وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
فالله تعالى ليس محتاجًا لخلقنا، إنما نحن الذين في حاجةٍ إلى هذا الخلق، ولكن بعدما خلقنا يجب ألا نقعد مجرد مشاهدين، إنه يجب أن يكون لنا وظيفة وعمل وهي العبادة.
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56-58].
هل العبادة هنا سبب الخلق؟
بالطبع لا، فإن اللام هنا توضح وظيفة الإنسان في الأرض، وليس سبب خلق الله للإنسان، والشاهد على ذلك بقية الآيات، {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}، فالله تعالى ليس محتاجًا لخلقنا، إنما نحن الذين في حاجةٍ إلى هذا الخلق، ولكن بعدما خلقنا يجب ألا نقعد مجرد مشاهدين، إنه يجب أن يكون لنا وظيفة وعمل وهي العبادة.
سأضرب مثلًا؛ ولله المثل الأعلى! رجل أعمال كبير عنده مؤسسة، ولا يحتاج إلى موظفين فيها ولا مال، ثم قابل شابًا محتاجًا يشكو من أنه لا يجد عملًا، فأخذه الرجل إلى مؤسسته ليوظفه فيها، ثم كان يومًا فدخل عليه مكتبه فإذا هو جالس يلهو ويلعب، فقال له أنا لم آتِ بك هنا إلا لتعمل لا لتلعب.
هذا المثل يوضح ما أريد أن أقوله بشأن الآية الكريمة.
- التصنيف: