الأقصى في خطر

منذ 2015-01-06

ولم تتوقف محاولات الاعتداء من جانب المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى يوماً فقد تعرض المسجد لسلسلة من الاعتداءات كان أخرها وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم وهو ليس سوى جزء من برنامج مخطط يهدف في النهاية إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة.

الهيكل بني تحت الأقصى.. وغلق "مؤسسة الأقصى" استهدف مصادرة تاريخ القدس والمقدسات.
تمر هذه الأيام الذكرى رقم 39 لحريق المسجد الأقصى الذي بناه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام (86-96 هجرية).. عندما قام الصهيوني الاسترالي مايكل روهان في صبيحة يوم الخميس السابع من جمادى الثانية 1389 هـ الموافق21/08/1969 م بإشعال النيران في المسجد، فأتت نيرانه الصادرة من صدور حاقدة، على تدمير أولى القبلتين، وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وآثار عمرانية، تاريخية دينية.

في كل عام نحتفل بالذكري السنوي لحريق الأقصى ونبكي بينما مازال الصهاينة سائرون في خططهم الشيطانية لهدم المسجد الأقصى من خلال الحفريات الرهيبة الموجودة به، وفي كل عام يخدعنا الصهاينة ومعهم الأمريكان بقصص سلام وهمية وخطط ووعود يستثنون منها القدس إلا من رفع علم فلسطين على المسجد الأقصى بلا سيادة أو أي سيطرة (!)، بينما يستمر التهويد في القدس والتدمير والاعتقال وتعذيب الأسرى وقصف أهلنا الآمنين في بيوتهم في غزة والضفة.

فلسطينيو الأرض المحتلة عام 1948 يصرخون كل عام ويعقدون مهرجانات (الأقصى في خطر) التي بلغت 13 مهرجاناً حتى الآن، ولا أحد يتحرك بجدية لوقف ما تبقي - بلا تهويد- في القدس، من العالم العربي والإسلامي.

بل أن الجديد هذا العام أنهم سعوا لغلق مؤسسة الأقصى التي تضم ملايين الوثائق الهامة عن تاريخ القدس والحرم القدسي وسرقوها كي يمنعوا المسلمين من الاحتفاظ حتى بوثائق القدس.

.. التهويد بدأ في الحادي عشر من يونيو عام 1967م حينما قام الصهاينة بهدم حارة المغاربة المجاورة للحائط الغربي للمسجد الأقصى بعد مهلة 24 ساعة، أعطيت للسكان لإخلاء الحي؛ حيث تم طرد 650 عربياً من حارة المغاربة التي أوقفها عليهم الملك الأفضل الأيوبي في القرن الثالث عشر الميلادي كما تم طرد 3 آلاف عربي من حارة الشرف، التي أطلق عليها فيما بعد "حارة اليهود".. وبهدم حارة المغاربة استولى الصهاينة على الحائط الغربي للمسجد- حائط البراق - وأطلقوا عليه زوراً وبهتاناً " حائط المبكى " وقاموا بتوسيع الساحة الملاحقة له.

ومنذ الاحتلال الإسرائيلي الكامل لمدينة القدس عام 1967م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الإسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الأقصى بهدف تغيير وإزالة المعالم الإسلامية التي تتصف بها المدينة.

وتضمنت الإجراءات الإجرامية الإسرائيلية شق الطرق داخل مقابر المسلمين الواقعة بالقرب من الحرم القدسي الشريف حيث جرفت عدداً منها بينها مقبرة (الرحمة) و(اليوسفية) إلى جانب الاستيلاء على مواقع أخرى في القدس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية صهيونية.

ولم تتوقف محاولات الاعتداء من جانب المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى يوماً فقد تعرض المسجد لسلسلة من الاعتداءات كان أخرها وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم وهو ليس سوى جزء من برنامج مخطط يهدف في النهاية إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة.

وتأتي ذكرى حريق المسجد الأقصى لتؤكد أن مدينة القدس بمقدساتها ستظل عربية وإسلامية الهوية مهما حاولت سلطات الاحتلال تغيير معالم المدينة المقدسة وتوطين آلاف اليهود فيها.

مخططات صهيونية مستمرة:

لفترة طويلة ظل الصهاينة يحاولون إيجاد منفذ للدخول إلى المسجد الأقصى باعتباره مكان هيكلهم القديم، ولفترات طويلة ظلت محاولات الحفر أسفل باحات المسجد الأقصى، حتى تمكنوا من بناء غرف كاملة للصلاة أسفل الأقصى.. ولكن الجديد في الأزمة التي أفتعلها الصهاينة قبل عامين حينما شرعوا في هدم قسم من باب بالمغاربة مؤخراً، وتحديداً طريق باب المغاربة ومعه غرفتين من الأقصى المبارك ملاصقتين للجدار الغربي للمسجد، أن هذه العمليات استهدفت كشف المسجد الأقصى أمام المتطرفين الصهاينة ليعبروا إليه مباشرة عبر الجسر الجديد الذي يبنيه الصهاينة!.

فقد سبق أن أنهار جزءاً من طريق باب المغاربة قبل نحو سنتين بسبب تواصل الحفريات الإسرائيلية في المنطقة، وادعت السلطات الإسرائيلية حينها أن الهدم جاء نتيجة تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة، ومنعت الحكومة الإسرائيلية حينها دائرة الأوقاف الإسلامية من ترميم الطريق، وبنت جسراً خشبياً مؤقتاً بدلاً عن طريق باب المغاربة، واليوم هم يسعون إلى بناء جسر علوي دائم وإزالة طريق باب المغاربة، من أهدافه توسيع ساحة البراق المخصصة للمصليات اليهوديات حسب التسمية والإدعاء الإسرائيلي وتسهيل تدفق قوات الأمن والمستوطنين لباحة الأقصى مباشرة والسيطرة على هذا المدخل بشكل كامل.

ويشرح الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 1948م ذلك بقوله أن هذا الهدم "سيكشف مسجد البراق الواقع داخل المسجد الأقصى غرباً، وعندما تقوم المؤسسة الإسرائيلية مباشرة ببناء جسر جديد في المنطقة سيؤدي هذا إلى هدم مساحة كبيرة من الآثار الإسلامية التاريخية في الموقع، فضلاً عن أن المسجد الأقصى سيصبح مكشوفاً للإرهابيين (الصهاينة) باقتحام المسجد الأقصى المبارك في أي وقت "!؟.

وخطورة ما يجري أيضاً أنه يجري بالتوازي مع استمرار الحكومة الصهيونية في مواصلة حفرياتها الخطيرة تحت حرم المسجد الأقصى والتي وصلت إلى وسط المسجد الأقصى حيث (كأس الوضوء) قبالة المسجد القبلي، بل أنهم يقوم بهذه الحفريات عبر عمّال تايلانديين، ويمنعون غيرهم الوصول إلى المكان ويمنعون التصوير إمعانا في إخفاء مخططاتهم.

وتبرز الأكاذيب الصهيونية في أنهم يزعمون أن ما يجري هو عمليات ترميم وتدعيم لجسر خشبي تضرر خلال عاصفة ثلجية منذ سنتين، في حين عملية الهدم تجري لكل الطريق الذي يشكل جزءاً من باب المغاربة للأقصى وبوتيرة أقوى، حيث تقوم جرافتان كبيرتان بمواصلة الهدم، وتقوم شاحنة كبيرة بنقل الأتربة والأحجار الأثرية من تاريخ الإسلام العريق في منطقة باب وحي المغاربة إلى الخرابات!.

وما يزيد القلق هو أن سلطات الاحتلال شرعت في تنفيذ مخططها بهدم جزء من باب المغاربة مستغلة أجواء الاحتقان في الساحة الفلسطينية واتجاه الأنظار إلي خلافات فتح وحماس، فضلاً عن تكهنات بأن تسريع وتيرة الحفريات والعدوان على الأقصى من أعلى  بعد فترات حفر طويلة أسفله مرتبط بالحديث عن قرب استئناف مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين ومن ثم فرض أمر واقع.

القضية لم تعد تحتمل الانتظار، فقد تم بناء كنيس يهودي أسفل الأقصى في غفلة من المسلمين بالفعل تحت الأرض ربما ليقولوا عقب نسف الأقصى أن حفرياتهم كشفت وجود الهيكل (الذي بنوه!)، وبالمقابل يجري تدشين واقع جديد على الأرض في ظل الاحتلال بالقوة، وفي غفلة من المسلمين وحكام الدول الإسلامية.

غلق مؤسسة الأقصى:

وقد شكل إغلاق إسرائيل لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ومصادرة كميات هائلة من الوثائق التاريخية والتوثيقية التي لا تقدر بثمن وتعود إلى قرنين من الزمن، دليلاً على سعي تل أبيب لمصادرة الرواية الفلسطينية للتاريخ بعد احتلالها الأرض.

وهو ما أشار إليه رئيس مؤسسة الأقصى الشيخ علي أبو شيخة عندما قال: أن أمر الإغلاق الموقع من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك معنون في 14 أغسطس، قبل الغلق بعشرة أيام تقريباً، وعدّ أبو شيخة ذلك دليلاً على العلاقة المباشرة بين إغلاق المؤسسة والكشف عن مخططات إسرائيل، علاوة على مساعيها "لاحتلال الوعي ومصادرة التاريخ والسطو على رواية فلسطين بعد مصادرة جغرافيتها".

حيث وصف رئيس مؤسسة الأقصى جاء انتقاماً من المؤسسة لقيامها في الـ12 من الشهر الحالي أغسطس بفضح مخططات الاحتلال لبناء كنس في حي المغاربة في محاولة لتهويد الحرم القدسي الشريف.

كما أكد الشيخ أبو شيخة أن قيمة المفقودات والوثائق التاريخية والتوثيقية التي صادرتها إسرائيل لا تقدر بثمن، مشدداً على أن إغلاقها يهدف لتيسير عملية تهويد الحرم القدسي، وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية صادرت نحو 1. 5 مليون شيكل من "الأقصى" وربع مليون شيكل من أمواله الخاصة.

وكشف أن المصادرة طالت عشرات آلاف الوثائق، من أبرزها مستندات خاصة بمشروع "المسح الشامل للأوقاف الإسلامية والمسيحية" في فلسطين التاريخية الذي بدأ عام 2000 ويشارف على الانتهاء.

وتغطي المستندات المصادرة -وفق أبو شيخة- نحو 75% من مقدسات فلسطين وتوثق نحو 2500 موقع جغرافياً وتاريخياً وهندسياً، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية والمحوسبة.

وقال: "كنا نستعد لإصدار كتاب واسع حول هذه الأوقاف نهاية العام وتوزيعه على الطلاب واللاجئين الفلسطينيين خارج الوطن".

كما تشمل المستندات المصادرة كل الوثائق الخاصة بأوقاف المدن الكبرى مثل يافا وحيفا وعكا واللد والرملة في القرنين الأخيرين، إضافة للأرشيف الإعلامي الذي يشمل عشرات آلاف الصور وأفلاماً وثائقية عن انتهاكات المستوطنين والمخابرات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

وكذا وثائق "الطابو" والأرض من الفترة العثمانية الخاصة بالأوقاف الإسلامية والمسيحية تم استحضارها من الأرشيف العثماني، ومئات الشهادات الشفوية التاريخية التي تم توثيقها بالصورة والصوت والكلمة المكتوبة بعد مقابلة المعمرين ممن عاشوا في فلسطين قبل النكبة وكانوا شهوداً عليها.

بدوره نفى رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية الشيخ رائد صلاح وقيادة مؤسسة "الأقصى" مزاعم السلطات الإسرائيلية حول علاقة "الأقصى" بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبـ"جهات إرهابية" في القدس المحتلة.

وكرر الشيخ صلاح تأكيداته بأن الحرم القدسي للمسلمين ولا حق للإسرائيليين بذرة تراب فيه، وأضاف "نحن هنا باقون كالزعتر والزيتون، والاحتلال إلى زوال، ولن نخشى عتمة السجون".

أيضا عقب النائب الشيخ عباس زكور على قيام أجهزة الأمن الإسرائيلية بإغلاق مؤسسة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية والإعلان عنها مؤسسة غير قانونية ومصادرة وثائق ومستندات وحواسيب وأموال تابعة للمؤسسة وتجميد حساباتها البنكية، بالقول في بيان وصل لـ "إسلاميات": "أنها خطوة تهدف إلى ضرب الجهود الجبارة التي تبذلها المؤسسة والحركة الإسلامية للحفاظ على الحرم القدسي الشريف وللتحذير من المخططات الصهيونية التي تسعى إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى وباحاته وحرمه".

وأكد النائب زكور أن الحركة الإسلامية ومؤسسة الأقصى تدفعان ضريبة قيامهما قبل نحو أسبوع بالكشف عن شبكة إنفاق واسعة وعن مخططات جديدة لبناء كنس تحت باحات الحرم القدسي الشريف وحي المغاربة، وهو ما أزعج وأحرج كثيراً المؤسسة الصهيونية، خاصة بعد النجاح الكبير لمهرجان الأقصى في خطر الذي أقيم قبل يومين في أم الفحم.

وأضاف النائب زكور: كما باءت بالفشل جميع المحاولات السابقة للمؤسسة المخابراتية الإسرائيلية لضرب الحركة الإسلامية ومؤسساتها الخيرية والإنسانية وتشويه اسمها ومحاولة إخراجها عن القانون، فإن هذه المحاولة الجديدة ستبوء بالفشل بإذن الله، وسيلد الجبل فأرا آخر، وستعود الحركة الإسلامية ومؤسسة الأقصى للذود عن حمى المقدسات والأقصى من جديد بعد انقشاع جميع التهم الباطلة عنها

وكانت قوة من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت فجر اليوم مدينة أم الفحم، واستهدفت مؤسسة الأقصى لحماية الأوقاف والمقدسات الإسلامية والعربية، حيث قامت بإغلاقها بأمر إداري من وزير الدفاع أيهود باراك.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نحو 100 من رجال الشرطة الإسرائيلية وأفراد من جهاز الأمن العام داهموا في ساعة متأخرة الليلة الماضية المبنى حيث "ضبطوا وثائق وحواسيب ومبالغ من المال وكراسات وكتباً قد تنطوي على التحريض ضد دولة إسرائيل".

وعقبت الحركة الإسلامية الجناح الشمالي على عملية المداهمة بالقول إن تلك العملية بمثابة "إفلاس مؤسساتي إسرائيلي.. إسرائيل لا تملك أي رد متين على نشاط مؤسسة الأقصى ضد ما وصف بالمساس بالأماكن المقدسة بشكل عام وبالمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص"، ورأت أن إسرائيل تفضل القوة على الحوار.

وقد شارك في عملية الاقتحام عشرات المركبات الشرطية والأمنية ومئات العناصر من القوات الخاصة الذين حولوا المنطقة إلى ثكنة عسكرية مغلقة، وقاموا بقطع الطرق المؤدية إلى مبنى مؤسسة الأقصى الكائن في مجمع ابن تيمية، بينما قامت قوات أخرى باقتياد سكرتير مؤسسة الأقصى عبد المجيد اغبارية من بيته إلى المؤسسة وإبراز أمر عسكري صادر من وزير الأمن، يعلن بموجبه إغلاق مؤسسة الأقصى ومصادرة كافة محتوياتها من الحواسيب والملفات بالإضافة إلى مصادرة الحصالات التابعة لصندوق طفل الأقصى ويصل عددها نحو ألف حصالة.

وسبق أن تعرضت مؤسسة الأقصى عام 2003 لاقتحام مماثل خلال الحملة التي اعتقلت خلالها الشرطة الشيخ رائد صلاح وعدد من قيادات الحركة الإسلامية، حيث قامت القوات بمداهمة المؤسسة ومصادرة كافة أجهزة الحواسيب والمستندات والأموال التي تقدر بمئات آلاف الشواقل في حين قام قائد الوحدة بإغلاق البوابة الرئيسية لمؤسسة الأقصى بالشمع الأحمر، وإلصاق الأمر الموقع من قبل وزير الأمن ايهود باراك والذي تم التوقيع عليه في تاريخ 14/8/2008.

39 عاما من التأمر الصهيوني:

ويصف نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48، الشيخ كمال خطيب السنوات الـ 39 التي مرت منذ الحريق الذي تعرض له المسجد الأقصى المبارك، بأنها كانت "كلها سنوات حريق، وما زالت مستمرة، لأن لإسرائيل هدف واحد ووحيد وهو إزالة المسجد الأقصى، وبناء الهيكل اليهودي المزعوم".

ويقول أن إسرائيل تتدرج في خطواتها للوصول إلى هذا الهدف، وهي تواصل العمل ليل نهار، وصولا إلى تدمير المسجد الأقصى، الذي أصبح عنواناً للمرحلة الحالية بالنسبة لإسرائيل.

وأشار الشيخ خطيب، إلى أن ما يؤخر المخططات اليهودية الهادفة لتدمير المسجد الأقصى هو حالة التباين الفكري بين الجماعات اليهودية، فهناك من بينهم من يعتقد أن بناء الهيكل سيعجل من نزول المسيح المخلص، وهناك من يعتقد أن المسيح المخلص هو الذي سيبني الهيكل.

ولكنه يؤكد أن النية على هدم الأقصى وبناء الهيكل موجودة ويجري الترتيب لها.. وهناك الكثير من الشواهد، من بينها وجود المخايط في القدس، التي قامت بتخييط الملابس الخاصة بالكهنة، وهي جاهزة، مع وجود المحاجر التي تم اقتطاع الحجارة منها، بالعمل اليدوي، لأنه حسب نصوصهم الدينية التوراتية، يمنع اقتطاع الحجارة بواسطة الأدوات الكهربائية الحديثة، وإنما يتم اقتطاعها بالعمل اليدوي، إضافة إلى إحضار خشب الأبنوس، حيث يزعمون أن الهيكل الأول والثاني بني من هذا الخشب.

وقال الشيخ الخطيب، إن من يأتي إلى القدس اليوم، ومن يزور المسجد الأقصى، ويشاهد ما يجري، يصل إلى استنتاج "أن القوم يبيتون لأمر عظيم، وما يتحدثون به، يؤكد أن المخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى، تشهد حالة من التسارع غير المسبوق، حيث أعمال الحفر في حي سلوان والتي لا تبعد سوى 25 - 40 متر عن السور الجنوبي للمسجد الأقصى، وهم يزعمون أن هذه الحفريات لبناء مدينة داوود التاريخية، وما يجري في جسر باب المغاربة، وهو الأهم والأخطر، حيث تم إزالة الجسر نهائياً، وإقرار الخارطة التي وضعتها المؤسسة الإسرائيلية، والموافقة عليها، من أجل بناء جسر يصل من ساحة البراق إلى داخل المسجد الأقصى.

وأشار الخطيب، إلى ما تم الكشف عنه مؤخراً، عن نية الاحتلال بناء مجموعة من المعابد اليهودية (الكنس) حول الجدار الغربي للمسجد الأقصى، كما أوضح أن اليهود احتفلوا بذكرى خراب الهيكل الثاني (يصادف التاسع من آب من كل عام)، وخلال إحياء هذه الذكرى، أعلنوا أن العام العبري الجديد، سيكون عام بناء الهيكل الثالث، وهذا يشير إلى أننا أمام وضع غير مسبوق وخطر جدي، وهو ما كنا قد حذرنا منه في السابق، وقلنا أن هناك شواهد على هذا الخطر، وأن القضية مسألة وقت، فيما كانت إسرائيل تنكر وجود مثل هذا الخطر، وتحاول تكذيب وجود مثل هذا الخطر، وأن القضية، قضية استفزازات من قبل جماعات دينية يهودية ليس إلا، بحسب ما يرى الخطيب.

كما حذر الشيخ الخطيب، من تنامي ظاهرة سيطرة اليهود على العقارات المحيطة بالمسجد الأقصى، مشدداً على أن هذه الظاهرة "كبيرة وخطيرة"، مطالباً أصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لتوجيه استثماراتهم إلى مدينة القدس، وشراء هذه العقارات، حتى لا تقع في أيدي المستثمرين اليهود الذين يأتون من خارج البلاد، ومن داخلها لشرائها.

ووجه الشيخ الخطيب، انتقادات حادة للمفاوضين الفلسطينيين، ووصفهم بأنهم "كذابون ومخادعون لشعبهم..حينما أبقوا موضوع القدس للمرحلة الأخيرة من المفاوضات.

  • 0
  • 0
  • 26,038

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً