تدبر - (382) سورة الأحقاف (2)

منذ 2014-09-06

إن حجب الغفلات وحواجز الغرور لا تحول بين المرء وبين إدراك حقائق الأشياء وحسب، ولكنها قد تعكس تلك الحقائق وتقلبها، وإن أقوامًا قد جاءتهم النذر وتتابعت عليهم التحذيرات، لكن الحجب والحواجز كانت أغلظ من أن تعبرها التذكرات، وتتجاوزها المواعظ والتنبيهات..

وإن حجب الغفلات وحواجز الغرور لا تحول بين المرء وبين إدراك حقائق الأشياء وحسب، ولكنها قد تعكس تلك الحقائق وتقلبها، وإن أقوامًا قد جاءتهم النذر وتتابعت عليهم التحذيرات، لكن الحجب والحواجز كانت أغلظ من أن تعبرها التذكرات، وتتجاوزها المواعظ والتنبيهات..

{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا..} [الأحقاف:24].

لقد غرتهم قوتهم وأسكرتهم مكانتهم، حتى رأوا الأمور على عكس حقيقتها، وليس فقط عموا عن رؤيتها، العذاب القادم في الأفق تحول بفضل غرورهم إلى خير يقترب، والكارثة المحدقة بهم صارت بفعل غفلتهم وطول أملهم.. مزيدًا من البركات والخيرات: {هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}.

كلمة لخصت دركات الحماقة التي تدنوا إليها، وجعلتهم يثقوا تمام الثقة أن زوال ما هم فيه من التجبر والعلو، ضرب من المستحيل، لذا قالتها عاد بهذا الاطمئنان المجافي للحقيقة، حقيقة أن هذا الذي في الأفق هو ما استعجلوا به: {...بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف:24]، {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف:25]. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,856
المقال السابق
تدبر - [359] سورة غافر (8)
المقال التالي
(383) سورة الأحقاف (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً