أن تحبس أنت وأهلك في المصعد

منذ 2014-09-01

لا شك أن تجربة معايشة تلك النفوس الصارخة بالتعصب الجائر، الطافحة بالهوى الظالم، والمطلية بالكراهية السوداء أصعب بكثير من تجربة حبس في مصعد، أو معاناة مع انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وبالتالي المياه والمصعد..

أن تحبس أنت وصغارك وزوجتك في المصعد نظرًا لانقطاع الكهرباء عليكم أثناء النزول، ولا تستطيع أن تقدم لطفليك إلا بعض الطمأنة والتصبير من خلف طبقات الظلام الدامس، منتظرًا أن يتم سحب المصعد يدويًا لأقرب باب أو أن تعود الكهرباء -إن عادت- فهي تجربة سيئة بلا شك.

لكن الأسوأ بعد سحب المصعد وخروجك وأهلك بحمد الله وستره، أن تفاجأ بين سحائب الظلام الدائم بمن يقول بكل فخر وتظرف سمج: "وماله! على قلبنا زي العسل"، إنه نفس الصوت الذي طالما كان يصرخ منذ عام ونيف ساخطًا على معدلات انقطاع أقل بكثير -لم نبررها حينئذ على فكرة ولا كانت على قلبنا زي العسل ومقالاتنا شاهدة-.

هو هو نفس الصوت..
نفس الصوت الكئيب رغم محاولات الاستظراف ثقيلة الظل.
هو نفس الصوت الدامس الذي ينافس في ظلاميته الحالكة ظلام الانقطاع المتكرر، الذي يكاد يصير الأصل ومجيء الكهرباء هو الاستثناء النادر، لكن هذا الصوت للأسف ليس استثناءً نادرًا..!

إنه نفس الصوت الوقح الذي لا يستحيي من إظهار سماجته وانعدام إنصافه، وانتقائيته وصلفه وهو يتفوه بكلمات ترجمتها الوحيدة: أنا متبع لهواي، منعدم الإنصاف والعدل في الحكم على الأشياء..

لا شك أن تجربة معايشة تلك النفوس الصارخة بالتعصب الجائر، الطافحة بالهوى الظالم، والمطلية بالكراهية السوداء أصعب بكثير من تجربة حبس في مصعد، أو معاناة مع انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وبالتالي المياه والمصعد..

الحمد لله ربنا ستر وجت سليمة المرة دي، رغم فزع الطفلين وخطورة جذب المصعد لإخراجنا منه..
جت سليمة في تجربة المصعد، وجت سليمة في تجارب أخرى كثيرة في هذا العالم القاسي.
لكن يا ترى هتفضل سليمة مع معايشة هذا الصنف اللي كل ده على قلبه زي العسل؟!
الحقيقة مش عارف! الحمد لله على كل حال.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,305

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً