حجاب المرأة المسلمة بين العادة والعبادة

منذ 2014-08-09

لكل عمل حتى يقبل ويحصل صاحبه على الأجر والثواب أيا كان لابد من شرطين لذلك: النية الصالحة، وموافقة الشرع، فلابد أن يكون هذا العمل خالصًا لوجه الله تعالى من غير رياء أو سمعة لقوله عليه الصلاة والسلام «إنما الأعمال بالنيات» (صحيح البخاري)، وكذلك يكون موافقًا لما أمرنا الله به وما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لقوله صلى الله عليه وسلم «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» (صحيح مسلم)، فهذا أصل لكل الأعمال إضافة إلى الشروط والأركان التي يتوقف كل عمل عليها بحسبه، فالصلاة لها شروط وأركان وكذلك الصيام والزكاة والحج ولا تقبل هذه العبادات إذا تخلف أحد الشروط أو الأركان فيها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لحكمة بالغة ولم يتركنا سدى أو هملًا، فقال عز وجل {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثًۭا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115]، وجعل الغاية العظمى من الخلق هو تحقيق العبودية لله عز وجل، فقال سبحانه {وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]​، إذ فرض الله علينا فرائض وواجبات ونهانا وحذرنا من الوقوع في المعاصي والمحرمات، حتى تميز المسلم الحقيقي عن غيره بالخضوع لرب الأرض والسموات.

فكلما استجاب العبد وانقاد لربه واستسلم لخالقه فيما أمره وظهر ذلك جليًا على سلوكه وعمله وجميع مجريات حياته، كلما ازداد إيمانه وارتفعت درجته واقترب من رضا الله عز وجل، فلا يقول قائل أنا مؤمن وأنا نيتي سليمة وصحيحة فالادعاء لا يكفي إلا إذا اقترن بالعمل، يقول الحسن البصري رحمه الله: "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل".

أحببت في هذا المقال أن أبين بعض الأحكام المتعلقة بحجاب المرأة المسلمة، وهو عبارة عن لمحات عابرة وتنبيهات سريعة لأخواتنا المسلمات عمومًا والفلسطينيات اللواتي اضطررن لمغادرة العراق والانتقال إلى بيئات جديدة وطبائع وأعراف مختلفة عما كانوا عليه، والذي دفعني لذلك كثرة الإشكالات في هذه القضية وما يصلني وأسمع عنه من قصور كبير سواء من النساء أو أولياء الأمور، بما يخص هذه الطاعة وما يتعلق بها، ناهيك عن المحاذير الكبيرة وتجاهل العديد من الحقائق المتعلقة بأصل الحجاب والغاية منه والحكمة والفوائد المرجوة.

بداية لابد أن نضع خطوط عريضة وأساسيات لابد منها بما يخص حجاب المرأة المسلمة، وأنا بهذه الكلمات أخاطب النساء الفلسطينيات من أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا اللواتي يتواجدن في كل مكان وأخص بالذكر منهن في السويد وقبرص وتشيلي والبرازيل والنرويج بل في سوريا وغيرها من الدول العربية والأجنبية التي تفرقنا وتهجرنا إليها قسرًا وبالإكراه، وكذلك الخطاب موجه لأولياء الأمور وكل من تبلغه هذه الكلمات ويستطيع النصح والتذكير والبيان في هذا الأمر.

أصل قبول الأعمال:

لكل عمل حتى يقبل ويحصل صاحبه على الأجر والثواب أيا كان لابد من شرطين لذلك: النية الصالحة، وموافقة الشرع، فلابد أن يكون هذا العمل خالصًا لوجه الله تعالى من غير رياء أو سمعة لقوله عليه الصلاة والسلام «إنما الأعمال بالنيات» (صحيح البخاري)، وكذلك يكون موافقًا لما أمرنا الله به وما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لقوله صلى الله عليه وسلم «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» (صحيح مسلم)، فهذا أصل لكل الأعمال إضافة إلى الشروط والأركان التي يتوقف كل عمل عليها بحسبه، فالصلاة لها شروط وأركان وكذلك الصيام والزكاة والحج ولا تقبل هذه العبادات إذا تخلف أحد الشروط أو الأركان فيها.

الحجاب عبادة وطاعة وليس عادة:

العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، والفيصل بين العبادة والعادة في النية، فكثير من الناس يصلي لكن ليس له من صلاته غير التعب والسهر لماذا؟ لأن صلاته عبارة عن حركات بعيدة عن روح وحقيقة ما أراد الله منا في الصلاة من خشوع وتدبر وخضوع، وقد يجعل المرء كثير من العادات عبادات إذا كان في نيته فعل تلك العادات للتقوي على العبادات أو للوصول بسببها إلى مرضاة رب الأرض والسماوات.

إذا أراد المسلم أن يلبس ثيابه وبدأ باليمين ثم الشمال وذكر اسم الله، وإذا أراد أن ينزعها بدأ بالشمال ثم اليمين وذكر اسم الله، وعند دخوله المنزل يسلم، وإذا أراد النوم ينام على جنبه الأيمن، وإذا ارتفع قال الله أكبر وإذا انخفض قال سبحان الله وهكذا فكل تلك الأعمال إذا نواها لله فسوف تصبح عبادات يؤجر عليها لماذا؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حثنا عليها وحببنا بها، وقِس على ذلك جميع الأعمال والأفعال والحركات والسكنات، بل حتى اللقمة التي تأكلها إذا ابتغيت بها وجه الله سيكون لك بها أجرًًا.

فمن باب أولى حجاب المرأة المسلمة، الذي أمر الله به النساء في كتابه العزيز حيث قال {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَ‌ ٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَ‌ ٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا} ​[الأحزاب:59]، فأمر الله تعالى يقتضي الوجوب وعدم الامتثال لأمره يقتضي الوقوع في المحرم، وعلى المرأة المسلمة أن تمتثل لأمر ربها وخالقها وأن تحظى بالأجر والثواب إذا استجابت وامتثلت لهذه الأوامر، وأن تعتقد بأن حجابها عبادة وطاعة تتقرب بها إلى الله وترجو الأجر والثواب منه عز وجل، بخلاف ما عليه كثير من النساء هذه الأيام بظنها أن الحجاب مجرد روتين أو عادة أو بعض المظاهر، فلا تبالي في حقيقته وشروطه فيكون اسمًا على غير مسمى وشكلًا من غير مضمون، وهنالك قرائن ودلالات ومظاهر تشير وتؤكد بأن حجاب تلك المرأة عبادة وقربة إلى الله، وحجاب الأخرى مجرد عادة ورفعا للعتب، وهذا متعلق بشروط الحجاب الشرعي ومدى تطبيقها والالتزام بها.

شروط الحجاب الشرعي:

الحجاب الشرعي الذي أمر الله به المسلمات المؤمنات فيه ضوابط وشروط لابد من تحقيقها حتى يصدق على المرأة المسلمة بأنها محجبة حجابًا شرعيًا حقيقًا يبتغى منه مرضاة الله تعالى، أما مجرد إعمال بعض الشروط وترك وإهمال أخرى فهذا فيه تناقض وازدواجية واضحة ويوقع المرأة في الإثم ومخالفة أمر الله تبارك وتعالى.

فهنالك ثمانية شروط وضعها أهل العلم استنباطًا من أدلة الكتاب والسنة الصحيحة يتوقف كون الحجاب شرعي عليها وعلى تطبيقها، فعلى المرأة المسلمة التي تطلب مرضاة الله عز وجل وتبتغي الأجر والثواب في هذه العبادة أن تلتزم بتلك الشروط كما هي، إذ الحجاب طهارة وحياء وسكينة ورفعة ووقار للمرأة، والشروط هي:

1. أن يكون ساترًا لجميع العورة: وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين، فلا يجوز للمرأة البالغ أن يظهر منها شيئًا من عورتها، وهنالك خلاف بخصوص الوجه والكفين فلن نخوض فيه، لكن ما دون ذلك فيجب على المرأة أن لا يظهر منه شيئًا إلا للضرورة.

2. ألا يكون زينة في نفسه أو مبهرجًا: فلا يجوز أن يكون الحجاب بألوان تجذب الانتباه وتلفت الأنظار لقوله تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور من الآية:31] أي من غير عمد أو قصد، وعلى المرأة المحجبة لبس الثياب ذات الألوان الداكنة والغامقة كالأسود والنيلي وغيرها والتي لا يكون فيها زينة أو جذب للأنظار، وكذلك ينبغي أن لا يكون مزخرفًا أو مزركشًا ، فالمرأة التي حققت الشرط الأول بستر جميع عورتها ولم تحقق هذا الشرط فإنها قد أصابت محذورًا شرعيًا ولم تلبس الحجاب الشرعي، وللأسف فكثير من النساء لا يبالين بألوان الثياب وهن بذلك وقعن بمخالفات شرعية شعرن أو لم يشعرن بذلك.

3. أن يكون سميكًا لا يشف ما تحته من الجسم: لأن غاية الحجاب هو الستر، والثياب الخفيفة الشفافة لا تستر فلا تسمى حجابًا، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم حيث قال «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا...» (صحيح الجامع، حكم المحدث: صحيح)، فهذا تحذير شديد من هذا الأمر الذي يكاد يكون منتشر في أيامنا فكم من امرأة تجدها كاسية في الظاهر إلا أنها عارية في الحقيقة لأنهن يلبسن ملابس لا تستر الجسد ولا تخفي العورة، فمن عملت بالشرط الأول والثاني وخالفت في هذا فلا يسمى حجابها شرعيًا.

4. أن يكون فضفاضًا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم: إذ يجب أن يكون الثوب واسعًا فضفاضًا غير ملتصق بالجسد، حتى لا يُفصِّل مفاتن ومحاسن المرأة للرجال، وللأسف فإن هذا الشرط قلة من يهتمون به، فكثير من النساء يرتدين ملابس ضيقة بحجة أنها تستر جميع البدن والعورة فلا بأس!! لكن هذا غير صحيح فلابد من كون الثياب واسعة غير ضيقة فضفاضة غير ملتصقة، حتى لا يفصل أو يجسم الثوب أي من مفاتن أو جسد المرأة.

وما نريد التنبيه عليه في هذا الشرط ما يقع فيه العديد من النساء من لبس البنطال الضيق من غير أي ساتر، وفي بعض الأحيان يكون فوقه ثياب لا تستر الجميع كأن تكون الجبة أو العباءة إلى منتصف الساق، بحيث يظهر ما تبقى من البنطال وهذا لا يجوز ولا يتحقق فيه هذا الشرط، وعليه يجب أن تنتبه النساء وأولياء الأمور لهذه العادة السيئة التي تشتبه على الكثير ظنًا منهم أن هذا جائز.

5. ألا يكون الثوب معطرًا لأن فيه إثارة للرجال: إذ يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح «و المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا  يعني زانية» وهذا الأمر مما تهاون به الكثير من النساء، فلا يبالين بالتعطر حتى عند خروجهن خارج المنزل، فلابد من الانتباه بأن هذا الأمر من مفسدات الحجاب الشرعي.

6. ألا يكون فيه تشبه بالرجال أو مما يلبسه الرجال: حيث لعن النبي صلى الله عليه وسلم  الرجل يلبس لبسة المرأة، و المرأة تلبس لبسة الرجل، وقال عليه الصلاة والسلام «لعن الله المخنثين من الرجال، و المترجلات من النساء» (الجماع الصغير، حكم المحدث: صحيح)، وهذا للأسف الشديد تقع فيه الكثير من النساء، فيلبسن البنطال الذي هو في الغالب من زي الرجال في زماننا هذا والله المستعان.

7. ألا يشبه لباس الكافرات والفاجرات: إن الإسلام نهانا عن التشبه بالكفار وأمرنا بمخالفتهم في الزي والهيئة، وما نراه للأسف الشديد من لباس العديد من النساء اللواتي كن يلبسن الحجاب الشرعي في العراق، إلا أن الأمر تغير بمجرد انتقالهن إلى سوريا والتأثر بما يرونه من لباس غير شرعي، وهنالك أيضًا حالات عديدة حتى أصبحت أشبه بظاهرة وهي لبس البنطال والتشبه بلباس أهل الكفر والفجور، بدعوى التحرر ومواكبة العصر ونساء هذا الزمان، وإرضاءً لما يستجد من موديلات وموضات فاضحة، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس» (الجامع الصغير، حكم المحدث: حسن)، فبدلًا من أن يشكر النسوة وأولياء الأمور ما أنعم الله عليهم بالخلاص من القتل والاستهداف في العراق، ويقوموا بشكر الله بطاعته والتزام أوامره، نرى عكس ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وبالشكر تدوم النعم.

8. ألا يكون ثوب شهرة: لقول النبي عليه الصلاة والسلام «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة» (حسن)، وثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس، كالثوب غالي الثمن الذي يلبس للتفاخر والتظاهر، وهذا يشمل الرجال والنساء.

الشروط الثلاثة الأخيرة يجب أن تتقيد بها المرأة المسلمة في البيت وخارجه وأمام المحارم والأجانب عنها، فالواجب على المرأة المسلمة تحقيق كل هذه الشروط في حجابها حتى يكون فعلًا شرعيًا وحقيقيًا، وعلى أولياء الأمور أيضًا أن يحققوا هذه الشروط فيمن تحت ولايتهم من الزوجات والبنات والأخوات لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول ( «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (صحيح الجامع، حكم المحدث: صحيح).

ولتعلم المرأة المسلمة وأوليائها بأنهم موقوفون أمام الله، مسئولون عن كل صغيرة وكبيرة منها الحجاب، فهل هذا حجابًا شرعيًا أو مجرد ثياب لا تبالي فيه المرأة هل وافقت أو لم توافق الشرع؟!

والعجيب أن كثير من النساء بمجرد انتقالها وخروجها من منطقتها في بغداد أو المكان الذي نشأت به، تبدأ تتغير من حيث الالتزام بأوامر الله والفرائض لاسيما الحجاب، وقد يسوِّل الشيطان للكثير منهن أن هذه بلاد غربة وأجانب وأن الحجاب الشرعي الكامل قد يكون شاذًا أو غير مقبول أو غير مألوف، أو قد يؤثر على وضعنا الجديد من حيث اللجوء والإقامة والامتيازات وغيرها من الوساوس الشيطانية.

بل نجد بعض الأشخاص أصبح شيطانًا عندما يحرض غيره ويحثهم على ذلك!! والصواب والحق الذي لا مرية فيه أن الله عز وجل قال {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًۭا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق من الآيتين:2-3]، فتقوى الله أساس كل شيء، ويفترض بالمرأة الفلسطينية التي عانت الكثير في العراق، أن تستقيم على أمر الله أكثر من ذي قبل في تلك الدول، لأن الله أنجاهم من القتل والاستهداف المحقق.

فكيف نريد ونطلب من الله عز وجل أن يثبتنا وينصرنا وييسر أمورنا ونحن مجرد أن ننفتح قليلًا نقع في المحرمات والمحاذير الشرعية، وبمجرد أن ينعم الله علينا بشيء من الأمن والاستقرار والمال ننسى حفظ الله لنا وشكره وربنا يقول {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم من الآية:7]، وكما في حديث ابن عباس رضي الله عنها عندما قال له النبي عليه الصلاة والسلام ( «احفظ الله يحفظك» (صحيح)،  فلا ينبغي علينا أن نجامل ونداهن أو نغير الثوابت والمبادئ التي ينبغي أن نكون عليها أينما تواجدنا وبأي مكان كنا.

تنبيه: بقي تنبيه أخير وإن كان في النفس أمور كثيرة لكن خشية الإطالة سأكتفي بتنبيه تقع فيه الكثير من أخواتنا ونسائنا، وهو يتعلق بلباسهن أمام المحارم والنساء، فهنالك بنات أو نساء يلبسن أمام محارمهن من الأشقاء والآباء والأعمام والأخوال، ما طاب لهن من اللباس الضيق والقصير بحجة أنهن أمام المحارم وهذا غير صحيح ولا يجوز، فكما أن المرأة لا يحق لها أن تخرج أمام الأجانب إلا بلباس فيه شروط ذكرناها، كذلك هنالك حدود معينة وشروط للباس المرأة أمام محارمها.

فلا يجوز لبس الضيق أو القصير الذي تظهر معه ما دون منتصف الساق، ولا يجوز ظهور ما تحت النحر أو دون منتصف العضد وهكذا، فيجب أن تنتبه لذلك أخواتنا وبناتنا ونسائنا لأن الكثير يجهلن هذا الحكم، فلا يجوز لبس الشورت أو البنطال الضيق الذي يجسم العورة أو اللباس القصير أمام المحارم.

نسأل الله تعالى أن يحفظ نسائنا من كل سوء وأن يوفقهن لمرضاة الله، وأن يثبتهن على الحجاب الشرعي، وعلى طاعة الله والتمسك بالفرائض على الوجه الذي يرضيه عنهن إنا ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 5
  • 1
  • 24,831

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً