تدبر - [139] سورة إبراهيم (2)

منذ 2014-07-12

سورة إبراهيم تُلخِّص قصة الصراع منذ البداية.. الصراع بين الحق والباطل وحقيقته.. الصراع بين أئمة الهدى والقادة الربانيين وبين أئمة الضلال العتاة المتجبرين.. والملحوظ أن القصة هنا في أغلب مواضعها لا تذكر بإفراد كل حامل حق من نبي أو رسول في مواجهة قومه كما الحال في الأعراف أو هود أو الشعراء لكنها هاهنا لها طابع مختلف..

وسورة إبراهيم تُلخِّص قصة الصراع منذ البداية..

الصراع بين الحق والباطل وحقيقته..

الصراع بين أئمة الهدى والقادة الربانيين وبين أئمة الضلال العتاة المتجبرين..

والملحوظ أن القصة هنا في أغلب مواضعها لا تذكر بإفراد كل حامل حق من نبي أو رسول في مواجهة قومه كما الحال في الأعراف أو هود أو الشعراء لكنها هاهنا لها طابع مختلف..

إن الصياغة هنا جماعية تشير إلى عموم قوى الشر في مواجهة قوى الخير والحق..

يغلب على الحوار في السورة الطابع الجماعي كأنهما فريقان كل فريق يُكلِّم الآخر..

{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ}..

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ}..

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}..

وفي المقابل:

{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيب} [إبراهيم من الآية:9]..

{قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [إبراهيم من الآية:10]..

السورة تضع الفريقين ككل في مواجهة بعضهما البعض بغض النظر عن مئات بل آلاف الأعوام التي تفصل بين قصصهم وأفرادهم..

إنهم حلقات في سلسلة واحدة وصفوف في قافلة ممتدة منذ لدن آدم عليه السلام..

فريق في مقدمته سادتنا نوح إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وهود وصالح ولوط وداود وسليمان وإلياس وباقي الأنبياء عليهم السلام في جهة..

وفي المقابل إبليس وفرعون وهامان وقارون والنمرود وصاحب الأخدود وأبو جهل وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف في الجهة المقابلة..!

والكلام واحد لأن الدعوة واحدة..

والردود متشابهة كما القلوب متشابهة..

والحجج مُتكرِّرة في كل عصر، فالحق واحد والباطل يتواصى به..

{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} في مقابلها دائمًا: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ}..

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} في مقابلها دومًا: {قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا}..

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} في مقابلها: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا}..

إنها الرحلة التاريخية والصراع القديم المستمر بين قافلة الحق والجبارين من الخلق..

فتأمَّل.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 8,006
المقال السابق
[138] سورة إبراهيم (1)
المقال التالي
[140] سورة إبراهيم (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً