تدبر - [26] سورة النساء (1)
العدل المطلق..
تلك القيمة العظيمة التي تؤصل لها سورة النساء وترسخها في الوجدان المسلم.. العدل مع الجميع وبين الجميع وعلى الجميع..
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58]..
الملاحظ في الآية.. أن الأمر بالعدل قد جُعل بين الناس عامة ولم يخص المولى عز وجل بهذا العدل المؤمنين أو المتقين ولم يجعله حكرًا على طائفةٍ أو عِرق أو لون..
ولكن بين الناس..
كل الناس..
لقد عمَّم العدل على الجميع في تلك الآية وعلى هذا مدار السورة في جُلَّ مواضعها..
وقد أصَّلت سورة النساء لمبدأ العدل المطلق مع الكل حتى مع أبعد من يتصوَّر العقل القاصر - أن يعدل معهم ضرب الله في السورة مثالًا من أروع الأمثلة للعدل معهم وهو العدل مع الأعداء..
بل حتى مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا وهم اليهود..
فتجد في السورة مشهدًا مُبهِرًا مهيبًا من العدل الكامل معهم والإقساط إليهم كما سيأتي إن شاء الله..
- التصنيف: