العقيدة قوةٌ عظمى لا تُقهَر
آهٍ لهذا الدين.. لو كان له رجال فكرةً وعقيدة.. لا رجال غرضٍ ومنفعةٍ ومصلحة - لملكوا الدنيا ورفعوا راية محمد عليه السلام في العالمين بعِزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليل.
لا إلى سلمى ولا إلى أجا *** بل إلى الله الملتجأ
آهٍ لهذا الدين.. لو كان له رجالٌ تربّوا على العقيدة السليمة الصادقة؛ فأفردوا الله جل وعلا في الخوف والرجاء، والتوكل والاستعانة، والاستغاثة والطلب، والسؤال والعبادة، والركوع والسجود، والخضوع والدعاء..!
آهٍ لهذا الدين.. لو كان له رجالٌ تربّوا على أن الله وحده لا شريك له، هو الخالق الرازق.. المحيي المميت.. النافع الضار.. فلا مخلوق يستطيع أن ينقص عمرك أو رزقك أو حريتك إلا بإذن الله، فلا يزيد الجبن والخضوع عمرًا ولا تنقص الشجاعة والجرأة في الحق عمرًا ولا رزقًا؛ فاﻷمر أمر الله والكون كون الله.. فلا يكون في ملكه ولا في كونه إلا ما يريده يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء.. بيده اﻷمر والخلق وهو على كل شيءٍ قدير.
آهٍ لهذا الدين.. لو كان له رجالٌ تربّوا على أن ما أصابك لم يكن ليُخطِئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وأن اﻷمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وأن اﻷمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك جفّت اﻷقلام ورُفِعت الصحف.
آهٍ لهذا الدين.. لو كان له رجالٌ تربّوا على عقيدة الولاء والبراء؛ فلا تُقدِّم أحد.. ولا تُقدِّس أحد.. ولا ترفع أحدٍ فوق كلمة الحق والحقيقة.
آهٍ لهذا الدين.. لو كان له رجال فكرةً وعقيدة.. لا رجال غرضٍ ومنفعةٍ ومصلحة - لملكوا الدنيا ورفعوا راية محمد عليه السلام في العالمين بعِزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليل.
ولنا في الرعيل الأول الأسوة والقدوة.. حين جمعوا أمرهم وحدَّدوا خيارهم وتوكلوا على ربهم وردَّدوا: "واللهِ لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيلَ لموسَى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}[1] ولكن؛ اذهبْ أنت وربُّك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون".
وقال سعد بن معاذ رضي الله عنه -زعيم الأنصار-: "يا رسول الله! لقد آمنَّا بك وصدَّقناك وأعطيناك على ذلك عُهودًا ومواثيق على السمع والطاعة، فاطعن حيث شِئت وصِل حبل من شِئت واقطع حبل من شِئت، وسالِم من شِئت وعادِ من شِئت، وخذ من أموالنا ما شِئت، وما أخذت كان أحب إلينا مما تركت. فامضِ يا رسول الله لِما أردتَ فنحن معك؛ فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخُضته لخضناه معك ما تخلّف مِنّا رجلٌ واحد. وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا وإنا لصُبرٌ في الحرب، صُدقٌ عند اللقاء لعل الله تعالى أن يُريك مِنّا ما تقرُّ به عينك فسِرْ بِنا على بركة الله تعالى".
آهٍ لهذا الدين.. لو وقفت الأمة في وجه الظالم تأخذ على يديه تخرج عن بكرة أبيها في الشوارع والطرقات مُعلِنة في وضوحٍ بقوة العقيدة واليقين في نصر الله مُردِّدة: "قاوموا الظلم" والظالمين شعارها: « »[2]، فيهتف اللسان مع الفؤاد: "فُزتُ وربُّ الكعبة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- [المائدة من الآية:24].
[2]- (رواه الحاكم وصحَّحه، والخطيب، وصحَّحه الألباني).
ماهر إبراهيم جعوان
- التصنيف: