أحرقتني دموعها
جاءتني تبكي: "لم أعد أحتمل هذا الرجل، تحملت كثيرًا من أجل أولادي".
جاءتني تبكي: "لم أعد أحتمل هذا الرجل، تحملت كثيرًا من أجل أولادي".
فقلت لها هل حدث منه شيء غير ما اعتدتي عليه؟ فقالت: "لا، ولكني لم أعد أحتمل".
قلت فما الجديد؟ الآن لا تحتملين وجوده في حياتك! أنجبتي منه وأصبح بينك وبينه أبناء لا يمكن تربيتهم بعيدأ عنه، وإن فعلتي ستكوني سبب في إحساسهم بالنقص ولن ينجحوا في حياتهم أبدًا.. رجاءً تذكري أطفالك، انسي أنانيتك، فقد أصبحتي أم، أصبحتي مسؤولة لا ذنب لأبنائك في صراعك مع نفسك، الآن هم الأهم وليس راحتك أنت.
هكذا الدنيا نفرح بها ما تنعمنا، فإذا جاءت اللحظة التي يجب أن نتحمل فيها المسؤولية ونُحرم من بعض متاعها، تحرقنا الدموع، وتأخذنا الآهات والآلام، لم نعد نحتمل، لم نعد نطيق هذه الحياة.. نكفر النعمة، نعمة الحياة والوجود، نعمة العطاء والبذل لوجه الله..
ما فائدتك يا نفس إن ظللتي تأخذي دون أن تعطي، ما فائدتك إن ظللتي في رعاية الآخرين كطفل مدلل غير مسؤول.. أنبهك يا نفس ما الحياة الدنيا إلا ممر للمستقر، بيدكِ أن تجعلي المستقر نعيم أو تجعليه جحيم أعاذنا الله.. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:185].
- التصنيف:
- المصدر:
أبو محمد بن عبد الله
منذMohsen Azazy
منذ