تدبر - [242] سورة المؤمنون (6)

منذ 2014-08-01

{كَلَّا}.. كلمة من ثلاثة حروف، لكن ما أثقلها على سمعه الآن.. ربما لن يسمعها في تلك الساعة.. ربما يترك ليُكرِّرها عقودًا.. وربما قرونًا كما قال البعض.. ربما لن يسمع الرد على طلبه الذي سيُكرِّره في كل موطن إلا بعد مئات السنين! سيظل يُكرِّر تلك الكلمة التي هو قائلها الآن في كل مرحلة يمر بها في رحلته الأخيرة..

{كَلَّا}..

كلمة من ثلاثة حروف، لكن ما أثقلها على سمعه الآن..

ربما لن يسمعها في تلك الساعة..

ربما يترك ليُكرِّرها عقودًا..

وربما قرونًا كما قال البعض..

ربما لن يسمع الرد على طلبه الذي سيُكرِّره في كل موطن إلا بعد مئات السنين!

سيظل يُكرِّر تلك الكلمة التي هو قائلها الآن في كل مرحلة يمر بها في رحلته الأخيرة..

سيقول بعد قليل: {رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون من الآية:10]..

سيقولها كما قالها أمثاله في كل زمان: {رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ . وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَال} [المؤمنون من الآية:44-45]..

وسيقول يوم يأتي تأويل ما أنذر به: {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [المؤمنون من الآية:53]..

وسيقول وهو ناكسٌ رأسه عنده: {ربَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} [إبراهيم من الآية:44]..

وسيصرخ حين يرى ما حُذَّر منه: {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى من الآية:44]..

وسيجأر حين يجد نفسه حبيس ما قد رهَّبوه منه طويلًا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [فاطر من الآية:37]..

{ارْجِعُونِ}، {أَخْرِجْنَا}، {أَخِّرْنَا}، {أَخَّرْتَنِي}، {فَارْجِعْنَا}، {نُرَدُّ}، {مَرَدٍّ}..

لكنها مجرّد كلمات..!

لا رجوع، لا عودة، ولا تخفيف..!

فقط دونهم السداد..!

سداد ثمن تأخرهم عن الإجابة..!

سداد ثمن سخريتهم وتعاليهم..!

سداد ثمن تغافلهم عن تلك الأمنية التي كان ينبغي لها أن تقال وأن يعمل بها مُبكرًا..!

أمنية {رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْت} [المؤمنون من الآيتين:99-100].
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,057
المقال السابق
[241] سورة المؤمنون (5)
المقال التالي
[243] سورة المؤمنون (7)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً