تدبر - [295] سورة العنكبوت (4)
هل سكت الخليل؟ هل توارى بدعوته، وتوقف عن الصدع برسالته؟ هل أحبطه إيذاء أعدائه فيأس من بلاغ عقيدته؟ هل داهن في الحق الذي يحمله، أو تنازل عن الصواب الذي يدين به؟
وماذا بعد أن ألقي الخليل في النار؟!
وماذا بعد أن بلغوا منه ذاك المبلغ، ووصلوا إلى تلك المرحلة -التحريق؟!
وماذا بعد هذا البطش العظيم، والبلاء المبين، والأذى المستحكم؟!
هل سكت الخليل؟
هل توارى بدعوته، وتوقف عن الصدع برسالته؟
هل أحبطه إيذاء أعدائه فيأس من بلاغ عقيدته؟
هل داهن في الحق الذي يحمله، أو تنازل عن الصواب الذي يدين به؟
هل ذلَّ أو كلَّ أو ملّ؟
تأتيك الإجابة في سورة العنكبوت في الآية التالية مباشرة لآية التحريق والإيذاء {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} [العنكبوت:25].
هكذا كان قوله، مباشرة بعد خبر إيذائه، وهكذا أصحاب الرسالات الحريصون على البلاغ في كل حال، و تحت أي ظرف وفي كل زمان ومكان.
- التصنيف: