إلا في كتاب مبين
تخيلوا معي أننا سنحسب مقدار ذاكرة الحاسوب التي يمكن أن نخزن فيها كل المعلومات التي حدثت في الكون من نشاته الأولى إلى فنائه، هذه المعلومات التي هي جزءٌ ضئيل من علم الله تعالى..
محاولة للتأمل في كم علم الله!
كلنا يعلم أن علم الله لا حدود له ولكن هل سبق لنا أن تخيلنا من قبل كم هذا العلم بمقاييسنا الحديثة لكم المعلومات؟! سأعطي لكم مثالًا بسيطًا لتخيل مدى ضخامة هذا العلم، تخيلوا معي أننا سنحسب مقدار ذاكرة الحاسوب التي يمكن أن نخزن فيها كل المعلومات التي حدثت في الكون من نشاته الأولى إلى فنائه، هذه المعلومات التي هي جزءٌ ضئيل من علم الله تعالى..
هذه المعلومات تشمل كل شيء وليس فقط المعلومات المحسوسة بحواسنا البسيطة! إنه أشبه بتسجيل فيلم (فيديو) مفصل يحتوي على طبقات متعددة من المعلومات لكل ما يحدث في كوننا، وكل ما حدث وكل ما سيحدث، كم نحتاج من الذاكرة الإلكترونية لاستيعاب معلومات هذا الفيلم؟ إنه رقم لا يتخيله عقل وهو يصلح تمامًا للتعبير عن المفهوم الرياضي للانهاية! ولا سيما أن هذه المعلمومات هي بدقة لا متناهية
يقول الله تعالى في سورة الأنعام آية (59): {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، ويقول أيضاً في سورة يونس آية (61): {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.
ويقول أيضاً في سورة سبأ آية (3): {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، إنه ليس فقط علم بكل ما حدث في الكون من بدايته إلى نهايته! ولكنه أيضاً بدقة لا نهائية -ولا أصغر من ذلك ولا أكبر-، وذلك كله معلوم من قِبل الله تعالى -إلا في كتاب مبين- فسبحان الله العظيم وتعالى علوًا كبيرًا.
والله أعلم.
- التصنيف: