نواميس
ذرية الطاغية: ذرية فاسدة طالحة لم يسجل التاريخُ قصةً معتبرةً عن صلاح ذرية طاغية، بل سجَّل لنا التاريخُ قتلَ أبناء الطواغيت لآبائهم ولأحقر الأسباب.
مَن لم يتدبر باستحضار قلبٍ ويقين في أن الظالمين يتألمون ويعانون، ويرون العذابَ ألوانًا أضعافًا مضاعفةً مما يراه المستضعفين: الأرامل والثكالى واليتامى، والأسرى والجائعين، والمعذبين والمطاردين والمقهورين في شتى بقاع الأرض؛ فلقد أساءَ الظنَّ بملكِ الملوكِ، الحكمِ العدلِ القهارِ المنتقمِ الجبارِ، ووجب عليه الاستغفارُ والتوبةُ والإنابةُ.
لنتأمل:
- طعام الطاغية: خوفٌ وتوجسٌ وريبةٌ، (فمَن أدراه أن لن يدسَّ له السمَّ واحدٌ من الخونةِ؟!).
- نوم الطاغية: إما نومٌ بعقاقير أو نوم مليء بالفزع والتخبط ومس الشياطين، يقول علماءُ النفس: "إن الإنسان يستطيع أن يخدعَ نفسه طيلة وقت اليقظة، أما وقت النوم فعقلُه الباطن يكشف له حقيقته كاملة؛ فلا مهرب منها ولا نجاة"؛ ولذا فأبسطُ أحلامِهم ستكون دماءً وأشلاءً وجاثومًا وموت باللحظة ألف مرة.
- يقظة الطاغية: عذاب ما بعده عذاب؛ كلُّ نَفَسٍ يتنفسه محسوبٌ عليه، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إن لم يُأمنُوا موكبه فلن يجرؤ على الحركة خطوة واحدة من زنزانته الفاخرة، التي هي في قلبه مقبرة، لكنها مزركشة واسعة ليس إلا، وحتى بعد تأمين موكبه فيكفيه تحرك خزانة أي سلاح من حرسه حتى يجفَ الدمُ بعروقِه، ولا يتذكر من شدة الخوف حتى مَن يكون، ويموت ألف موتة وموتة.
- ذرية الطاغية: ذرية فاسدة طالحة لم يسجل التاريخُ قصةً معتبرةً عن صلاح ذرية طاغية، بل سجَّل لنا التاريخُ قتلَ أبناء الطواغيت لآبائهم ولأحقر الأسباب.
- أعوان الطاغية: المرءُ على دينِ خليلِه، وهو ظالمٌ خائنٌ قاتلٌ؛ فالأعوانُ والأخلاءُ جميعُهم من حولِه إما خائن أو طامع أو حاقد أو قاتل.
وهذه نواميس الله في كونه لا تبديل ولا ظنون ولا شكوك؛ فلماذا الحزنُ واليأس والقنوط؟!
- التصنيف: