدِمُ عملَ خمسين سنة، أو ستين سنة، أو سبعين سنة، وربَّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحمًا ما استقاله" (جامع العلوم والحكم لابن رجب:1/374).

- وقال يزيدُ بن أبي حَبيب: "إنما غَضَبي في نَعْليَّ، فإذا سمعت ما أكره أخذتُهما ومَضيت" (العقد الفريد لابن عبد ربه:2/279).


- وقال أبو حاتم: "أحسن الناس عقلًا من لم يحرد"، -يحرد: يغضب- (انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي، ص:276)، "وأحضر الناس جوابًا من لم يغضب" (روضة العقلاء لابن حبان البستي، ص:138).

- وقال أيضًا: "الواجب على العاقل إذا ورد عليه شيء بضد ما تهواه نفسه، أن يذكر كثرة عصيانه ربه، وتواتر حلم الله عنه، ثم يسكن غضبه، ولا يزرى بفعله الخروج إلى ما لا يليق بالعقلاء في أحوالهم، ثم تأمَّل وفور الثواب في العقبى، بالاحتمال ونفي الغَضَب" (روضة العقلاء لابن حبان البستي، ص:139).

  • 7
  • 0
  • 16,234
المقال السابق
(2) النهي عن الغَضَب في السنة النبوية
المقال التالي
(4) آثار الغَضَب

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً