تدبر - [330] سورة فاطر (4)
هنا تأتي مناجاتهم وثناؤهم على الله أولًا باسمه الغفور؛ الذي لولا أن عوملوا بمقتضاه لكانوا الآن يتفحمون في النار، ثم يعاينون جنة مبهرة مذهلة عرضها كعرض السماء والأرض، وسقفها عرش الرحمن، وملاط قصورها المسك، وأنهارها العسل واللبن والماء غير الآسن، يعاينون كل هذا الإبهار ثم يقارنوه بضعفهم وتقصيرهم وقلة زادهم فيعلمون أنهم إنما يعاملون بهذا الاسم الذي تتجلى به تلك المضاعفة المبهرة التي يعاينوها ويقبلون على التقلب في نعيمها
والجنة ثمرة الشكر، وفيها يوفيهم {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ غَفُورٌۭ شَكُورٌۭ} [فاطر:30]، وفيها تتجلى تلك الصفة العظيمة من صفات الله؛ صفة الشكر {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:34]، والتقاء صفة المغفرة مع صفة الشكر في أولى كلمات أهل الجنة بعد دخولها له دلالات وإشارات، فذنوب مانعة ومعاص وخطايا موجبة للعذاب يحتاج المرء لمغفرتها ابتداءً ليزحزح عن النار {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران من الآية:185].
هنا تأتي مناجاتهم وثناؤهم على الله أولًا باسمه الغفور؛ الذي لولا أن عوملوا بمقتضاه لكانوا الآن يتفحمون في النار، ثم يعاينون جنة مبهرة مذهلة عرضها كعرض السماء والأرض، وسقفها عرش الرحمن، وملاط قصورها المسك، وأنهارها العسل واللبن والماء غير الآسن، يعاينون كل هذا الإبهار ثم يقارنوه بضعفهم وتقصيرهم وقلة زادهم فيعلمون أنهم إنما يعاملون بهذا الاسم الذي تتجلى به تلك المضاعفة المبهرة التي يعاينوها ويقبلون على التقلب في نعيمها. هنا تخرج المناجاة تلقائة من أفواههم يثنون فيها عليه.. على الشكور جل وعلا {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:34].
- التصنيف: