«عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ»
من الفقه في الدين أن يتقرّب العبد إلى الله بما يقدِر ويستطيع و(يطيق) من القربات ثم يستديم على فعلها. وطالما أنه ابتدأ بما له به طاقة وتقرّب بالمستطاع؛ ففي الغالب الأعم ستكون المداومة أيضًا في الطاقة والاستطاعة بإذن الله. وساعتها يتحقق للعبد ما لا يتوقع من البركات والخيرات... فقد دخل عمله في محاب الله بسبب مداومة العبد عليه.
من الفقه في الدين أن يتقرّب العبد إلى الله بما يقدِر ويستطيع و(يطيق) من القربات ثم يستديم على فعلها.
وطالما أنه ابتدأ بما له به طاقة وتقرّب بالمستطاع؛ ففي الغالب الأعم ستكون المداومة أيضًا في الطاقة والاستطاعة بإذن الله. وساعتها يتحقق للعبد ما لا يتوقع من البركات والخيرات... فقد دخل عمله في محاب الله بسبب مداومة العبد عليه.
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ: « »، قَالَتْ: فُلَانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا، قَالَ: « » (رواه البخاري).
لو تأمّلنا للحديث لتجلى لنا عظمة التشريع؛ فالله عز وجل لا يُكلِّف نفسًا إلا وسعها واستطاعتها.
وفي هذا المضمار.. من تطوع بمداومة هذه القربات المستطاعة أصبحت مداومته من أحب الأعمال إلى الله.
بعيدًا عن إرهاق النفس بما لا تطيق ثم الانقطاع عن العمل بسبب عدم القدرة على المداومة على عمل فوق الطاقة.
وتختلف الاستطاعة من نفسٍ لنفس، ومن جسدٍ لجسد.
لذا لو وضعنا أمام أعيننا هذا الحديث وكلّفنا أنفسنا من القربات ما نستطيع ثم داومنا على هذا المستطاع على قدر طاقة النفس - فهذا أفضل بكثيرٍ من أن يشد الإنسان على نفسه فيرهقها ثم تنقطع عن العمل.
وهذا نفسه ما يدل عليه التوجيه النبوي عندما أخبر صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة نفر كلّفوا أنفسهم فوق الطاقة: فمنهم من يقوم الليل كله بلا نوم، ومنهم من يصوم الدهر بلا فصل، ومنهم من اعتزل النساء بالكلية..
هنا كانت الحكمة المحمدية: « » (رواه البخاري ومسلم).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.