العالم بين طاعونين .. الأسد وأبيولا؟!
العالم كله وعلى رأسه الأمم المتحدة وأمينها العام بان غي مون أُستنفر لمواجهة خطر أبيولا المزعوم الذي لم يقتل سوى أميركياً واحداً حتى الآن.. تحركت الدول وشركات الطيران والمطارات وشركات الأدوية أولاً وأخيراً إذ إنها الهدف الأول والأخير ربما من وراء هذه الحملة المستعجلة وبدأت التقارير تتحدث عن إنتاج عقار لهذا المرض، لكن لن يكون ولوجه السوق قبل نهاية العام المقبل، ورُصدت المليارات لمواجهة خطر أبيولا، لم ينس العالم كله ظهور مرض انفلونزا الدجاج قبل سنوات المفاجئ تماماً كاختفائه؟!!.
العالم كله وعلى رأسه الأمم المتحدة وأمينها العام بان غي مون أُستنفر لمواجهة خطر أبيولا المزعوم الذي لم يقتل سوى أميركياً واحداً حتى الآن.. تحركت الدول وشركات الطيران والمطارات وشركات الأدوية أولاً وأخيراً إذ إنها الهدف الأول والأخير ربما من وراء هذه الحملة المستعجلة وبدأت التقارير تتحدث عن إنتاج عقار لهذا المرض، لكن لن يكون ولوجه السوق قبل نهاية العام المقبل، ورُصدت المليارات لمواجهة خطر أبيولا، لم ينس العالم كله ظهور مرض انفلونزا الدجاج قبل سنوات المفاجئ تماماً كاختفائه؟!!.
ربما غدا اسم أبيولا خلال أيام على لسان الغربيين وغيرهم أشهر من طاعون الأسد الذي فتك بشعبه وبجواره وبالعالم كله على مدى سنوات، لم يأبه أحد طوال سنوات الدم والقتل والخراب التي ألمت بالشام وأهلها بتجريد حملة عالمية لمواجهته وحصره على الأقل في الشام قبل أن يتمدد إلى لبنان وتركيا والعراق وغيرها، لكن العالم كله جرّد حملة بموازنة خرافية قدر أمدها وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا بثلاثين عاماً لمواجهة تنظيم الدولة الذي لم يفعل عشر ما فعله طاغية الشام من قتل لربع مليون شخص وجرح مليون وتدمير أكثر من مليوني مسكن بنسبة تقدر بـ 60% من سوريا، وفوق هذا تشريد أكثر من 10 ملايين شخص، واجهه العالم بحشد 60 دولة لكن للفتك بتنظيم الدولة وليس بالطاعون وبأصل المرض وإنما بعرضه، وتسارع صدور القرارات الدولية المؤيدة لتدميره، واختفت معها كل أصوات الفيتو رغم أن القرار 2170 ينص على وقف تدفق كل المليشيات إلى الشام والعراق ولكن ما دامت المليشيات الإيرانية من أهل البيت فلا تثريب ولا قصف عليها.
طاعون الأسد الذي هشم النسيج المجتمعي لسوريا، امتد ليفتك بالعراقيين وبالأتراك أيضاً عبر التحريض عليهم وجرهم إلى مواجهة مع العالم كله من خلال سيده الحصري إيران، وسبقه زحف الطاعون الأسدي على لبنان، فيحق للبنانيين أن يدعموا ويساندوا ويجاهروا بالوقوف إلى جانب الإجرام الأسدي؟ ولكن حين يقرر بعضهم الوقوف إلى جانب الثورة والثوار، والسوريين حتى ولو بدعمهم في إبقائهم على قيد الحياة من خلال استقبالهم كمهاجرين أو تمرير بعض المساعدات الإنسانية لهم فهذه جريمة يجب أن يعاقب عليها صاحبها، بل وتستدعي دخول الجيش على الخط لصالح حزب الله الذي أسر البلد كله لمشروع الأسد، وعطل انتخاب رئيس للجمهورية على مدى أربع عشرة جلسة برلمانية، وضرب بعرض الحائط قرارات دولية ووطنية في نزع سلاحه ورفضه الانسحاب من سوريا حيث ورط فيها لبنان كله وخالف بذلك الإجماع اللبناني.
أي الطاعونين أخطر وأي الطاعونين سيلحقان أفدح الضرر بالانسانية كلها وبأرضيتها الأخلاقية التي صمتت على هولوكوست السوريين لسنوات إما بالوقوف إلى جانب الأسد كحال إيران وروسيا والصين والعراق ولبنان وغيرهم، أو بالوقوف ضد الثورة والسوريين من خلال حرمانهم من أبسط حقوقهم في الحصول على مضادات جوية يحمون بها مدنهم التي تُدك يومياً على مرأى ومسمع من العالم كله، وللتاريخ لو أن السوريين حصلوا على المضادات الجوية منذ اليوم الأول لما رأى العالم اليوم دمار مدن السوريين فألجأتهم إلى الهجرة، ولكنه الحقد العالمي على الشام، فإن كان السوريون سيتذكرون الفيتو الروسي الواقف جداراً صلداً لدعم الأسد، فإنهم سيتذكرون كذلك الفيتو الأميركي بحرمانهم من المضادات الجوية.
أخيراً كعادة القوى العالمية في حرف المسار من الأسد إلى أبيولا، فقد نجحت بحرف الأنظار عن الأسد إلى تنظيم الدولة "داعش" وعين العرب ـ كوباني، وكأن الوضع السوري قد استتب واستقر ولم يعد للعالم ما يُشغله سوى عين العرب وكوباني، في حين الكل يعلم أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الوليد الشرعي لحزب العمال الكردستاني التركي والذي كان يُمسك بالوضع في عين العرب قبل هجمات تنظيم الدولة، هو الحزب المتحالف للعظم مع نظام الأسد، وبالتالي ما يفعله التحالف الدولي ليس فقط حرفاً للبوصلة من قتال الأسد إلى قتال تنظيم الدولة، وإنما للأسف اصطفاف كامل إلى جانب حلفاء الأسد وإنقاذهم، وإلا فلم عدم القبول بالشروط التركية المتمثلة في مقاتلة التحالف للأسد أسوة بقتال تنظيم الدولة، إن كانت ادعاءات أكثر من 114 دولة تدعي الصداقة للثورة وللسوريين ضد الأسد؟!.
باختصار ... خذوا كل من يُسمون بأصدقاء الشعب السوري الذين قُدر عددهم بأكثر من 114 دولة وأعطوا السوريين صديقاً واحداً كصديق النظام السوري مثل إيران وروسيا وسترون العجائب في سرعة سقوط نظام الاستبداد.
أحمد موفق زيدان
- التصنيف:
- المصدر: