تدبر - [161] سورة النحل (5)

منذ 2014-07-14

المشكلة أنهم بينهم وبين أنفسهم يعلمون حقيقة النعمة ومصدرها ويدركون أن ما أمسى بهم من نعمة وأصبح - فمنه وحده لا شريك له.. وأبلغ دليل على ذلك أنهم يجأرون إليه ويسارعون متى زالت تلك النعمة ومسهم نقيضها..!

والمشكلة أنهم بينهم وبين أنفسهم يعلمون حقيقة النعمة ومصدرها ويدركون أن ما أمسى بهم من نعمة وأصبح - فمنه وحده لا شريك له..

وأبلغ دليل على ذلك أنهم يجأرون إليه ويسارعون متى زالت تلك النعمة ومسهم نقيضها..

{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53]..

عند الحاجة يعرفون ممن يطلبون ولمن يجأرون وإلى من يسارعون ويهرعون لكنهم سرعان ما ينسون أو يتناسون..

المثير للدهشة بل الذهول هو رد فعلهم بعد الاستجابة هو تلك (النذالة) العجيبة التي وصفها قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} [النحل:54]..

{لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُم} [النحل من الآية:55]..

كُفرٌ مقابل الإنعام!

شِركٌ مقابل رفع الضر وكشف البلاء!

وليسَ فحسب بل: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ} [النحل:56]..

يرزقهم ويعطيهم ثم يجعلون لغيره من الشركاء نصيبًا من هذا الرزق..

أيُّ جحود هذا وأي افتراء؟!

إنه نمط مريع في خِسَّته مُقزِّز في مصلحته..

ما إن ينال ما أراد حتى يُعرِض ويتولى بل ويستعمل الإنعام في العصيان ويمتطي الرزق ليبلغ مزيدًا من الجحود والنكران..

{فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُون} [النحل من الآية:55].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 2,204
المقال السابق
[160] سورة النحل (4)
المقال التالي
[162] سورة النحل (6)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً