افتراض
إلى المؤيدين للانقلاب العسكري نتوجه بسؤال افتراضي للتفكير فيه، وذلك جريًا على طريقة القرآن العظيم بافتراض صحة المخالف
إلى المؤيدين للانقلاب العسكري نتوجه بسؤال افتراضي للتفكير فيه، وذلك جريًا على طريقة القرآن العظيم بافتراض صحة المخالف {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [فصلت:52].
وبالتالي فنتساءل: ماذا لو كان -على وجه الافتراض- هذا الانقلاب تخطيطًا أمريكيًا صهيونيًا من أجل ألا تكون هذه البلاد لها توجه إسلامي، ومن أجل ألا تحدث تنمية حقيقية مستقلة ومستدامة في بلادنا لتنعتق من رق التبعية، ومن أجل ألا تتأسى الدول العربية لتقيم أوضاعها على وضع إسلامي صحيح وتحدث نقلة نوعية في التنمية، ولئلا تعود الحضارة الإسلامية كحضارة قوية ومتميزة ومطبقة في أرض الواقع فتقدم للعالم نموذجًا آخر غير حضارة الإلحاد والظلم والوحشية والإباحية والشذوذ؟ مجرد سؤال افتراضي وله شواهد كثيرة. ماذا لو كان هذا صحيحًا؟
وماذا لو كان هذا الانقلاب هو تعاون لمجموعة من الشيوعيين الملحدين والعلمانيين والإباحيين رفضًا للهوية الإسلامية وعداءً للإسلام عقيدة وهوية، أو شريعة وتوجه، أو كلاهما؟ مجرد سؤال للتفكير وراجع الشخصيات لتعرف الحقيقة وافترض صحة السؤال.
وماذا لو كان المشارك والمؤيد بل والصانع والحاشد هو الأجهزة الأمنية الداخلية والعسكرية لعودة نظام مبارك ودولة القمع بأشد وأفحش مما كانت؟ مجرد سؤال افتراضي.
وماذا لو كان الداعون إليها مأجورين بالملايين لخدمة المرتعدين من الثورات ولخدمة الاستقرار الصهيوني وتصفية القضيتين العربيتين في فلسطين وسوريا؟ سؤال افتراضي كذلك.
ماذا لو كانت التظاهرات السلمية أحرجت الانقلابيين وهزت كيانهم فافتعلوا حوادث التفجير وسيفتعلون أخرى ليجدوا مبررًا لقتل الرافضين لهذا الانقلاب وتصفيتهم؟ ماذا لو كان هذا صحيحًا وله شواهد كثيرة؟ هذا افتراض لو صح كيف يكون موقفك آنذاك؟
ماذا لو كانت الرموز الوطنية الداعمة والقائمة بهذا الانقلاب يحركها إما كراهة للإسلام أو عمالة للغرب أو أجرة ضخمة ضعفوا أمامها؟ مجرد سؤال للتفكير وافتراض الصحة؟
وماذا لو كانوا أحط الخلق وأعظمهم كذبًا وحقدًا وتزويرًا ووحشية ودموية ومكرًا وخديعة؟ ولهذا شواهد لا تُحصى. لكن أجبني ماذا لو كان هذا صحيحًا؟
ماذا لو كان الإسلاميون يريدون إقامة الدين وتنمية البلاد واستقلال القرار وترسيخ العدل والحرية والشفافية؟ ثم أنت تعاديهم! مجرد افتراض.
وماذا لو كانوا يضحون من أجل هذا ومن أجلك حبًا لك -ولو كنتَ مبغضًا لهم- ومن أجل أولادك، ويرون أنهم لو ماتوا في سبيل هذا يكونون شهداء خيرين لأنهم ما أرادوا إلا الخير لك ولدينهم ودينك وبلدهم وبلدك؟ مجرد افتراض. ماذا لو كان صحيحًا وأنت تعاديهم؟
ماذا لو كانوا يُشوَهون كذبًا ويُعادون ظلمًا وزورًا؟ مجرد افتراض؟!
ماذا لو كانوا يُشهدون الله تعالى على أنهم ما أرادوا إلا الخير وما سعوا إلا لتحقيقه وأنهم رأوا المؤامرات تحاك ضد الأمة فأرادوا إبطالها واستنقاذ الأمة فوقفوا تلك الوقفة التي تراها من أجلك رغم أنك لا تدرك حقيقة الأمر وصبروا على هذا؟ مجرد افتراض لكن ماذا لو كان صحيحًا؟
ماذا لو كنتَ تساهم في تدمير الحاضر والمستقبل وتسلم البلاد لقتلة ولصوص وملحدين وطائفيين وإباحيين ولتسير بلادنا مرة ثانية في تبعية للغرب ولإسرائيل لإبطال ثورتك والقضاء على حلمك؟ مجرد سؤال افتراضي؟
ماذا لو كنتَ تعيد الطواغيت وزبانيتهم وفسادهم كاملًا بكامل طاقمه غير منقوص بل مضافًا إليه وجوه جديدة أشرس وأفسد؟ ماذا لو كنت تسعى في هذا؟ مجرد افتراض!
إنه مجرد افتراض للجانب الآخر.. فتفكر بارك الله فيك، وتريث قليلًا وتثبت، لعل يكون في الأمور أمور.
- التصنيف: