إن الله يحول بين المرء وقلبه
بدأت الآيات بالحث على الإسراع والمبادرة بالاستجابة لله ورسوله إذا ما دعوا إلى ما يحييهم، والمقصود بالإحياء هنا هو إحياء القلوب والذي لايكون إلا بالإيمان ولوازمه كما في قوله تعالى: {أوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأتعام:122]
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24]
بدأت الآيات بالحث على الإسراع والمبادرة بالاستجابة لله ورسوله إذا ما دُعُوا إلى ما يحييهم، والمقصود بالإحياء هنا هو إحياء القلوب والذي لايكون إلا بالإيمان ولوازمه كما في قوله تعالى: {أوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:122]
وحياة القلوب في الدنيا هي التي تضمن للمرء حياة النعيم المُقيم في الآخرة، فهو رابح في الدارين لأنه يحيا حياة الكرام الآمنين المطمئنين في الدنيا والآخرة.
أما النتيجة الحتمية للتقاعس عن الاستجابة لهذه الدعوة فقد تناولته الآية في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}
فكثيرًا ما نجد ان معظم العصاة المفرطين يذكرون أن بداخلهم النية على التوبة في المستقبل، و مما لا شك فيه أنه يوجد بينهم الصادقون الذين يحملون قلبًا رافضًا للمعاصي، لكن لا يدعم هذا القلب عزيمة صلبة و إرادة قوية تترجم صدق هذا القلب إلى سلوك عملي.
و المشكلة هنا لا تكون في التشكيك في صدقهم، فالله أعلم بهم، لكن المشكلة الكبرى التي لا يدركها العاصي الكاره للمعصية أن القلوب متقلبة و أن استمرار المعصية غالبًا ما يُحوّل القلب بعد ما كان يبغضها ومع الاستمرار يألفها، ولا يجد في ارتكابها غضاضة، بل أنه بطول صحبته للعصاة و تزيين الأمر له و تبريرهم لأنفسهم قد يصورون له أنهم على الصواب، و أن الذين اختاروا الطريق الآخر ما هم إلا مغفلون لأنهم سلكوا طريق الصعاب و المشقة، ويجهل هؤلاء العصاة أو يتجاهلون قول النبي صلى الله عليه و سلم : « » الراوي : أنس بن مالك (صحيح مسلم ؛ رقم: [2822]).
و رغم أن مشكلة الإنسان الأساسية هو جهله بموعد الخاتمة، فهولاء الذين غطى الران قلوبهم فمهما طال بهم الأَجَل فهم يزدادون تمرغًا في الإثم بعد أن كانوا كارهين له في البداية و يحملون النية على تركه، ولكنهم نسوا أن القلوب بين إصبعي الرحمن لا يملك توجيهها إلا هو فمن استحق فالله يوجه قلبه نحو نعيمه، و من لم يستحق وجهه إلى شقائه لأنه هو العدل المطلق، فهو يمنح الجميع حرية الإختيار، فإذا ما اختار الإنسان لنفسه البداية لا يضمن اختيار النهاية لأن الله سبحانه بعد طول إمهال يحول بين المرء و قلبه.
فلينتهز كل منا الفرصة و يغتنمها و يختر لنفسه طريق الطاعة (بعون الله) قبل أن يجتمع عليه شيطانه و هوى نفسه و سخط الله.
نسأل الله العافية.
- التصنيف:
Elham Hussein
منذ