التربية البدنية يسمونها بغير اسمها اللياقة الصحية

منذ 2014-12-13

إن حصة الرياضة أو التربية البدنية كما تسمى نوعٌ من اللعب، وأصل إدخالها في التعليم بقوانينها نوعٌ من التشبه بالكفار والتبعية لهم، ومن التقليد فيما لا نفع فيه، وكذبوا!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد؛ فبمناسبة ما ترامى إلى الأسماع من توصية مجلس الشورى باعتماد مادة اللياقة الصحية في مدارس البنات، أي: التربية البدنية، أي: اللعب بكرة القدم وما يلحق بها من أنواع الرياضة، بهذه المناسبة البغيضة نعيد نشر فتوى سابقة في الموضوع وهذا نص السؤال والجواب:

سؤال: بدأت بعض مدارس البنات بتطبيق حصة الرياضة البدنية، فما نصيحتكم للطالبات؟ وهل يجب عليهن طاعة المعلمات في حضور هذه الحصة؟ وما نصيحتكم لأولياء أمور الطالبات؟ جزاكم الله خيرًا.

ج: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد؛ فإن حصة الرياضة أو التربية البدنية كما تسمى نوعٌ من اللعب، وأصل إدخالها في التعليم بقوانينها نوعٌ من التشبه بالكفار والتبعية لهم، ومن التقليد فيما لا نفع فيه، وكذبوا! فليس فيها علاج للسِّمنة، وما تفعل حصة واحدة في الأسبوع أو حصتان؟! بل من المعلوم أولًا أن في تقرير رياضة البنين في المدارس إحراجًا لكثير من الطلاب الذين لا يهوونها، وتكليفًا لأوليائهم بما لا يستطيعه كثير منهم، مما تستدعيه من نفقات، ومن مفاسدها: إبراز مفاتن الشباب المردان الذين تتعلق بهم وتشتهيهم النفوس المريضة، حال لبس ملابسها، وحال اللعب، يضاف إلى ذلك افتتان الشباب بالرياضة وباللاعبين، والتطلع لمنافستهم، كلُّ ذلك على حساب العلوم الأخرى.

هذا كله في التربية البدنية للبنين، وكل ما قيل فيها يقال في الرياضة عند البنات، وقد كتبت منذ مدة مقالًا عن مفاسد إدخال الرياضة البدنية في تعليم البنات، هذا نصه:

"الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإنه قد بلغنا أن وزارة التربية تعتزم إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، وهذا مطلب للمستغربين، فهم منذ سنين لا يفترون عن تحقيق مطالبهم، فلم يزل يطرح هذا الموضوع ويعرض على الجهات الرسمية المعنية بشؤون الأمة، ويؤيد ذلك بعض الكتاب والصحفيين وبعض المتأولين الذين لا يفكرون في مآلات الأمور ولا في الدوافع الحقيقية، ومن يتدبر حقيقة الأمر يدرك أن الدافع لهذا المطلب هو تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، كما في المادة العاشرة فقرة (خ) ونصها: "التساوي في فرص المشاركة النشطة في الألعاب الرياضية والتربية البدنية".

فإدخال الرياضة البدنية في مدارس البنات هو جزء من وجوه تغريب المرأة في هذا البلد المبارك، كما يدرك المتدبر أن إدخال الرياضة في مدارس البنات تربو مفاسده على ما فيه من المصلحة إن وجدت، ومن ذلك:
1-  تحطيم خلق الحياء عند المرأة، وهو مطلوب منها حتى بين النساء.
2- إحراج الطالبات الحييات؛ لأن الرياضة تقتضي من الحركة واللباس اللازم لذلك مالا يطقنه.
3-  أن هذه الرياضة تنمي داعي الإعجاب (العشق) المتفشي في أوساط الطالبات.
4-  وفي المقابل هي فرصة للجريئات من الطالبات المستغربات في أفكارهن وسلوكهن.
5-  التشبه بطرائق الكفار والتبعية والطاعة لهم.
6-  يضاف إلى ذلك إنفاق الأموال الطائلة من المال العام والخاص، كما هو الواقع في تعليم البنين.

هذا؛ وقاعدة الشريعة أن ما تربو مفسدته على مصلحته، فحكمه التحريم.

لذا نرى أن إدخال مادة الرياضة في مدارس البنات حرام. فعلى من تحمَّل مسؤولية الأمة أن يتقي الله فيها، ويتذكر موقفه بين يدي الله، ويتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.

نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل من يريد بها سوءاً .وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين" أهـ.

هذا؛ ويضاف إلى ما تقدم من مفاسد: ما ينتج عن رياضة البنات من أضرار صحية اعترف بها أطباء كفار، لا يشك في عدم ولائهم واحترامهم للإسلام وأحكامه، وإليك بعض أقوالهم:

أولًا: أطلقت جامعة كاليفورنيا تحذيرًا لكل من تمارس الرياضة باتباع الحذر من إصابتها بما أسمته (أعراض التدريب الزائد عن الحد)، وأكد اختصاصيو الطب الرياضي في جامعة كاليفورنيا أن النساء والفتيات اللاتي يمارسن الرياضة يكن عرضة للإصابة بثلاث مشكلات طبية، هي: اضطرابات التغذية، ومواعيد الدورة الشهرية -وقد تنقطع بسبب شدة التدريب واستدامته- ونخر العظام.

ثانيًا: أعلن فريق من الأطباء بجامعة أوريغان الأمريكية أن ممارسة الجري لمسافات طويلة يمكن أن تؤثر في النساء تأثيرًا سيئًا؛ إذ تبين أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي يمارسن هذه الرياضة بصفة منتظمة يتعرضن لخطر انقطاع الطمث الشهري خلال مرحلة مبكرة من العمر، كما أنهن يصبحن عرضة للإصابة بسرطان الثدي أكثر من غيرهن؛ نتيجة لحدوث بعض الاضطرابات الهرمونية التي تؤثر بصفة خاصة على إفراز هرمون البروجستون الذي يمنع من الإصابة بهذا المرض الخطير.

وأيضاً فإن ممارسة هذه الرياضة يمكن أن تؤثر على إفراز الهرمونات الجنسية مما يؤدي إلى إعاقة عملية الإباضة -أي خروج البويضة من المبيض- فيحول دون تحقيق الإنجاب.
وذكر الدكتور لاري لوفر أن "الرياضة العنيفة تعد من الأسباب الرئيسة في نقص أو وقف الإباضة لدى المرأة، وكذلك تغير الوزن".

ثالثًا: قامت الدكتورة روز فريش أستاذة الصحة العامة بجامعة هارفارد بدراسة أجرتها على [5398] امرأة تتراوح أعمارهن ما بين [21-80] عاماً وتقدمت بنتائج هذا البحث إلى الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، وخلصت في دراستها إلى أن [2622] امرأة ممن كن يمارسن الألعاب الرياضية قد بدت عليهن أعراض السرطان، وخاصة سرطان الثدي وسرطان الجهاز التناسلي وداء السكري، في مقابل القسم الآخر من النساء، وعدده [2776] لم تظهر عليهن هذه الأعراض.

رابعًا: بينت دراسة جامعة هارفارد، إضافة إلى دراسة أخرى أجرتها جامعة (البرتا) أن الأعمال البدنية التي تمارسها المرأة تؤثر جدًا في إنتاج (الاستروجينات) التي تتحكم في الإنجاب لدى المرأة، وأشارت هذه الدراسة مع أخرى مماثلة أجرتها جامعة كندية إلى أن النساء اللواتي يمارسن الأعمال المجهدة يصبن باضطراب الإخصاب، حتى لو استمر الطمث لديهن على وضعه النظامي.

خامسًا: أفاد جراحون من مدرسة (روبرت وود جونسون) الطبية الأمريكية بعد دراسة أجروها أن عدد النساء اللواتي تجرى لهن عمليات في الركبة تضاعف خلال عشر سنوات، وأن أكثر من نصف الذين تجرى لهم هذه العمليات من النساء الرياضيات.

وقال الطبيب ستيوارت سبرنجر الاختصاصي في علاج تشوهات العظام والعضلات من معهد أمراض المفاصل في نيويورك: "إن ركب النساء لا تحتمل سوى 35 أو 40 عاماً من العمل المرهق، رغم أن متوسط أعمار النساء يصل حالياً إلى 80 عاماً" انتهى ما أردنا نقله، وهو موجود على الشبكة.

وأقول: إن المفتونين في الحياة الغربية والموقِّعين على وثيقة السيداو لا يعبؤون بما يعارض التوجه الذي عندهم، وإن كان من عقلاء القوم الذين هم معجبون بهم، ويتخذونهم قدوة، ويقْفُون أثرهم، فهؤلاء المفتونون لهم شبه بمن قال الله فيهم:  {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ} [يونس من الآية:١٠١].

وبعد؛ فإن الواجب على الأمة التعاون على البر والتقوى والتناهي عن الإثم والعدوان، ومعلوم أن مقاومة التغريب والتغيير لمنهج الأمة الإسلامية لا يتحقق إلا بالتعاون الصادق، فعلى أولياء أمور الطالبات التعاونُ على ما فيه صون بناتهم عن كل ما يضر بكرامتهن وحيائهن وصحتهن، وعليهم أن يخاطبوا المسؤولين في وزارة التربية، وأن يذكروهم بموقفهم بين يدي الله، ليكفوا عن المسلمين ما يضر بدينهم وأخلاقهم. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويحفظ شبابهم بنين وبنات من كيد أعداء الإسلام. وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك
10جمادى الآخرة 1435هـ.
عضو هيئة التدريس (سابقًا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 2
  • 0
  • 3,537

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً