رمضان فرصة للتغيير - التقوى

منذ 2014-06-23

إذن فالتقوى: حساسيةٌ في الضمير، وشفافيةٌ في الشعور، وخشيةٌ مستمرة، وحذرٌ دائم، وتوق لأشواكِ الطريق، طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس، وأشواكُ الفتنِ والموبقات، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك.

رمضان فرصة للتغيير .. ليصبح العبد من المتقين الأخيار، ومن الصالحين الأبرار.
يقول الله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فقوله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} تعليل لفرضية الصيام، ببيان فائدته الكبرى، وحكمته العظمى.

وهي تقوى الله والتي سأل أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه الصحابيَ الجليل، أبيَ بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها؟ فقال يا أمير المؤمنين: أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال: بلى .. قال: فما صنعت؟ قال: شمرتُ واجتهدت .. أي اجتهدتُ في توقي الشوك والابتعاد عنه، قال أبي: فذلك التقوى.


إذن فالتقوى: حساسيةٌ في الضمير، وشفافيةٌ في الشعور، وخشيةٌ مستمرة،  وحذرٌ دائم، وتوق لأشواكِ الطريق، طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس، وأشواكُ الفتنِ والموبقات، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك.

خـل الـذنوب صغـيرها *** وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض *** الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرةً *** إن الجبـالَ من الحـصى

هذا هو مفهوم التقوى .. فإذا لم تتضح لك بعد، فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله: هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيلُ، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل.
هذه حقيقة التقوى، وهذا مفهومها.

محمد بن عبد الله الهبدان

إمام و خطيب جامع العز بن عبدالسلام في الرياض

  • 2
  • 0
  • 7,252
المقال السابق
لماذا رمضان ؟!! (2)
المقال التالي
المجتمعُ الإسلاميُ الأول

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً