ستر الله عواقبك

كل منا له من الحرمات والأعراض التي لو مات عنها يخشى عليها الدنس..
ولا ينجي من تدنيس الأعراض بعد الوفاة إلا الله، ثم عفة صاحب هذه الأعراض وابتعاده عن أعراض الناس، فلو كانت لك أعراض تخاف عليها وقت ضعفك أو غيابك فابتعد عن أعراض الناس، وكن كالأشرف حين عف عن أعراض الناس خوفاً على عرضه..

- قال سبط الجوزي: "كان الأشرف يحضر مجالسي بحرَّان، وبخلاط، ودمشق، وكان ملكًا عفيفًا..
قال لي: ما مددت عيني إلى حريم أحد، ولا ذكر ولا أنثى، جاءتني عجوز من عند بنت صاحب خلاط شاه أرمن بأنَّ الحاجب علِيًّا أخذ لها ضيعة، فكتبت بإطلاقها، فقالت العجوز: أن بنت خلاط تريد أن تحضر بين يديك.

فقلت: باسم الله، فجاءت بها، فلم أر أحسن من قوامها، ولا أحسن من شكلها فَخَدَمَت، فقمت لها، وقلت: أنت في هذا البلد وأنا لا أدري؟ فسفرت عن وجه أضاءت منه الغرفة، فقلت: لا، استتري.

فقالت: مات أبي، واستولى على المدينة بكتمر، ثم أخذ الحاجب قريتي، وبقيت أعيش من عمل النقش وفي دار بالكرا،. فبكيت لها، وأمرت لها بدار وقماش، فقالت العجوز: يا خوند، ألا تحظى الليلة بك؟ فوقع في قلبي تغير الزمان وأنَّ خلاط يملكها غيري، وتحتاج بنتي أن تقعد هذه القعدة، فقلت: معاذ الله، ما هذا من شيمتي. فقامت الشابة باكية تقول: صان الله عواقبك" (سير أعلام النبلاء للذهبي:42/126). 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام