وحلم الله بحكمةٍ

منذ 2014-06-24

وحلم الله بحكمة ولحكمة ربما لا تدريها عاجلًا لكنها قد تظهر بعد حين..

تصور لو أن من آيسوا من إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال لَإسلام حمار الخطاب أهون كان الأمر بيدهم فما أمهلوه ووافته منيته قبل إسلامه..

لكن الله قضى بحكمته أن يُمهِله ويحلم عليه حتى صار بعد حين أميرًا للمؤمنين وذخرًا للموحدين وعِزًّا للإسلام والمسلمين..

وهل كان إمهاله لخالد بن الوليد يوم أُحد، وقد كان فارس المشركين ذلك اليوم الذي استعاد لهم دفة المعركة - إلا نموذجًا جليًا لحكمة من حكم ذلك الإمهال..

تصور لو كان خالد رضي الله عنه قد عُجِّلت له العقوبة وهلك يوم أُحد أو قبله، وهو لم يزل بعد على الشرك
لكن الله قضى بحكمته أن يحلم وأن يُمهِله حتى صار سيفًا مسلولًا بعد حين على أعداء ربّ العالمين..

فلا تظنن أن استعجالك دائمًا هو الخير ولا تدري ما يُدبِّره ربك وهو لا يُعجِّل لعجلة أحد وهو الحكيم..

لكن مع كل هذا الحلم الذي ذكرت طرفًا يسيرًا منه فيما سبق وما لم أذكره أكثر وأعظم فإنه إمهال بغير إهمال وهو إملاء لأجل مُسمَّى..

لكن الحليم إذا غضب أخذ وإن أخذه أليم شديد وهو «يُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» (جزءُ من حديثٍ رواه البخاري).

تأمَّل... «لَمْ يُفْلِتْهُ»..

متى؟!
حين يشاء..

كيف؟!
حسبما أراد..

خسفٌ.. أم مسخٌ.. أم زلزلةٌ.. أم إغراقٌ.. أم بلاء..

لا تدري ربما شىء من ذلك وربما كل ذلك.. {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف:55].

هو فقط يعلم متى، وكيف، وما هو بغافلٍ عمَّا يعمل الظالمون وما الله بغافلٍ عما تعملون..

فيا من غرَّك حِلمه وتواكلت على إمهاله، وتغافلت عن إملائه، فظلمت، وطغيت، وفسدت، وأفسدت، وعلوت في الأرض واستعليت.. انتبه!

انتبه! فإن أجل الله إذا جاء لا يُؤخَّر..

وإن ظننت أنه تأخَّر..

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 1,701

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً