مسلكيات - (1) الخبيران

منذ 2014-11-08

لقد ذكرتُ هذه الخاطرةَ وجعلتُها في صدارة خواطري في "مسلكيات" لأني أعتقد أنَّ من الواجب عليَّ أن أبيّن للقارئ أنَّ الذي يكتب في هذا المجال ليس بالضرورة أن يكون من خبراء الصنف الأول، بل قد يكون من خبراء الصنف الثاني، وهذا الذي جرَّأني على الكتابة.

 مَن يصلُح للكلام في التزكية والسلوك أحدُ رجلين، كلاهما توفرت فيه الخبرة اللازمة لتشخيص عيوب النفس وأدوائها وتوصيف حِمْياتها ودوائها.

الأول: طبيب حاذِق في مجال القلوب، كسب خبرته من كثرة المطالعة والبحث والتفتيش، وبممارسة التطبيب على أصناف المرضى ومراقبة أحوالهم، وهو في الوقت نفسه صحيحُ البدن معافى من الأسقام لأنه أعلم بها وبمداخلها وملتزم بنفسه فيما يرشد إليه الآخرين، فهو ينأى عنها وينهى. وهذا حال مَن فتَح اللهُ عليه في العلم والعمل. 

وأما الثاني: فهو المريض المبتلى بالداء الذي ذاق آلامه وأدرك عواقبه وآثاره في نفسه، وقد جرَّب أصنافًا من العقاقير وأحسَّ بفاعليتها وتفاوتها في دفع السقم وإحلال العافية، فقد يكون هذا المبتلى بالداء أوسعَ خبرةً من الأول، وأدقَّ في وصف الأعراض وتشخيصها لأنَّ من ذاق عرَف. حتى أنَّ الأمثال الشعبية لم تُغفل هذا المعنى فقال الناس: "سَل مجربًا ولا تسل حكيما" أي طبيبًا.

لقد ذكرتُ هذه الخاطرةَ وجعلتُها في صدارة خواطري في "مسلكيات" لأني أعتقد أنَّ من الواجب عليَّ أن أبيّن للقارئ أنَّ الذي يكتب في هذا المجال ليس بالضرورة أن يكون من خبراء الصنف الأول، بل قد يكون من خبراء الصنف الثاني، وهذا الذي جرَّأني على الكتابة.

وعليه فإني أستدرك على المثل الشعبي السابق وأعدل عليه ليكون: "سَل عليمًا.. مجرّبًا وحكيمًا"  

المصدر: صفحة الشيخ على الفيسبوك.

جمال الباشا

مؤهلات الشيخ جمال بن محمد الباشا: ماجستير في القضاء الشرعي، دكتوراه في الفقه وأصوله، رسالة الدكتوراه في السياسة الشرعية، مدرس في أكاديمية العلوم الشرعية.

  • 8
  • 1
  • 2,516
 
المقال التالي
(2) خطان متوازيان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً