تجمهر الأصفار
لا يرهبنكم أيها المؤمنون الموحدون ما عليه أهل الباطل؛ من علو موهوم فارغ من المتن، مفتقر إلى الجذور.
ترى لو شهد بضعة أفراد على جريمة ما أمام القاضي، ثم أتى شخص للقاضي فقال له: "إن كان هناك فقط بضعة أفراد شهدوا على الجاني، فاستطيع أن آتى بآلاف من الناس لم يشاهدوا الجاني وهو يرتكب جريمته، ترى ماذا سيكون رد فعل القاضي؟!" أترك لكم تخيل ماذا سيكون رده، إنها حجة مضحكة حقًا.
إذن!
تضافر اللاشيء لا يعقل أن يشكل أي قيمة في مواجهة شيئًا معتبرًا له قيمة، وهذا ما أُسميه: (تجمهر الأصفار).
إن تجمهر الأصفار لا يعني شيئًا، لا يحزننكم أيها المؤمنون الموحدون تجمهر أهل الباطل عليكم، فما هو إلا تجمهر أصفار، تأملوا في هذه الآيات الكريمات:
قال تعالى في سورة (محمد: آية أحد عشر): {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ}
وقال جل شأنه في سورة (غافر: الآية عشرون): {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
- الاستنتاج:
لا يرهبنكم أيها المؤمنون الموحدون ما عليه أهل الباطل؛ من علو موهوم فارغ من المتن، مفتقر إلى الجذور.
قال تعالى في سورة (آل عمران: آية ثلاث وسبعون ومائة): {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
ولكن هذا لن يأتي ونحن ها هنا قاعدون، فالعمل العمل أهل الإسلام، قال تعالى في سورة (محمد:الآية السابعة): {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
والله أعلم.
- التصنيف: