كيف تنظر لمستقبل أبنائك؟

منذ 2014-11-12

من باب الحرص على مستقبل الأبناء ولتجنُّب ضياعهم والقضاء على مستقبلهم؛ لا بد أن يفكر الوالدين عميقًا وأن يُضحُوا قدر الإمكان من أجل الأبناء قبل أن يُقدِموا على خطوةٍ خطيرة، وانعكاساتها السلبية واضحة ولا مهرب منها.. وهي الطلاق التي وُصِفَت من الخالق عز وجل بأنها أبغض الحلال إلى الله.

عندما تتسم العلاقة بين الآباء والأمهات بالمحبة والاحترام المتبادل، ويعملان على تجاوز الخلافات البسيطة التي يمكن أن تحدث في كل بيت بكل عقلانية وهدوء، ويحرصان على تجنُّب النزاع والخصام أمام أطفالهم - سينعكس هذا بكل تأكيد بشكلٍ إيجابي على نمو أطفالهم، وتفوقهم في الدراسة، وضمان مستقبلهم.

ومن باب الحرص على مستقبل الأبناء ولتجنُّب ضياعهم والقضاء على مستقبلهم؛ لا بد أن يفكر الوالدين عميقًا وأن يُضحُوا قدر الإمكان من أجل الأبناء قبل أن يُقدِموا على خطوةٍ خطيرة، وانعكاساتها السلبية واضحة ولا مهرب منها.. وهي الطلاق التي وُصِفَت من الخالق عز وجل بأنها أبغض الحلال إلى الله.

لكن وللأسف! فالكثير من الآباء والأمهات ورغم كونهم يدركون مدى التأثيرات السلبية للطلاق على مستقبل وحياة أبنائهم؛ فإنهم لا يعيرون أهمية كُبرى لمصلحة ومستقبل الأبناء، ويستمرون بالنزاعات والخلافات حتى بعد حصول الطلاق التي أكثر ما تؤثر على الصحة النفسية للطفل، وقد تتسبّب له ببعض الأعراض النفسية الجسدية، كالصداع، والاضطرابات المعدية المستمرة، ومن الممكن أن يتسم سلوك بعض الأطفال بالعدوانية، والبعض الآخر بالانطواء.

وحضانة الأطفال من القضايا الأساسية التي تعالج بعد الطلاق، وقد تزيد من حِدّة الصراع والخلاف بين الوالدين، برغبة كل طرف بحصرها على الآخر، أو التمسك بالأطفال ومنعهم من رؤية الطرف الثاني.

ومن خلال دراسة لعِدّة نماذج من الأُسر المُفكّكة، تبيَّن أن الأطفال سيشعرون بنوعٍ أقل من الإحباط عندما يشترك الوالدان في حضانتهم، حيث يتحمل الوالدان معًا مسؤولية رعاية أطفالهما بعد الطلاق، ويمكن للأطفال الإقامة مع أمهاتهم لفترةٍ من الزمن، ومع آبائهم لفترةٍ أخرى بالتبادل كي لا تنقطع الصلة بين الأطفال وبين الوالدين.

فإذا كان الطلاق هو الخيار الأخير للأم والأب، فالأفضل أن يعملان على مصلحة أبنائهما رغم انفصالهما، وأن يحرصان أن تكون تأثيرات هذا الوضع المرفوض والغير مرغوب من قِبل الأطفال، أقل سلبية على نفسيتهم وصحتهم وحياتهم ومستقبلهم.

إذا كنت تعتقد أن أطفالك سيتحولون في المستقبل تلقائيًا إلى مواطنين صالحين أو إلى أشخاصٍ يهتمون برعاية الآخرين؛ يجب أن تُعيد التفكير ولا تعتمد على أقرانهم أو مدارسهم أو على وسائل الإعلام لتقوم عنك بدور التربية. إن الأمر راجع إليك أنت - في وضع المقاييس وتوضيح نوعية السلوك وخصال الشخصية المهمة لأفراد عائلتك.

بالرغم من ارتفاع معدلات الذكاء للأطفال اليوم عن القرن الماضى إلا أن ازدياد حالات الإدمان والجريمة والاعتداءات الجنسية والانتحار الحادثة للأطفال - تُنذِر بوجود خطأ ما وذلك بسبب إهمال الأباء لمسؤولية تأسيس وتعليم الأطفال القيم الصالحة والعادات الاجتماعية المقبولة، وليس ذلك فقط بل أن الأسلوب الذي تنتهجه في تربية الأبناء له العامل الأكبر.

إن التربية تحتاج إلى صبرٍ ووقت حتى تُؤتي أُكلها وتظهر ثمرتها، كالزهرة الجميلة على غصنها الأخضر تكون بذرة صغيرة في الأرض ثم تنمو شيئًا فشيئًا، وتحتاج إلى وقتٍ طويل وإلى صبرٍ أطول.

إن الأطفال يستغلون عدم صبر آبائهم -بمنتهى الذكاء- للحصول على ما يريدون! وللأسف الشديد يقع الآباء في الفخ بسهولةٍ شديدة.

فكن على يقين أنك تستطيع استخراج السلوكيات القويمة في طفلك؛ ولكن هناك طريقةً واحدةً فقط لتحقيق ذلك هي: أن تُوضِّح له بما لا يدع مجالًا للشك أو الالتباس أن أفعاله هي التي تُحدِّد مصيره.

الاعتناء بالأبناء يكون مُرهِقًا، وكلما كَبُر الطفل؛ قلّ الجهد البدني وزاد القلق على الأولاد، وذلك لوجودهم فتراتٍ طويلة خارج المنزل.

ووجود أطفال صغار في الأسرة يجعل من الصعب إنفراد الأب والأم للحديث -وإن كان لفترةٍ قصيرة-، ويترتب على ذلك فقدان الطاقة اللازمة وعدم توافر الوقت لممارسة الحياة الاجتماعية، فعلينا ألا ننسى حق أنفسنا وسط ازدحام الحياة اليومية.

تُعد تربية الأطفال وإعدادهم إيمانيًا وسلوكيًا من القضايا الكبرى التي تشغل حيِّز واهتمامات الأئمة المصلحين على كرّ الدهور ومرِّ العصور، وإن الحاجة إليها في هذا العصر لهي أشد وأعظم مما مضى - نظرًا لانفتاح المجتمعات الإسلامية اليوم على العالم الغربي حتى غدا العالم كله قرية كونية واحدة عبر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات مما أفرز واقعًا أليمًا يُشكِّل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحديًا حقيقيًا يواجه الأمة.

من هنا.. كان هذا التحقيق الذي نُسلِّط فيه الضوء على مشكلات الأطفال والعوامل التي تؤثر بشكلٍ سلبي على سلوكهم وأخلاقهم، ثم أخيرًا الخطوات العملية التي من شأنها أن تُسهِم بشكلٍ فعّال، بإذن الله في صناعة طفل يحمل هم الإسلام.

إذا أردنا أن نزرع نبتة، فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن، ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم، من أجل شيءٍ واحد، ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة، تلذُّ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.

ولكن! ماذا لو كان الهدف أسمى، والحلم أكبر، وأبناؤنا، زهور حياتنا، أين نحن من صناعة هدفٍ غالٍ وعزيزٍ لمستقبلهم؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها، من أجل حلم فجرٍ مشرق؟!

 

ماجد ماضي



 

المصدر: موقع المربي
  • 0
  • 0
  • 10,153

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً